«بلومبيرغ»: المناوشات السعودية الإيرانية في فيينا

الخميس 5 نوفمبر 2015 09:11 ص

اشتبكت إيران والمملكة العربية السعودية مرارا وتكرارا خلال محادثات فيينا الدبلوماسية في الأسبوع الماضي، وقد اتهمت إيران السعوديين بممارسة الإرهاب. وقد هدد التوتر بإنهاء جولة المفاوضات الجديدة قبل بدايتها في فيينا يوم الجمعة الماضي.

داخل الاجتماع الذي استمر حوالي 9 ساعات، ووفقا لاثنين من المسؤولين الغربيين المطلعين، فقد دخل وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» ووزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في مشادة حامية وجه خلالها «ظريف» اللوم والاتهام لمواطنين سعوديين بارتكاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول الشهيرة. أثار التعليق دهشة المشاركين الذين كان من بينهم وزيرة الخارجية الأمريكي «جون كيري»، والذي ذهب إلى غرفة هادئة في أعقاب تصريحات «ظريف».

وقد أكد لي «ظريف» أنه أدلي بهذه الملاحظة، ولكنه أشار أنه لم يكن يقصد إلقاء اللوم على الحكومة السعودية بشأن هجمات 11 سبتمبر/أيلول بقدر ما كان يشير إلى مواطنين سعوديين فقط. خمسة عشر من بين تسعة عشر مهاجما كانوا من السعوديين.

وقال مسؤولون غربيون اطلعوا على ملخص الاجتماع أنه كانت هناك صعوبات في جعل المملكة العربية السعودية وإيران يناقشان أي شيء بشكل متحضر، ناهيك عن التوصل إلى اتفاق حول سوريا، حيث يجند كلا الجانبين قوات بالوكالة على أرض المعركة. لكن اجتماع الجمعة قد أسفر عن بيان مشترك مكون من 9 نقاط تحدد الأهداف المشتركة للتوصل إلى حل للأزمة السورية.

سافر «الجبير»، وزير الخارجية السعودي، إلى البحرين في اليوم التالي، وتحدث بقوة ضد التدخل الإيراني في سوريا، في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حوار المنامة. قام «الجبير» بتعيين اثنين من الخطوط الحمراء لأي اتفاق سياسي للمضي قدما في سوريا: يجب أن يكون هناك تاريخ وخطة عمل لرحيل الرئيس السوري «بشار الأسد» وجميع القوات الأجنبية وبخاصة القوات الإيرانية التي يجب أن تغادر سوريا في بداية أي عملية سياسية. إيران لديها المئات من المقاتلين في سوريا كما تقوم بتوفير الدعم للآلاف من مقاتلي حزب الله.

«الأمر يرجع للإيرانيين إذا ما كانوا يرغبون في الاحتفاظ بعلاقات معنا تكون قائمة على حسن الجوار أم أنهم يريدون علاقات ممتلئة بالتوتر» وفقا لوزير الخارجية السعودي.

يوم الاثنين، هددت إيران بالانسحاب من المحادثات بسبب تصريحات «الجبير». ونقلت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية عن الرئيس الإيراني «حسن روحاني» أنه قال: «أي شاب عديم الخبرة في بلد مجاور لن يصل إلى شيء مستخدما الوقاحة في مواجهة الكبار»، وهي التعليقات التي فسرت على نطاق واسع على أنها إشارة لـ«الجبير».

في البحرين يوم السبت، قال لي وزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» أنه متفائل بحذر بأن محادثات فيينا التي يعقدها «كيري» قد تؤتي بعض الثمار. لكنه قال أن الموقف السعودي الذي أعلنه «الجبير»، والذي يطالب القوات الإيرانية بمغادرة سوريا في بداية هذه العملية، «لن يجدي نفعا».

