قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف "سعد الحريري" إن اعتذاره عن تشكيل الحكومة كان بمثابة "تضحية"، مؤكدا أنه غير مستعد لمناقشة أي تغيير في تشكيلة الحكومة المقترحة.

وفي تصريحات لاحقة عقب اعتذاره، قال "الحريري" عبر تلفزيون "الجديد" اللبناني، الخميس، إن "السعودية منحت السلام للبنان وتريد الخير لكل اللبنانيين".

ورفض "الحريري" الحديث عن وقوف السعودية وراء تعثر تشكيل الحكومة، وقال: "المشكلة أن (الرئيس) ميشال عون متحالف مع حزب الله، وهو مرتاح على حاله، هذه هي المشكلة، واللي ما يشوفها يكون أعمي".

وذكر "الحريري" أنه ما حدث في السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لم يكن "اعتقالا" له. 

وأضاف: "السعودية لم تقدم للبنان سلاحا ولم تقم بـ7 أيار (أعمال عنف ارتكبها مسلحو حزب الله في بيروت في 7 مايو/أيار 2008)، السعودية أعطت السلام للبنان ولا تريد إلا الخير للبنان كما كل دول الخليج، لكن لديهم مشكلة مع فريق اسمه حزب الله".

وتابع: "إذا كان فريق 8 آذار (تحالف سياسي يقوده حزب الله) حريصا فعلا على السعودية ليتوقفوا عن شتمها وتصدير الكبتاجون والتدخل بالشؤون العربية واليمن، ولا يجوز قولهم إن هناك مشكلة بين السعودية والحريري".

وأكد "الحريري" ضرورة إنشاء محكمة دولية لمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.

وأعلن "الحريري" من القصر الرئاسي، الأربعاء، اعتذاره عن تشكيل حكومة جديدة في لبنان، بعد 9 أشهر من تسميته، في خطوة من شأنها أن تعمّق معاناة البلاد الغارقة في أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وفي تصريحات صحفية من قصر بعبدا عقب لقاء "عون"، قال "الحريري": "الموقف لم يتغير. ومن الواضح أنه لن نستطيع الاتفاق مع الرئيس عون.. الله يكون في عون البلد".

وأوضح: "عون طلب تعديلات على تشكيلة الحكومة أنا اعتبرتها جوهرية".

وتابع أنه طرح على "عون" وقتا للتفكير، لكن الرئيس اللبناني أبلغه أنه لا يمكنهما "التوافق".

وفي موضوع الزيارة الأخيرة إلى مصر، قال "الحريري": "ذهبت إلى مصر لاستجرار الغاز المصري عبر سوريا واستطاع الأردنيون إقناع الأمريكيين بهذا الأمر".

وأضاف: "ناقشت مع الرئيس السيسي ملف الغاز لتخفيض فاتورة الكهرباء عبر الحكومة الجديدة رغم أنني لست رئيسها".

وأكد أن "الرئيس السيسي حريص على تشكيل الحكومة، ولم يكن هناك نقاش في موضوع الاعتذار، والكلام الذي حصل حول ذلك غير دقيق". 

والتقى "الحريري" الرئيس المصري قبل ساعات من لقائه الأربعاء الرئيس "عون".

وبعد تصريحات "الحريري" سادت أجواء تشاؤم في أوساط اللبنانيين، الذي كانوا متفائلين بأن حكومة الإنقاذ باتت على وشك الولادة لتبدأ رحلة طويلة لإنهاء الأزمة المالية والاقتصادية.

ويواجه لبنان انهيارا اقتصاديا رجّح البنك الدولي أن يكون من بين 3 أشدّ أزمات في العالم منذ عام 1850، فيما لم تتمكن القوى السياسية المتناحرة من تشكيل حكومة منذ 11 شهرا.