صحيفة: لا خلاف روسي إيراني حول بقاء «الأسد» ولكن على الجسد السوري

الأربعاء 4 نوفمبر 2015 08:11 ص

كشفت صحيفة «القدس العربي»، أن الخلاف بين روسيا وإيران والذي بدا مؤخرا في وسائل الإعلام، ليس على بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، ولكن على نصيب كل منهما من «الجسد السوري»، وكذلك على طبيعة الدولة السورية.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها أمس الثلاثاء، إنه بغض النظر عن التصريحات الروسية والإيرانية، وخصوصا الكوميدية منها والتي تتعلّق برفض «الإملاءات الخارجية» (باعتبار أن الدولتين لا تمارسان الإملاءات على بلدان المنطقة)، وبكون «الشعب السوري» هو الذي يقرّر مصير الأسد (التزاما ربما بتعريف الأسد للشعب السوري بأنه الذي يدافع عن النظام وليس الذي يمتلك جنسية سورية)، فإن ما يحصل حقيقة ليس خلافا على بقاء «الأسد» من عدمه بل هو صراع الشريكين على تقرير طبيعة الدولة السورية المقبلة، والحصة التي سيحصل كل منهما عليها من الجسد السوري، وهو أمر لا يمكن لهما الانفراد بتقريره.

وأوضحت أن إعلان الخارجية الروسية أن بقاء «بشار الأسد» في السلطة «لا يعتبر أمرا مبدئيا بالنسبة لموسكو»، لم يكن مفاجئا، فهو نتيجة طبيعية من نتائج التدخل العسكري الروسي في سوريا.

وأضافت أن هذا التدخل سمح لموسكو أخيرا بانتقالها من حالة الراعي العالمي للنظام السوري، والمؤمن للإمدادات العسكرية والمالية لاستمراره (لكنه لا يملك السيطرة على الأرض، ولا النفوذ الذي تملكه إيران على دمشق من خلال حرسها الثوري وقوات حزب الله والميليشيات العراقية) إلى وضعية المسيطر على مركز النظام السوري، من خلال إحكام قبضته على مناطق الحاضنة الشعبية لهذا النظام (اللاذقية وطرطوس)، وكذلك من خلال فرضه حظرا جّيا على المجال الجوي السوري استدعى تنسيقا أمريكيا روسيا، وكذلك إسرائيليا ـ روسيا.

ووفق الصحيفة، فإن هذه الانتقالة الاستراتيجية الروسية كانت استجابة منطقية استدعتها السياسة الخارجية الأمريكية في سوريا، فالعاصمتان، رغم المواقف المختلفة من «الأسد»، لا تختلفان كثيرا حول الخوف من تزايد نفوذ الإسلاميين، على كافة أشكالهم، ولعل الأيام قد تكشف لاحقا أنها كانت نتيجة اتفاق بالخطوط العريضة مع واشنطن على آلية عمل لإنقاذ النظام السوري ولو كلف ذلك تنحية «بشار الأسد».

وجاءت الدعوة الروسية لإيران منطقية أيضا، بحسب الصحيفة، فلا يمكن لأي صفقة مرتقبة حول النظام السوري المرور من دون موافقة طهران، باعتبارها الحليف الإقليمي القديم لنظام «الأسد»، ولكونها ما تزال تملك الكثير من أوراق اللعب التي قد تخرب، أو تؤجل، ما يمكن الاتفاق عليه.

طهران من جهتها، وفق الصحيفة، قررت أن ترفع سقف التفاوض، رافضة أن يكون وجودها في المؤتمر المقصود تمرير الصفقة الأمريكية الروسية فحسب، فأخذنا نسمع تصريحات بدأها مرشد الجمهورية الإسلامية «علي خامنئي» قبل أيام بالتلميح إلى عدم قدرة بلد واحد (أي روسيا) على فرض مستقبل سوريا، كما جاء تصريح آخر من الخارجية الإيرانية يهدد بالانسحاب من المفاوضات كونها «غير بناءة»، وصولا إلى التصريح العلني للقائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء «محمد علي جعفري» أول أمس بأن مواقف روسيا حول «الأسد» لا تتطابق مع مواقف إيران.

ولأن كل ذلك لا يجري في العالم الافتراضي بل في عالم الواقع الميداني، فالحقيقة في رأي «القدس العربي»، أنه لا روسيا ولا إيران غافلتان عن عدم قدرتهما على الانتصار في الحرب السورية، بعد أن جربت الدولتان رفع سقف المواجهة، سواء بعديد القوات أو أنماط تسليحها، فرفع خصومهما السقف أيضا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بدلا من الانتصارات السريعة التي كانت تتوقعها موسكو، رأينا تراجعاً لقوات «الأسد» على الأرض، وشهدنا خسائر بشرية كبيرة لإيران وميليشياتها، وهو ما جعل روسيا تسارع إلى اقتراح المفاوضات في فيينا، بدلا من انتظار قطف نتائج هجماتها، كما كانت تخطط، وهو أيضا ما سيدفع إيران أيضا إلى قبول أطر التسوية الممكنة والكف عن الجنوح إلى أمنيات الأيديولوجيا والدعاية الحربية.

  كلمات مفتاحية

الخلاف الروسي الإيراني مصير الأسد روسيا إيران التدخل العسكري الروسي مستقبل سوريا الحرس الثوري

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

موسكو: مصير «الأسد» بيد السوريين ولا نحدد بقاءه أو رحيله

قائد «الحرس الثوري» الإيراني: روسيا تبحث عن مصالحها ولا يهمها «الأسد»

«الجبير»: خلافنا مع روسيا حول موعد ووسيلة رحيل «الأسد»

«تايمز»: روسيا بدأت البحث عن خليفة لـ«الأسد»

الخط الأحمر الإيراني

إيران تنفي وجود خلافات مع روسيا حيال سوريا

كيف يمكن للنفوذ الروسي أن يدعم الحل السياسي للأزمة في سوريا؟

ورطة إيران مع «الاستكبار» الروسي

اجتماع روسي سوري إيراني في طهران لبحث مكافحة الإرهاب

اجتماع عراقي إيراني روسي في موسكو