قالت إيران أخيراً، على لسان حسين أمير عبداللهيان، مساعد وزير خارجيتها، إن الرئيس السوري بشار الأسد خط أحمر بالنسبة لإيران.
وبتأكيد أكمل العبارة بـ"ويحدد مصيره الشعب السوري". هذه العبارة باتت مقززة بالقدر الذي أُفرغت فيه من معناها في المسألة السورية. وهذا الإفراغ يأتي من أطراف عدة، لا الطرف الإيراني وحده.
إيران بالتأكيد لا تملك فرض هذا الخط الأحمر، فحرسها الثوري ومليشياتها العراقية والأفغانية واللبنانية فشلت في ترجيح كفة الأسد، مما أدى إلى تدخل روسي مباشر لصالحه.
لكن ما هو مؤكد أيضاً، بأن خصوم إيران في المنطقة، لا يستطيعون أن يقولوا بأن بقاء الأسد خط أحمر.
لأن حضورهم على الأرض في سورية محدود. فالأمر برمته الآن في سورية، في أيد روسيا، الفاعل الأحدث، والأقوى هذه اللحظة.
لكن هذا لن يطول، لذا تحاول روسيا أن تحصد نتائج تدخلها سريعاً. تدرك الولايات المتحدة عجزها عن فرض أمر واقع في سورية، ولا سيما مع تجاوز الأسد لكل خطوط أوباما الحمراء في السنوات الماضية، من دون أي رد فعل أميركي.
قالت الولايات المتحدة إن الحديث مبكر عن ذهاب المعارضة السورية إلى حوار برعاية روسيا، فحوار من هذا النوع سيكون بلا جدوى، في الوقت الذي بدأت الكفة ترجح لصالح الأسد، بحسب الجنرال الأميركي، رئيس هيئة الأركان، جوزيف دانفورد.
في المقابل، روسيا تريد أن تضع حلاً سريعاً في سورية، من أجل استثمار الصدمة من تدخّلها، وقبل أن يتم امتصاص هذا التدخل وتحوله لأمر عادي، كما حدث مع التدخلات السابقة للتدخل الروسي.
لكن في موازاة هذا التدخل، تنزف إيران قياداتها العسكرية على الأرض، مما يعني بأن لا ضمانات لتفوق المحور الروسي على المدى البعيد.
تحولت البراميل المتفجرة على الرغم قدراتها التدميرية العالية، ومليشيات إيران على الرغم من إجرامها، و"داعش" على الرغم من وحشيته، إلى أمر عادي في سورية.
فما الذي يمنع التدخل الروسي من كسب عاديته مع الوقت، ويتم تحجيمه، ويتحول لعامل آخر، ضمن عوامل معاناة الشعب السوري الأخرى المتعددة منذ 2011!