وأضاف: «بالطبع هذا ليس مطلبا واقعيا يمكن تحقيقه ولذلك فإن كل ما سيكون مبنيا عليه هي أشياء افتراضية»، وقال: «في النهاية لم يقم أحد بمغادرة المحادثات وهذا في حد ذاته يعد إنجازا ملحوظا. سواء بالنسبة للإيرانيين والسعوديين، فإن خوض هذه النقاشات المباشرة ليس أمرا سهلا».

وتابع «هاموند» إن الجانبين لا يزالان يبتعدان عن بعضهما البعض بشأن السؤال الرئيسي» وهو المتعلق بمصير «الأسد». إيران وروسيا تريدان أن يكون بمقدور الأسد الدخول في انتخابات جديدة في حين أن الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية لا يعتقدون بأن «الأسد» يمكن أن يكون جزءا من عملية سياسية جديدة، لأن يديه ملطخة بالدماء، وفقا لوصفهم.

وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي «توني بلينكن» في البحرين أنه في نهاية المطاف فإن روسيا سوف تدرك أن تدخلها العسكري في سوريا كان خطئا وسوف يتخلى الكريملين عن دعمه للأسد. كان معظم المسؤولين والخبراء في المؤتمر يشككون في هذا التقييم . وبغض النظر، فقد وقعت روسيا ما يعرف باسم إعلان جنيف الذي يدعو لتولي هيئة انتقالية مسؤولية الحكم في سوريا حتى يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية.

ولم توافق إيران أبدا على شروط جنيف. والجدير بالذكر أن البيان المشترك الصادر عن قمة فيينا لم يأت على ذكر أي هيئة انتقالية للحكم. وينص البيان ببساطة على أن تتولى الأمم المتحدة أي عملية سياسية تؤدي في النهاية إلى وضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات جديدة. إذا وقفنا عند هذه الكلمات، فإن إيران ربما تكون قد حصلت امتيازا جديدا بفتح الباب أمام احتمالية استمرار حكم «الأسد». الولايات المتحدة، في الجهود الرامية إلى جلب إيران إلى طاولة المفاوضات، فإنها ربما يجعل أي حل للحرب في سوريا بعيدا عن متناول اليد.

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية محادثات فيينا سوريا بشار الأسد الجبير الأسد روحاني ظريف

«اجتماع فيينا2» وخيارات واشنطن

«عبد اللهيان»: «الجبير» أبدى سلوكا لا يليق بوزير خارجية خلال اجتماع فيينا

«ستراتفور»: قمة فيينا والقضايا الكبرى في الأزمة السورية

«ميدل إيست بريفينج»: الحاجة إلى سياسة جديدة لاحتواء إيران

«الغارديان»: دعوة إيران للمباحثات السورية تحول كبير في سياسة واشنطن وحلفائها

6 خيارات عسكرية لإيران في مواجهة السعودية

«فورين بوليسي»: أزمة سوريا تختبر الانفراج حديث العهد بين واشنطن وطهران

وزير الخارجية القطري يبحث مع نظيره الفرنسي الأزمة السورية

الخط الأحمر الإيراني

«عبد اللهيان» يزور موسكو للتحضير لاجتماع فيينا بشأن سوريا

واشنطن: لن نلعب شخصية «سانتا كلوز» بمحادثات فيينا .. وإيران لن تملي شروطها

إيران: إذا شاركنا في اجتماع فيينا سيكون في غياب «ظريف»

«الجبير» يؤكد أن الحل في سوريا برحيل «الأسد» وينفي «توتر» العلاقة مع مصر

طهران تخفض مستوى تمثيلها في اجتماع فيينا و«عبد اللهيان» يمثلها

«رويترز»: الشيطان يكمن في التفاصيل قبل اجتماع فيينا

لماذا تشارك إيران في محادثات فيينا؟

فيينا.. الحلقة المفقودة بين قتال «الدولة الإسلامية» وتحقيق السلام في سوريا

المحادثات السورية .. من يريد ماذا؟

واشنطن وموسكو والرياض وطهران: الصراع القادم في الشرق الأوسط