شن رئيس الوزراء اللبناني السابق "سعد الحريري" هجوما شديدا على الرئيس اللبناني "ميشال عون"، متهما إياه بعرقلة مساعي تشكيل الحكومة التي كان مكلفا بتسميتها قبل أن يعتذر عن تلك المهمة الخميس.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها "الحريري" عبر حسابه على تويتر، كشف فيها تفاصيل كثيرة عن الخلافات التي دارت بينه وبين عدد من الجهات على رأسها الرئاسة اللبنانية.

وقال "الحريري" إنه "سأل الرئيس ميشال عون خلال لقائهما الذي جرى في وقت سابق الخميس، عن منح الثقة للحكومة من قبل التيار الوطني الحر الذي يرأسه عون"، مشيرا إلى أن الرئيس رّدد له الجواب نفسه، "لا ثقة من الكتلة كاملة بل من وزيرين أو ثلاثة".

وذكر "الحريري": "عندما استقلت سابقا (عام 2019) استقلت لأني أريد حكومة إخصائيين"، مؤكدا أن "حكومة ميشال عون لن تنقذ البلاد".

وأضاف: "هناك فريق قرر أن يعذب البلد ويأخذنا إلى جهنم، وكل العقبات التي واجهتها بسبب هذا الفريق".

وتابع قائلا: "اعتذاري عن التشكيل هو لأني رأيت أن رئيس الجمهورية لا يريد أن يشكل، وعندما يقرر رئيس الجمهورية متى الاستشارات أتحدث مع حلفائي ونقرر ماذا سنفعل".

واعتبر "الحريري" أن "مشكلة لبنان أنه بلا إدارة صحيحة".

وقال: "أنا لا أستطيع أن أقدم تشكيلة للحكومة ورئيس الجمهورية لا يريد إعطاء الثقة بل يريد الثلث المعطل، وكلكم تعرفون أن هذه ليست طريقة لتشكيل الحكومة".

ونفى "الحريري" أي تواصل مع حزب الله، مشيرا إلى أنه سيترك الناس لكي تحكم إذا كان الحزب سهل وساعد في تشكيل الحكومة أم لا.

ومضى "الحريري" في هجومه على الرئيس اللبناني قائلا: "أنا إنسان واضح لا أؤمن بالفراغ ولن أسمح أن أكون جزءا من الفراغ، وإذا كان يريد الرئيس عون أن يبقى الفراغ لآخر عهده فهذا قراره، لا أحد يطلب مني أن أفعل كل شيء وأضحي وغيري لا". 

وتابع: "سعد الحريري لأنه سني وطني ممنوع عليه أن يسمي الوزراء فقط الرئيس عون يحق له أن يسمي!".

وأكد "الحريري": "من الآخر لن نسمي، ولكن لن نعطل ولن نوقف البلد".

 ولفت إلى أن "هناك انتخابات قادمة، وموعدنا مع كل الذين مشوا ضدّ المبادرة الفرنسية".

ونوه "الحريري": أثبتت الدولة اليوم أنها فشلت بإدارة كل القطاعات بينما القطاع الخاص نجح كما في كل الدول.

وأعرب "الحريري" عن شكره لرئيس مجلس النواب "نبيه بري" بسبب وقوفه معه في هذه المرحلة، لافتا إلى أن بري كان هدفه الأساسي أن تتشكل الحكومة.

وجراء خلافات بين "عون" و"الحريري"، يعجز لبنان منذ 9 أشهر عن تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة "حسان دياب"، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

ومنذ أواخر 2019، يرزح لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه، فضلا عن شح في الوقود والأدوية وغلاء في أسعار السلع الغذائية.