السوريون في الخارج يرفضون انتخابات الأسد: مسرحية محسومة

الخميس 27 مايو 2021 10:08 ص

سعى نظام "بشار الأسد" في سوريا بكافة السبل لحشد تأييد شعبي للانتخابات الرئاسية، خاصة من المغتربين، وتضمن ذلك دعوة "الخارجية السورية" المواطنين للتصويت باعتباره "تأكيد للانتماء للوطن الغالي والمشاركة في بناء سوريا المتجددة"، على حدّ وصفها.

وخصص النظام السوري للمقيمين خارج سوريا ، الخميس الماضي؛ للإدلاء بأصواتهم في سفارات بلادهم وقنصلياتها.

إلا أن السوريين في الشتات واللاجئين في عدة دول حول العالم رفضوا هذه الدعوة، واصفين الانتخابات بأنها "غير حقيقية"، متسائلين عن حقوقهم التي حرمهم منها النظام، وفرضه إجراءات تضيّق عليهم حياتهم حتى في بلدان لجوئهم.

ومنذ عام 2011 حتى اليوم، فرّ ما لا يقلّ عن 8 ملايين سوريّ إلى دول الجوار وأوروبا، ولا تزال حركة الهجرة مستمرة؛ بسبب قمع النظام السوري للثورة، وما تبعه من ممارسات وانتهاكات بحق المحتجين.

وقال "عمار حمو"، وهو صحفي سوري مقيم في الأردن: "النظام يسعى إلى إلباس مسرحية الانتخابات عبر اللغة الشعبوية بلبوس الاستحقاق الوطني"، لافتا إلى أن النظام حرم الفارين من حكمه وانتهاكاته من حقوقهم التي قد تتيح لهم المشاركة من الأساس.

وأضاف: "حسب قانون الانتخابات العامة، تشترط المادة 105 منه على الناخب السوري في الخارج أن يحمل جواز سفر ساري المفعول وممهور بختم خروج من أي منفذ حدودي سوري، وهذا لا ينطبق على جلّ اللاجئين الذين خرجوا عبر الشريط الحدودي إلى لبنان وتركيا والأردن".

وتابع "حمو": "كما أنه لا ينطبق على آخرين ليس لديهم القدرة على تجديد جوازات سفرهم، وهي الأغلى في العالم بواقع 300 دولار للجواز العادي و800 دولار للمستعجل".

وعن رأيه في الانتخابات، لفت "حمو" إلى أنه رغم اعتباره "الانتخابات غير شرعية، فإنه من المعيب على المجتمع الدولي أن يسمح بمرور هذه الانتخابات، يشارك فيها قاتل يحرم المواطنين من حقوقهم مرات، ويستخدمهم لمصالحه الضيقة في مرات أخرى".

واتخذ "الأسد" (55 عاما) عبارة "الأمل بالعمل" شعارا لحملته الانتخابية، بعد عقدين أمضاهما في سدة الرئاسة عقب خلافته والده الراحل "حافظ الأسد".

وينافسه مرشحان هما وزير الدولة السابق "عبدالله سلوم عبدالله"، والمحامي "محمود مرعي" من معارضة الداخل المقبولة من النظام، وسبق أن شارك بين ممثليها في إحدى جولات المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

ومع كل الانتهاكات بحق السوريين، يتوقع مراقبون أن ينجح "الأسد" بولاية رابعة في بلد مدمر؛ ما يعني مزيدا من المعاناة لملايين السوريين في مناطق سيطرته، واستمرار معاناة اللاجئين وخاصة في دول الجوار.

كل ذلك يعني أن لا عودة آمنة للسوريين إلى سوريا، ولا حلّ سياسي حقيقي يسعى المجتمع الدولي فرضه لإنهاء حرب الأسد على السوريين.

وترى الناشطة السورية المقيمة في ألمانيا "فداء قاسم"، أنّه "نظام لا شرعية له، وهو بحكم الساقط، لكن تأخر كثيرا بسبب رغبة بقائه من حكومات تجمعهم به مصالح متبادلة".

وتساءلت مستنكرة: "أي انتخاب لرئيس دولة نصف شعبها مهجر، ونصفه الآخر يتضور جوعا ويذل ألف مرة كل لحظة؟".

وتابعت "فداء": "بصفتي مواطنة سورية مهجرة أقاطع هذه الانتخابات ذات النتيجة المحسومة وأهيب بجميع السوريين مقاطعتها واستنكارها وقول لا للاستبداد وللكذب وللضحك على السوريين".

واتفقت معها الصحفية السورية "عائشة صبري" المقيمة في تركيا، حين قالت إنه "على الرغم من عدم وجود صناديق اقتراع في تركيا، إلّا أنّني لن أشارك في حال كانت موجودة".

وقالت: "هذه الانتخابات فعليا، هي تجديد ولاية للمجرم بشار الأسد، الذي هجّر ملايين السوريين وقتلهم واعتقلهم ونكل بهم أشد تنكيل، وما الترشيحات التي شاهدناها لمنافسة الأسد إلا فقاعة إعلامية وفكاهة، كي يُري الغرب أنَّه حاكم ديمقراطي".

