فايننشال تايمز: حرب غزة كشفت قوة مصر وضعف الإمارات

الجمعة 28 مايو 2021 02:42 ص

عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، فإن مصر "لا تزال في وضع فريد"، هكذا رأت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، مقللة من دور الإمارات التي طبعت علاقتها بإسرائيل العام الماضي، زاعمة أن هذه الخطوة ستساعد في تخفيف الصراع.

فمصر، حسب الصحيفة، هي أول دولة عربية تعقد السلام مع إسرائيل في عام 1979، وتربطها علاقات دبلوماسية وأمنية مع الدولة اليهودية منذ عقود.

ومنذ فجر الجمعة، بدأ بوساطة مصرية، سريان وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، بعد 11 يوما من غاراتها على قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، ويحاصره الاحتلال منذ صيف 2007، ورد الفصائل بإطلاق صواريخ على مناطق إسرائيلية.

تقول الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربية بواشنطن "كريستين ديوان"، إن "التوسط في أزمة يتطلب اتصالا موثوقا به بين الجانبين.. وعلى المدى القصير على الأقل، أحرقت الإمارات علاقاتها مع الفلسطينيين بسبب إبرامها لصفقات مع الإسرائيليين".

فعلى عكس الإمارات، ليس لمصر تاريخ طويل من الوساطة في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني فحسب، بل تشترك أيضا في الحدود والمصالح الأمنية مع كل من إسرائيل وغزة التي تسيطر عليها حماس.

وفي عهد الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، عملت مصر وإسرائيل على تعميق التنسيق الاستخباري لمحاربة ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية،" في الأجزاء الشمالية من شبه جزيرة سيناء المصرية.

كما فرض البلدان حصارا على غزة منذ عام 2007، عندما سيطرت "حماس" على القطاع.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي، قوله: "لدى إسرائيل أربعة عقود من السلام المؤكد مع مصر.. هناك ثقة بينهما، وهما يحترمان بعضهما البعض، حتى لو اختلفا بشدة في قضية الفلسطينيين".

أما بالنسبة لحماس، فالعلاقة مع مصر يتم لعبها على مستوى المصالح.

"وإذا كانت حماس تريد تعاون مصر في بعض القضايا، مثل فتح المعابر الحدودية، فعليها أيضا أن تتعاون مع مصر"، حسب الدبلوماسي.

وتعاملت أجهزة المخابرات المصرية مع مفاوضات وقف إطلاق النار ولعبت دورا مماثلا في إنهاء جميع الحروب السابقة بين حماس وإسرائيل.

وتابع الدبلوماسي: "أنا متأكد من أن الإمارات كانت تود أن تكون قادرة على القيام بذلك لإظهار أن هناك مكاسب كبيرة من السلام.. لكني أعتقد أنه لفعل ذلك كانوا بحاجة إلى علاقات أفضل مع الفلسطينيين".

كما أن سيطرة مصر على المعابر إلى غزة تمنحها نفوذا على حماس.

على الرغم من أن نظام "السيسي" مناهض بشدة للإسلاميين، وأعلن أن جماعة الإخوان، الجماعة التي انقلب عليها بعد انتخابها لتسلم السلطة في عام 2013، "منظمة إرهابية"، إلا أنها تمكنت من صياغة تسوية مؤقتة مع الجماعة الفلسطينية المسلحة، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين.

يشار إلى أن الموقف الإماراتي من التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، تضمن إعلان القلق "إزاء تصاعد "أعمال العنف" في إسرائيل والأراضي الفلسطينية"، قبل أن تقدم تعازيها "في جميع الضحايا" الذين سقطوا جراء "أعمال القتال الأخيرة".

وقالت تقارير إعلامية غربية، خلال الأيام الماضية، إن موقف الإمارات مما يجري في غزة بلغ حد التحول إلى "ذراع دعائي" للعدوان الإسرائيلي؛ حيث يقوم مستخدمو "تويتر" في الإمارات، وبدعم ضمني من الدولة، بتحريف واختيار وإعادة صياغة الحقائق لخدمة إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

ووقعت إسرائيل والإمارات في سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما، برعاية أمريكية.

ومنذ اتفاق التطبيع وبوتيرة متسارعة، وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات تعاون في كافة المجالات تقريبا، ومنها الرياضة والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والسياحة وقطاع الطيران، فيما تبادلت وفود من البلدين الزيارة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب غزة القضية الفلسطينية دور مصر التطبيع التطبيع الإماراتي الإسرائيلي حماس

كيف تستعمل أبوظبي نفوذها في الولايات المتحدة

ثالث زيارة بعد العدوان.. وفد من المخابرات المصرية يصل إلى غزة

كيف نجح السيسي في جذب انتباه بايدن؟

رئيس المخابرات المصرية يجري زيارات لرام الله وتل أبيب وغزة

بعد المكسيك والفلبين.. إسرائيل تستدعي سفير الأرجنتين بسبب حرب غزة