فوكس: هل سيطرة طالبان على كامل أفغانستان أمر لا مفر منه؟

الأربعاء 14 يوليو 2021 01:21 م

استبعدت الباحثة الأمريكية في معهد بروكينجز "مديحة أفضال" سيطرة "طالبان" على كامل أراضي أفغانستان، بعد الانسحاب الأمريكي.

وقالت "أفضال" في حديث مع قناة فوكس نيوز: "من الصعب رؤية طالبان تسيطر على أفغانستان، قد يحدث ذلك في المستقبل، لكن ليس دون خوض معارك ضارية" مع الحركة.

وأضافت أن الكثيرين منا أبدوا خشيتهم من أن انسحابا لا يصاحبه اتفاق سلام بين "طالبان"، وكابول، فإن النتيجة الأرجح هي اندلاع حرب أهلية من نوع ما.

وتابعت قائلة إن "المحصلة ليست بالضرورة سيطرة وشيكة لطالبان، بل ستكون حربا أهلية قد يطول أمدها".

وأضافت: "بالنظر إلى الخسائر السريعة التي لحقت بقوات الأمن الأفغانية في الأيام الأخيرة التي أعقبت مغادرة القوات الأمريكية قاعدة باجرام الجوية، فقد جعلت البعض يساورهم اعتقاد بأنه مجرد وقت قبل أن تتولى طالبان السيطرة وتنقل المعارك إلى عواصم أقاليم البلاد، من بينها كابل على وجه اليقين".

والسؤال الذي أُثير في بعض التقارير الصحفية هو هل ستتدخل الولايات المتحدة أو قوات حلف الناتو بطريقة ما؟

وتشير "مديحة أفضال" إلى أن النتيجة الأرجح هي نشوب قتال، ما يلبث أن ينتقل إلى عواصم أفغانستان الإقليمية. لكن ذلك، برأيها، ليس وشيك الحدوث حتما، مضيفة أنها تعتقد أن المحصلة في نهاية المطاف أن حركة طالبان ستحكم أجزاء من البلاد بينما ستتولى حكومة "أكثر ودا للولايات المتحدة" مقاليد الأمور في أجزاء أخرى.

وبسؤالها "حتى لو أحكمت طالبان قبضتها على كامل التراب، فهل سيشكل ذلك تهديدا للولايات المتحدة؟"، تقول "أفضال" إن واشنطن غير مضطرة لتقديم مساعدات لطالبان، كما أنها غير مرغمة على إضفاء شرعية عليها، بل ربما تذهب إلى حد فرض عقوبات على الحركة فهي تملك الأدوات.

وتساءلت "أفضال": "ماذا لو أن التهديد حقيقي، مثلما حدث في تسعينيات القرن الماضي، هل ستمنح طالبان ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة، وهل ستسمح له باستغلال أراضي أفغانستان في الهجوم على الولايات المتحدة؟ هذا هو السؤال المطروح سواء كانت طالبان تتحكم في جزء صغير أو كبير من أفغانستان".

لكن إذا لم توفر "طالبان" -مثلا- ملاذا آمنا "للإرهابيين"، فعندئذ ربما لن تشعر واشنطن بالقلق، وتتفق "أفضال" مع هذا الرأي، مشيرة إلى أن "بايدن" ظل يتحدث عن الخطر الإرهابي من أفغانستان على أنه مدعاة للقلق الشديد.

وتصف الباحثة في معهد بروكينجز طالبان بأنها تجيد الخطابة والدعاية، لكن ليس كل ما تقوله هو الذي يحدث بالفعل.

وقالت: "لا بد أن نتوخى الحذر عندما يتعلق الأمر بطالبان. فهناك انقسام بين قيادة طالبان السياسية -التي يبدو أنها تعرف كيف تستخدم الخطب الرنانة والدعاية- وطالبان الريفية أو جنود الحركة الراجلين الذين يدينون بالاعتقاد بنفس أشكال الحكم التعسفية والرجعية التي كانت تمارسها الحركة في تسعينيات القرن الماضي، ويرون أنهم حققوا النصر في حربهم الجهادية".

وطبقا لـ"أفضال"، فإن قيادة طالبان السياسية ليست واضحة تماما فيما تريده من ناحية تعليم البنات، وعمل المرأة، وغيرهما من قضايا، فقد أعلنت للتو أن مواقفها ستكون متسقة مع تعاليم الإسلام.

وتشدد الباحثة الأكاديمية على ضرورة الحذر إزاء حجم التغيير الذي طرأ على طالبان، ورغم ما قيل حول ذلك فإن الحركة تتمتع على ما يبدو بشرعية دولية.

وبسؤالها عما إذا كان يتعين على واشنطن أن تقود الركب عندما يتعلق الأمر بمستقبل أفغانستان، أو أنها ستترك مهمة ذلك إلى حلف الناتو أو الأمم المتحدة؟، ترد "أفضال" على السؤال بالقول إن إدارة بايدن ترى أن دولا إقليمية تتحمل جزءا من المسؤولية وعليها أن تنهض بها، موجهة إصبعها إلى باكستان وروسيا والصين وتركيا والهند.

وتحذر من أن الولايات المتحدة ستواجه "مشكلة مصداقية خطيرة" إذا أشاحت بوجهها عن أفغانستان. وتعتقد "أفضال" أن واشنطن ربما تتطلع إلى أن تنعم أفغانستان بإطار لا مركزي للحكم، حيث تكون للمدن بنية حكم مختلفة عن المناطق الريفية، وأن تحكم طالبان أجزاء واسعة من البلاد.

على أن المثير للقلق -وفقا لـ"مديحة أفضال"- أن "طالبان" ما إن تسيطر على بعض الأجزاء من أفغانستان (مع مغادرة القوات الأمريكية للبلاد) فإنها ستدع القاعدة والجماعات "الإرهابية" الأخرى تفعل ما تريد، فيشتد عود تلك التنظيمات وربما تبدأ في تشكيل تهديد للولايات المتحدة.

وفي هذه الحالة، ستدعي الولايات المتحدة أن قدراتها في مكافحة الإرهاب ستكون كافية لمواجهة ذلك، بيد أن الزميلة الباحثة في معهد بروكينجز يحدوها حسن الظن في إدارة بايدن، فهي لا تعتقد أن ذلك سيحدث حقا.

وتقول في هذا الصدد: "لا أظن أن الجيش الأمريكي سيتورط مرة أخرى في أفغانستان".

المصدر | الخليج الجديد + فوكس

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان بايدن الانسحاب الأمريكي

طالبان تعلن السيطرة على معبر حدودي مع باكستان.. والداخلية الأفغانية تنفي

بعد انسحاب أمريكا وتمدد طالبان.. كابل تنتظر مصير سايجون

واشنطن تخطط لإجلاء 12500 أفغاني عملوا مع القوات الأمريكية

أفغانستان.. واقع جديد يتشكل وطالبان تعود للمشهد بقوة