ونالت كثرة عدد المرشحين الـ(51) نصيبها من الانتقادات الساخرة، أما المنافسين الاثنين فهما لاستكمال "مسرحية الديمقراطية"، حسب المراقبين.

ورغم أن السورية "مريم فارس"، تعيش في القاهرة؛ حيث أجريت الانتخابات في السفارة السورية، فإنها لم تذهب للاقتراع، واصفة إياها بأنها "مسرحية ومهزلة".

وقالت: "لم أذهب إلى الانتخابات لأنها ليست حقيقية، وإلا لكنت عدت إلى بلادي".

وأكدت "مريم"، أنه "ليست هناك انتخابات حقيقية أساسا.. حتى من يطبلون للنظام ويخرجون يتغنون له، ليس بمزاجهم، وإنما هم مضطرون لفعل ذلك؛ لأنهم يعيشون تحت مظلة النظام، ولو لم يفعلوا ذلك، سيتضررون ماديا أو شخصيا وقد يتم اعتقالهم فقط لعدم المشاركته في هذه المهزلة". 

فيما اعتبرت الناشطة السورية "سيما نصار"، التي تعيش في العاصمة البريطانية لندن منذ 3 سنوات، "إجراء الانتخابات بهذا الشكل إهانة للشعب السوري، سواء للمعارضين وحتى المؤيدين، لأنهم حتى لم يبذلوا جهدا ليظهروا الانتخابات وكأنها جدية".

وتابعت: "ليست هناك حياة في سوريا، ولا أمان.. مقومات الحياة الأساسية غير موجودة، والوضع الاقتصادي متدهور.. أي انتخابات هذه".

وتضيف: "حتى لو كان هناك عمل فإنه لا يسد الرمق".

أما "مؤيد"، الذي اضطر للفرار من سوريا في عام 2014، فشكر الدولة الألمانية التي تستضيفه؛ "لأنها منعت الانتخابات على أراضيها"، ويرى أن "من يريد أن ينتخب بشار الأسد فليذهب إلى سوريا ويأكل من خيراتها ويظل هناك".

وتابع "مؤيد"، الذي رفض ذكر اسم عائلته، أن "ما يحدث هو ضحك على الشعب السوري لأنه من المعروف أن بشار الذي سيعلن فوزه سواء تم انتخابه أو لا، وحتى منافسيه في الانتخابات فقد اختارهم النظام حتى تكتمل المسرحية".

وأشار بالقول: "أصوات السوريين لن يقدم ولن يؤخر.. سيتم الإعلان عن فوز بشار بـ55% وآخر بـ30% أما الثالث فسيقولون إنه حصل على 15% حتى تكتمل المسرحية بشكل يحاول فيها إقناع العالم بأنه كانت هناك انتخابات، رغم أنه ليس فيها أي نزاهة ولا شفافية".

وأضاف: "غالبية الموجودين في سوريا إما نساء أو شيوخ أو أطفال أو عناصر الجيش المؤيدين للنظام" ويقول: "لولا المغتربين لكان الشعب السوري الموجود في الداخل قد مات من الجوع".

وترزح سوريا تحت أزمة اقتصادية خانقة، وشهدت الليرة تدهورا غير مسبوق مقابل الدولار.

وبات أكثر من 80% من السوريين يعيشون، وفق الأمم المتحدة، تحت خط الفقر.

بالرغم من أن مؤيد حصل على الجنسية الألمانية بعدما كان لاجئا، فإنه يحلم بالعودة إلى سوريا "اليوم قبل الغد".

هذا الحلم يراود "ملايين الشباب مثلي، لكننا لا نستطيع، مع وجود هذا النظام لأننا جميعا مطلوبين لدى الدولة ومطلوبين للخدمة في الجيش"، حسب "مؤيد".

وشككت قوى غربية عدة بنزاهة الانتخابات، حتى قبل إجرائها، وعدّها معارضو "الأسد" بأنها "شكلية".

وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، إن هذه الانتخابات "لن تكون حرة ولا نزيهة".

كما أكدت الأمم المتحدة أن هذه الانتخابات ليست جزءا من العملية السياسية التي اعتُمدت بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي.

ويطالب القرار 2254 الصادر في 2015 جميع الأطراف بوقف أي هجمات على الأهداف المدنية، كذلك يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين (النظام والمعارضة) للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات بإشراف أممي.

المصدر | الخليج الجديد - الحرة

  كلمات مفتاحية

سوريون سوريو الخارج انتخابات انتخابات سوريا بشا الأسد لاجئون سوريون

بعد 10 سنوات من الحرب.. لا مفاجآت بانتخابات سوريا

فرنسا: الانتخابات الرئاسية في سوريا باطلة

بـ95%.. إعادة انتخاب بشار الأسد رئيسا للنظام في سوريا

إيران وبيلاروسيا يهنئان الأسد بفوزه بالرئاسة وروسيا تشيد به

الأسد: ما شهدته سوريا ثورة ثيران وإعادة انتخابي هي الثورة الحقيقية