الخارجية الأمريكية: لا حل عسكري لأزمة سد النهضة الإثيوبي

الخميس 27 مايو 2021 07:55 م

قالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية "جيرالدين جريفيث" إن المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الأفريقي يجري مشاورات حاليا مع كل من مصر وإثيوبيا والسودان بهدف الوصول إلى حل مناسب لأزمة سد النهضة، توافق عليه الأطراف الثلاثة بالمفاوضات والتسوية السياسية، مؤكدة أنه "لا حل عسكري" لتلك الأزمة.

وأوضحت "جريفيث"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري "أحمد موسى" على قناة "صدى البلد"، أن الإدارة الأمريكية تدرك وجود مخاوف حقيقية لدى الأطراف الثلاثة، وبالتالي تكرس جهودها الدبلوماسية للوصول لحل بموافقة الدول الثلاث.

وأكدت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية أن المشاورات الدبلوماسية ستستمر من أجل شعوب المنطقة والتوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي.

ورفضت "جريفيث"، في المداخلة، الكشف عن موقف الخارجية الأمريكية إذا رفضت إثيوبيا الطرح الأمريكي واستمرت في التصرف بشكل منفرد، قائلة: "لن تدخل في فرضيات"، مضيفة أن "ما يهم في اللحظة الحالية هو التوصل لحل سلمي ودبلوماسي لهذا الملف"، حسب تعبيرها.

جاء ذلك تزامنا مع تصريح الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" من جيبوتي بأن مياه النيل "تمثل خطا أحمر بالنسبة لمصر"، وحديث إعلاميين مقربين من النظام عن أن مصر قد تضطر للقيام بضربة عسكرية للسد إذا لم ينجح مسار المفاوضات.

وقال "السيسي"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجيبوتي "إسماعيل عمر جيلي"، الخميس، إن "مصر ترفض الأمر الواقع حول ملء وتشغيل سد النهضة".

وفي السياق، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية "بسام راضي"، في تصريحات صحفية، إن "السيسي" ونظيره الجيبوتي توافقا، خلال مباحثاتهما، على أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

ويجري الجيشان المصري والسوداني مناورات برية وجوية جديدة تحت اسم "حماة النيل 1" في خطوات عسكرية متناسقة بين البلدين العربيين تثير -بحسب متابعين- تساؤلات بشأن توقيتها، في ظل تطابق موقفهما تجاه سد النهضة.

واعتبر مراقبون أن تمرين "حماة النيل 1" يمثل إشارة من الخرطوم والقاهرة، ردت عليها أديس أبابا بالفعل؛ حيث حشدت قوات على حدودها مع السودان، وبدأت ملئا ثانيا لسد النهضة بالمياه.

وشهد الأسبوع الماضي تصريحات مصرية متناقضة حول سد النهضة، حيث قال وزير الخارجية "سامح شكري" إن مصر مطمئنة من عدم خطورة الملء الثاني للسد، وهي تصريحات بدت متناقضة مع الخطاب الذي تتحدث به السلطة المصرية على مدى الشهرين الماضيين، والذي يركز على التحذير من أضرار المانع المائي على الحقوق التاريخية للقاهرة في نهر النيل.

وبعد ساعات من تصريحات "شكري"، أعاد وزير الري المصري التأكيد على أن ملء سد النهضة يعتبر صدمة، لأنه ينتقص من حصة مصر المائية، خاصة إذا تزامن ذلك مع حدوث جفاف، موضحا أن إثيوبيا تعتزم تخزين ما يقرب من 13.5 مليار متر مكعب من المياه خلال الملء الثاني.

واضطر وزير الخارجية المصري -على ما يبدو- للتراجع عن تصريحاته بالتأكيد -عبر تصريحات أخرى مساء الجمعة- على أن الملء الثاني للسد الإثيوبي دون التوصل إلى اتفاق سيكون مخالفا لاتفاق المبادئ المبرم بين الدول الثلاث عام 2015، وأن مصر أعلنت أنها لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها وحصتها المائية.

وتصرّ إثيوبيا على الشروع في الملء الثاني لسد النهضة خلال موسم الأمطار في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، رغم رفض مصر والسودان واشتراطهما التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق الحصة السنوية لكل منهما من مياه نهر النيل المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليارا للسودان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سد النهضة الخارجية الأمريكية إثيوبيا مصر السودان عبدالفتاح السيسي

حول سد النهضة.. واشنطن تحذر من مخاطر الخيار العسكري وترى حلا على مرحلتين

السودان يحذر من الملء الثاني لسد النهضة: يشكل خطرا حقيقيا

إثيوبيا تعتزم إنشاء متحف لإحياء ذكرى بناء سد النهضة

أمريكا وسد النهضة.. هل يمكن الرهان على واشنطن لحل الأزمة؟

إثيوبيا تلجأ إلى استراتيجية الحشود في أزمتي تيجراي وسد النهضة

عمرو موسى: سد النهضة عنوان فرعي بخطة كبيرة.. وهذه فرص التدخل العسكري