6 خيارات عسكرية لإيران في مواجهة السعودية

السبت 10 أكتوبر 2015 03:10 ص

قتل المئات من الحجاج الإيرانيين في حادث التدافع يوم 24 سبتمبر/ أيلول في منى قرب مكة المكرمة. وأعقب الحادث اتهامات إيرانية للمملكة بالإهمال في التعامل مع الوضع وعدم التعاون مع السلطات الإيرانية. ووفقا لتقرير صحيفة المونيتور فقد دفع ذلك المرشد الأعلى «آية الله علي خامنئي» لدعوة المملكة العربية السعودية لتقديم الاعتذار إلى «العالم الإسلامي» وإيران. كما اتهم «آية الله خامنئي» الرياض بعدم الوفاء بالتزاماتها في إعادة جثث الحجاج الإيرانيين، والتصرف بشكل شيء محذرا بالقول: «إن غياب أدنى احترام لعشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك رفض الحكومة السعودية أداء واجباتها فيما يتعلق بنقل الجثث سوف تثير ردود فعل قاسية وصعبة من قبل إيران».

وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه، ومع عودة جثث 104 من الحجاج الإيرانيين في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصدر الرئيس الإيراني «حسن روحاني» تحذيرا إضافيا وقال: »حتى الآن، كان لغتنا تغلب عليها الأخوية، وقد استخدمنا لغة الدبلوماسية عند الضرورة ومع ذلك، إذا لزم الأمر، سيتم استخدام لغة القوة كذلك».

كما نقل التقرير تصريحات اللواء «محمد علي جعفري»، قائد الحرس الثوري الإسلامي (الحرس الثوري الإيراني) أن : «الحرس الثوري يضع جميع إمكاناته من أجل تحقيق إرادة مرشد الثورة الإسلامية والاستجابة لسلسلة الجرائم السعودية في منى واستعادة حقوق الضحايا. نحن مستعدون وننتظر الأوامر». وأضاف «جعفري» بالقول: «العالم الإسلامي سئم من خيانات السعوديين وإهمالهم بما في ذلك مذبحة شعب اليمن وتشريد الفقراء في سوريا وقمع شعب البحرين والمذابح العرقية في العراق، وخلق التوتر العرقي ودعم الإرهاب».

وأخيرا قال «محسن رضائي» الرئيس الأسبق للحرس الثوري وهو أيضا مستشار لـ«آية الله خامنئي»، محذرا الرياض: «ألا تلعب بالنار لأن النار سوف تحرقها في النهاية وألا تحذو حذو صدام حسين الذي لم يجد له مخرجا في وسط الحرب العراقية الإيرانية».

قد أورد التقرير الرد السعودي على هذه الاتهامات، حيث اتهمت المملكة العربية السعودية إيران بتسييس قضية التدافع على لسان وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، الجمعة، في تصريح له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أعتقد أن على الإيرانيين التفكير في أعمال أكثر جدوى من إدخال لعبة السياسة في مأساة أولئك الذين لقوا حتفهم بينما كانوا يؤدون أقدس الطقوس الدينية». ومع تزايد نبرة الخطاب العدائي يبقى التساؤل حول طبيعة ردود الفعل «القاسية والعنيفة» التي حذرت منها إيران.

بشكل عام، يترجم رد الفعل القاسي تلقائيا نحو العمل العسكري. كانت إيران قد انتهت للتو من المفاوضات مع القوى العالمية الكبرى بشأن برنامجها النووي. وبالتالي تعتبر نفسها في موقف أقوى. بشكل منفصل، إيران تقيم أيضا أن المملكة العربية السعودية تعاني من وضع يائس في اليمن. لذا، في حالة وقوع مواجهة عسكرية محتملة مع المملكة العربية السعودية، وهناك العديد من السيناريوهات التي يمكن أن تنتظر طهران  وفقا لمقال صحيفة المونيتور الذي كتبه «علي عميدي» الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية في جامعة أصفهان.

6 خيارات

الخيار الأول هو الحملة البرية، ولكي يكون هذا النوع من العمل العسكري ممكنا فإن إيران «بحاجة لعبور كل من العراق والكويت. أيا من هذه الدول لن تسمح لإيران بدخول أراضيها من أجل مهاجمة المملكة العربية السعودية»، لذا يبدو هذا الخيار غير مطروح بجدية على الطاولة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب مثل هذه الحملة العسكرية جيشا كبيرا ومجهزا تجهيزا جيدا فضلا عن قدرات لوجستية ومالية واقتصادية لدولة عظمى، في حين تعتبر إيران فقط قوة إقليمية على مستوى متوسط. هناك أيضا المثال التاريخي لرد فعل الولايات المتحدة على غزو العراق للكويت عام 1991 ماثلا أمام إيران للنظر فيه.

الخيار الثاني هو الحملة البحرية، وهذا يعني أن إيران عليها السفر لمسافة مائتي ميل للوصول إلى الساحل الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية. ووفقا للتقرير فإن  هذه الحملة تعد مستحيلة بالنظر إلى فقدان القوات المسلحة الإيرانية لأي عمق استراتيجي في مواجهة المملكة العربية السعودية وهذا الأخير ميزة السيطرة على البحر من الأرض.

الخيار الثالث هو دعم حلفائها في الحروب الوكالة. وهذا يعني أن إيران، أكثر من أي وقت مضى، سوف تصر على دعم الرئيس السوري «بشار الأسد» في معركته ضد المعارضة. كما ستدعم طهران حزب الله ضد العناصر الموالية للسعودية من الحكومة اللبنانية، وكذا ستكثف من دعمها للحوثيين في اليمن. وبطبيعة الحال، في حين دعم حزب الله و«الأسد» يعد ممكنا وسهلا، فإنه من الصعب على تقديم الدعم العسكري للحوثيين في اليمن تحت الحصار البحري. وعلاوة على ذلك، فإن قرار الأمم المتحدة رقم 2216 يحظر تقديم دعم عسكري للحوثيين. يمكن لإيران تحقيق هذه الهدف عن طريق المهربين والمتعاقدين من القطاع الخاص، وفقا للصحيفة.

