وصفت فرنسا، الانتخابات الرئاسية التي يجريها نظام "بشار الأسد" في سوريا، بـ"الباطلة".

جاء ذلك، في بيان للخارجية الفرنسية، الجمعة، قال إن انتخابات الرئاسة في سوريا باطلة و"لا تخرج البلاد من الأزمة".

ويمثل هذا التصريح، ضربة قاسية لجهود نظام "الأسد" الذي يحاول إضفاء الشرعية على الانتخابات، التي بدأ التصويت بها في الخارج الخميس.

كما يأتي التصريح الفرنسي، رغم سماح باريس، بإجراء الانتخابات عبر السفارة السورية فيها.

ورغم أن الموقف الرسمي الفرنسي من نظام "الأسد"، لم يتغير منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، وتعليق العلاقات الدبلوماسية في مارس/آذار 2012، بسبب قمع النظام الوحشي للمتظاهرين السلميين آنذاك، فإن باريس سمحت هذا العام بتنظيم الانتخابات.

جاء ذلك عكس جارتها، برلين التي منعت تنظيم الانتخابات، رغم أن ألمانيا هي الدولة الأوروبية الأكثر استقبالاً للاجئين السوريين على الإطلاق.

واستغل إعلام "الأسد"، الرسمي وشبه الرسمي، إجراء الانتخابات في فرنسا تحديداً، كدليل على شرعيتها.

وحتى عندما هاجم ألمانيا والدول التي منعت تنظيم الانتخابات فيها "كجزء من المؤامرة الكونية المزعومة عليه"، فإنه لوّح بورقة الانتخابات في فرنسا بوصفها دولة عظمى تعترف وفق هذا المنطق بشرعية "الدولة السورية" من جهة، وتخضع لانتصار "الجيش العربي السوري" من جهة ثانية، حسب مزاعمه.

ومن المقرر أن تجري سوريا انتخاباتها الرئاسية في الداخل يوم 26 مايو/أيار، ستفضي إلى فوز شبه مؤكد لـ"الأسد" بفترة ثالثة، في تصويت تصفه واشنطن والمعارضة بأنه "مهزلة تهدف إلى تعزيز حكمه الاستبدادي".

وتحكم أسرة "الأسد"، وحزب البعث الذي يتزعمه سوريا منذ خمسة عقود، ويحكمان قبضتهما على السلطة بمساعدة قوات الأمن والجيش.

وتهيمن الأقلية العلوية على شؤون البلاد.

ومرت هذا العام 10 سنوات على حملة قمع دموية لمحتجين مطالبين بالديمقراطية مما أشعل فتيل حرب أهلية، دمرت أجزاء كبيرة من البلاد.

وتطالب المعارضة وزعماء غربيون بتنحي "الأسد" منذ 10 سنوات، ويتهمونه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وتولى "الأسد" السلطة عام 2000 بعد وفاة والده "حافظ الأسد" الذي أصبح رئيسا عام 1971 بعد انقلاب عسكري في العام السابق.