الجارديان: تونس تمر بثورة مضادة.. والحكم القمعي لن يحل مشاكلها

الثلاثاء 27 يوليو 2021 04:54 م

الحكومة القمعية الديكتاتورية التي انهارت في 2011 سقطت لأنها لم تعد قادرة على توفير مطالب الشعب، فلماذا ستؤدي عودتها لحل أي شيء؟

بهذا السؤال استهلت صحيفة "الجارديان" افتتاحيتها، الثلاثاء، تحت عنوان "رأي الجارديان في انقلاب تونس: الربيع الذي أضحى شتاء"،  مشيرة إلى أن "الأحداث في العاصمة التونسية تشير إلى أن البلاد تمر بمرحلة ثورة مضادة".

واعتبرت الصحيفة البريطانية أن القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي "قيس سعيد" لاستحواذ على كامل السلطة لا تبشر بخير، لافتة إلى مداهمة قوات الأمن مكتب قناة "الجزيرة" القطرية.

وأشارت إلى أنه من الصعب الاختلاف حول وصف ما جرى في تونس بأنه "انقلاب"، لكن "الكثيرين في تونس إما يهزون أكتافهم غير مبالين، أو ينجذبون للديماجوجيين والمتشددين الدينيين، أو الذي يمدحون الديكتاتورية السابقة في البلد".

وعزت الصحيفة السبب وراء انجذاب قطاعات شعبية لأفكار محبطة أو غير ليبرالية، هو أن الحرية والديمقراطية في تونس لم تقدم لهم الازدهار الاقتصادي ولا الاستقرار السياسي، وبدلا من ذلك استمر الفساد والتضخم والبطالة.

وتعلق الجارديان على ذلك بأنه "من السهل فهم الجدال الذي يقول إن المؤسسات الديمقراطية في البلاد لم تقدم للسكان ما يريدون من خدمات واحتياجات، لكن في المقابل، فإن الجدال حول الرجل القوي غير مناسب، لأن الأنظمة الرئاسية للحكام الأقوياء انهارت قبل عقد من الزمان بعدما فشلت في توفير ما تريده شعوبها".

وأضافت: "استمرت الديكتاتورية من خلال القمع. وما تحتاجه تونس اليوم، هو تبني قادتها السياسيين نهجا واقعيا حول المسار الواجب اتخاذه. فالعودة للاستبداد لن تضمن استقرار النظام".

واختتمت الافتتاحية بالتأكيد على وجود أزمة في تونس، و"لن يتم نزع فتيلها إلا من خلال فهم حالة الطوارئ ومعالجة أسبابها، وليس عبر التأكيد على الخطاب المعادي للديمقراطية الذي عفا عليه الزمن".

ومساء الأحد، أصدر الرئيس التونسي قرارات بإعفاء رئيس الوزراء "هشام المشيشي" من منصبه، وتجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوما ورفع الحصانة عن النواب، وتولى السلطة التنفيذية عبر رئيس وزراء يعينه بنفسه، وهو ما اعتبره معارضوه "انقلابا على الدستور".

وجاءت تلك التطورات بعد استهداف مقرات لحزب حركة النهضة التونسية، التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب "راشد الغنوشي"، بعدة مدن.

ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضا ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.

لكن، منذ يناير/كانون الثاني الماضي؛ تعيش تونس على وقع أزمة سياسية بين "سعيد" و"المشيشي"؛ بسبب تعديل وزاري أجراه الأخير ويرفضه الرئيس.

وبجانب أزمتها السياسية، تعاني تونس أزمة اقتصادية حادة، زادتها سوءا تداعيات جائحة "كورونا"، التي تضرب البلاد بشدة، مع تحذيرات من انهيار وشيك للمنظومة الصحية؛ ما استدعى استقبال مساعدات طبية عاجلة من دول عديدة، خلال الأيام الماضية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس ثورة مضادة قيس سعيد

وكالة أنباء تونس تقاطع الحكومة بعد اقتحام قوات الأمن لمقرها

تونس.. منظمات المجتمع المدني تحذر قيس سعيد من تمديد الإجراءات الاستثنائية

بعد يوم من قرارات سعيد.. ملك المغرب يبعث وزير خارجيته برسالة لتونس

ستراتفور: 4 أشياء يجب مراقبتها لمعرفة النوايا الحقيقية لقيس سعيد

رايتس ووتش تدعو الرئيس التونسي إلى إلغاء الإجراءات القمعية

11 عاما على ثورة الياسمين التونسية.. مسار لم يكتمل لمفجرة الربيع العربي