أما الخيار الرابع فيتضمن  تقييد الوصول السعودي لمضيق هرمز.  وبالنظر إلى الألفة بين إيران ومضيق هرمز والمزايا العسكرية التي تتمتع بها في هذا الصدد، ربما يكون هذا الخيار ممكنا. ولكن المشكلة هي أن هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى معركة ناقلات كما حدث في نهاية حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران. في الواقع، يمكن أن يدفع ذلك السفن السعودية لرفع علم طرف ثالث. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا السيناريو يعطي ذريعة للقوى العالمية لزيادة وجودها العسكري في الخليج الفارسي، والذي يتعارض مع أهداف إيران.

الخيار الخامس هو تدمير الجسر الذي يربط المملكة العربية السعودية بالبحرين، أو ما يعرف بجسر الملك فهد الذي يمتد لمسافة 25 كيلومترا وتم استخدامه لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول عام 1986. وإذا تم تدمير الجسر بصواريخ متفجرة من الجو فإن الدعم العسكري السعودي في البحرين من المرجح أن ينخفض، وهذا بدوره يضعف النظام البحريني. إذا تم تنفيذ مثل هذا الهجوم، فإن غيران سوف تقوم في الوقت نفسه بتزويد الجماعات المعارضة في البحرين بدعم لوجستي وعسكري ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى انهيار النظام البحريني. ومع ذلك، فباعتبار أن الولايات المتحدة تحتفظ بوجود عسكري في البحرين فإنه من غير الممكن لإيران للقيام بحملة عسكرية مباشرة ضد البحرين.

 دعم السكان الشيعة في القطيف، في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، مع شرط أنه في حالة تلقوا الدعم العسكري واللوجستي، فإنهم سيقومون بتمرد بهدف إسقاط الحكومة السعودية. وبالنظر إلى أن المملكة العربية السعودية قامت ببناء جدار طويل جدا على حدودها مع العراق، وكذلك النظر في المسافة بين المنطقة التي يسكنها الشيعة في المملكة العربية السعودية وإيران، لا يكاد يكون هذا خيارا محتملا. بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوك حول ما إذا كان الشيعة السعوديين في واقع الأمر سوف يكونوا جديين في التمرد ضد الحكومة حال توفر لهم الدعم.

الخيار الأخير يشمل صواريخ على المملكة العربية السعودية.  تمتلك إيران أنواع متعددة من الصواريخ التي يمكن أن تصيب مجموعة متنوعة من الأهداف داخل المملكة العربية السعودية. السعودية لا تملك البنية التحتية اللازمة لدفاع جوي فعال، مثل القبة الحديدية، والهجمات الصاروخية الإيرانية قد تكون فعالة. المشكلة، ومع ذلك، هو أنه في مثل هذا السيناريو، ستقوم المملكة العربية السعودية وحلفاءها بتدمير البنية التحتية للنفط الإيراني كجزء من عملية الانتقام.

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول أنه بالنظر إلى الخيارات أعلاه والقيود المفروضة عليها، فإن «أي رد فعل قاس من إيران من المرجح أن يقتصر على الخيار الثالث من هذه الخيارات (دعم الوكلاء)». بطبيعة الحال، في حال وجود أي نوع من المواجهة بين إيران والمملكة العربية السعودية فإن جميع دول الخليج، ربما باستثناء عمان، إضافة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل سوف تقدم الدعم للمملكة العربية السعودية. . ومع ذلك، كما يبين لنا التاريخ، فإن الرغبة في البلاد لبدء حملة عسكرية لا تكون دوما منطقية.

إيران قد تقرر أنه مهما كانت التبعات فإنه يجب شن حملة عسكرية لمعاقبة المملكة العربية السعودية. لكن الأكثر فائدة لكل من الرياض وإيران هو «محاولة حل مشكلاتهما عبر الوسائل الدبلوماسية». ومع ذلك، فإن التبادل المستمر للتصريحات العدائية بين السعودية والمسؤولين الإيرانيين يدل على أن الوضع سوف يتجه إلى مرحلة حرجة، أو أن الحرب الباردة الدائرة حاليا سوف تستمر.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران مواجهة عسكرية حروب بالوكالة اليمن بشار الأسد

«المونيتور»: حادث منى كشف ضيق طهران من خسارة مشروعها في اليمن

أمير سعودي يؤكد اعتقال ضابط إيراني وعناصر من «حزب الله» في اليمن

إيران تستقبل دفعة من ضحايا تدافع منى .. و«روحاني» يهدد باستخدام «لغة الاقتدار»

«خامنئي» يطلب اعتذار سعودي عن حادث منى و«الجبير» يرفض لقاء «ظريف»

«المونيتور»: «الدولة الإسلامية» تقرب بين السعودية وإيران ولكن تقدم العلاقات بطيء

«بلومبيرغ»: المناوشات السعودية الإيرانية في فيينا

«رويترز»: تكثيف الدعم السعودي للمعارضة السورية يبطئ من تقدم النظام

نظرة في جذور الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران

أنباء عن مفاوضات سرية بين السعودية وإيران برعاية عمانية في مسقط

إيران تعلن بدء حوار مع السعودية.. والرياض تعين سفيرا جديدا لها لدى طهران