إيران تعلن بدء حوار مع السعودية.. والرياض تعين سفيرا جديدا لها لدى طهران

الاثنين 14 ديسمبر 2015 06:12 ص

كشف مساعد الخارجية الإيرانية «حسن قشقاوي» عن بدء حوار بين بلاده والسعودية حول العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية، واصفا لقاء وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» ونظيره السعودي «عادل الجبير» بأنه «جيد»، لافتا إلى أن المملكة عينت سفيرا جديدا لها لدى إيران التي تدرس بدورها أوراقه.

وقال «قشقاوي» في لقاء خاص مع قناة «العالم» الإيرانية أمس الأحد: «إلى جانب اللقاءات التي يقوم بها السفير الإيراني في الرياض مع المسؤولين السعوديين في وزارة الخارجية، يمكن القول أن مستوى من الحوارات بين إيران والسعودية قد بدأ حول العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية».

ووصف «قشقاوي» لقاء وزير الخارجية الإيراني مع نظيره السعودي بأنه «جيد»، مشيرا إلى أن السعودية قدمت سفيرا جديدا إلى إيران وطهران تدرس أوراقه.

«ظريف» التقى نظيره السعودي وبعض المسؤولين في الرياض، بحسب «قشقاوي»، الذي أعرب عن أمله في أن تسفر هذه اللقاءات والحوارات واستمرارها عن «توفير الأرضية المناسبة لتعاون أكبر بين إيران والسعودية».

ونفى «قشقاوي» أن تكون العلاقات بين إيران والسعودية على مستوى القطيعة، وأشار إلى أن سفارتي البلدين مفتوحتين ونشطتين في إيران والسعودية، وكانت هناك لقاءات حتى في خضم فاجعة منى، معربا عن أمله في أن يؤدي هذا التواصل إلى المزيد من التعاون.

وأكد المساعد في الخارجية الإيرانية في الشؤون القنصلية والبرلمانية والمغتربين أن إيران لا تريد قطع زيارة الحج إلى السعودية في الموسم المقبل بعد فاجعة منى، لان الحج من الفرائض، لكنه شدد على أنه لا يمكن تجاوز فاجعة منى الأليمة.

وأشار «قشقاوي» إلى مقتل عدد كبير من الحجاج في هذه الحادثة، واعتبر أن على السعودية أن تعمل على عدم تكرار هذه الفاجعة أولا، وإقامة مراسم الحج بشكل أفضل في الموسم المقبل، ونحن مستعدون لأي شكل من التعاون في هذا المجال.

من جانبه قال المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية الإيرانية «حسين جابري أنصاري» إن «الأرضية متوفرة لتغيير العلاقات بين إيران والسعودية».

ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عنه القول رداً على سؤال حول العلاقات بين إيران والسعودية: «يمكن تغيير الوضع القائم في العلاقات بين البلدين لو توفرت الإرادة الحاسمة لدى الحكومة السعودية».

وأوضح أن «السعودية قامت بتقديم سفيرها الجديد لطهران وأن المسار جار بهذا الصدد».

وتشهد العلاقات السعودية الإيرانية توترا ملحوظا خاصة بعد قيادة المملكة العربية السعودية تحالفا لضرب مواقع الميليشيات الحوثية في اليمن.

ووجهت الرياض أصابع الاتهام مباشرة نحو إيران، معتبرة أنها الداعم الأول والأساسي للحوثيين، فيما ندّدت طهران، بدورها، على الفور بهذه العمليات العسكرية، واصفة الخطوة السعودية بأنّها عدوان خارجي على بلد مستقل، داعية الرياض إلى إيقاف ضرباتها.

كما يعتبر الملف السوري أحد أبرز نقاط الخلاف بين البلدين، حيث تدعم إيران رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وتعتبره «خطا أحمرا» بالنسبة لها، بحسب تصريح  كبير مستشاري «على خامنئي»، في حين تعارض السعودية أي تواجد لنظام «بشار الأسد» في مستقبل سوريا، ودائما ما يصرح وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، بأن الحل في سوريا يكمن في رحيل «بشار الأسد».

من ناحية أخرى بات النفط أداة جديدة للصراع بين البلدين، بعد فشل تحديد سقف إنتاج لأوبك خلال اجتماعها قبل أيام، وتأجيل البت في قرار السقف إلى اجتماعها الذي سيعقد في شهر يونيو/حزيران من العام المقبل.

وبحسب خبراء، فإن هذا الوضع سيزيد التوتر في العلاقات السعودية الإيرانية وقد يدفع حكومتي طهران والرياض إلى النزاع داخل المنظمة، مؤكدين أن «إيران لا تريد للسعودية أن تؤثر في المنظمة أو توجهها، وستعمل مع الدول المتوسطة الإنتاج، مثل فنزويلا والدول الأخرى، على خفض إنتاج المنظمة، بهدف رفع أسعار النفط، وزيادة حصتها من الإنتاج».

ملف آخر لا يقل أهمية في الصراع بين البلدين، وهو «حادثة التدافع» التي وقعت خلال موسم الحج الأخير في مشعر منى، وآخر مستجداتها هو سعي إيران إلى عقد اجتماع مشترك مع الدول التي فقدت مواطنيها خلال التدافع؛ بهدف متابعة الموضوع من مختلف جوانبه، وإجراء مشاورات مع الدول المعنية في هذا الشأن.

وسقط في حادثة التدافع ما لا يقل عن 2110 قتيل، بحسب آخر إحصاء قدمته وكالة «أسوشيتد برس»، وبحسب الإحصاءات فإن إيران أكثر البلدان المتضررة حيث لقي 465 حاجا إيرانيا مصرعهم.

  كلمات مفتاحية

حادثة منى السعودية إيران طهران الرياض العلاقات السعودية الإيرانية

أنباء عن مفاوضات سرية بين السعودية وإيران برعاية عمانية في مسقط

إيرانيون يتهكمون على «الجبير» ويقدمون لسفارة المملكة وصفة لعلاجه نفسيا

«الجارديان»: السعودية وإيران تدشنان مستوى جديد من الخطاب العدائي

الإعلام السعودي يدخل المعركة مع إيران

6 خيارات عسكرية لإيران في مواجهة السعودية

إيران: السفير السعودي الجديد لدى طهران سيباشر مهام عمله قريبا