اعتبرت الخارجية المغربية، أن مثول زعيم جبهة البوليساريو (التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية) "إبراهيم غالي" أمام محكمة إسبانية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، لن ينهي الأزمة المتصاعدة بين الرباط ومدريد.

والصحراء الغربية إقليم محل نزاع يسيطر المغرب على معظم أراضيه منذ انتقلت إليه السيطرة عليه من إسبانيا في منتصف السبعينيات.

وتقاتل جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر من أجل استقلال الإقليم منذ ذلك الحين.

وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية الإثنين، أن مثول "غالي" المحتمل أمام محكمة إسبانية يؤكد قيام السلطات الإسبانية بتهريبه إلى أراضيها خلسة وبطريقة غير مشروعة رغم أنه كان متابع قضائيا من قبل المغرب.

وأشار بيان الخارجية إلى أن الخطوة الإسبانية تهدف إلى حماية "غالي" من المتابعة القضائية على جرائم ارتكبت جزئيا على الأراضي الإسبانية.

وبحسب مكتب محاماة يدافع عن "غالي" فإن زعيم البوليساريو سيمثل عن بُعد من مستشفى يعالج به من إصابته بـ"كوفيد-19" أمام المحكمة الإسبانية العليا الثلاثاء المقبل.

وجاء في أوراق القضية أن جماعات حقوقية تتهم "غالي" وقيادات أخرى للجبهة وأفرادا في الصحراء الغربية بارتكاب جرائم من بينها الإبادة الجماعية والقتل والإرهاب والتعذيب.

ووفق بيان الخارجية المغربية، فإن مثول "غالي" من عدمه أمام محكمة إسبانية ليس هو أصل المشكلة بين الرباط ومدريد، معقبا أن جذور المشكلة في الواقع بين البلدين، تتمثل في الثقة التي انهارت بين الشريكين.

وأضاف البيان أن الأصول الحقيقة للأزمة تعود للدوافع والمواقف العدائية لإسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وهي قضية مقدسة عند المغاربة قاطبة.

وتابع البيان "هذه الأزمة غير مرتبطة باعتقال شخص أو عدم اعتقاله، لم تبدأ الأزمة مع تهريب المتهم الى الأراضي الإسبانية ولن تنتهي برحيله عنها".

وعقب "الأمر يتعلق بثقة واحترام متبادل جرى العبث بهما وتحطيمهما، إنه اختبار لمصداقية الشراكة بين المغرب وإسبانيا".

وقال المتحدث باسم بوليساريو "جليل محمد" إن "غالي" وزعيم آخر في الصحراء الغربية ورد اسمه في القضية ينفيان ارتكاب أي جرائم، وقال إن الاتهامات لها دوافع سياسية وإن المغرب يقف وراءها.

ووصل "غالي" من الجزائر بجواز سفر دبلوماسي جزائري وفقا لما قاله المتحدث.

وردا على ذلك، خفف المغرب من التدابير الأمنية الحدودية مما سمح لآلاف المهاجرين بالعبور إلى جيب سبتة الإسباني.

ووصف مسؤولون مغاربة ذلك بأنه رد على السماح بدخول غالي مستشفى إسباني.

وقالت إسبانيا إنها وافقت على دخول "غالي" المستشفى "كلفتة إنسانية".

وفي السنوات الأخيرة عمل المغرب مع إسبانيا أكبر شركائه التجاريين لتضييق الخناق على تدفق المهاجرين إلى سبتة وجيب إسباني آخر هو مليلية وكذلك عبر مضيق جبل طارق.

وبموازاة ذلك، قال رئيس وزراء إسبانيا "بيدرو سانتشيث"، إن تصرفات المغرب خلال الأزمة الحدودية قبل أسبوعين كانت غير مقبولة وهجوما على الحدود الوطنية.

وأضاف للصحفيين الإثنين "من غير المقبول أنها تهاجم إحدى الحكومات الحدود بسبب خلاف في السياسة الخارجية"، وذلك ردا على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المغربي الذي ربط بين أزمة المهاجرين ومسألة الصحراء الغربية.