قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في افتتاحيتها اليوم الأحد، تحت عنوان «سيناء وتفاقم الخطر الجهادي»، إن تحطم الطائرة الروسية الإيرباص في سيناء السبت الماضي، والذي قتل فيه 224 شخصا، تحول إلى لحظة حاسمة في الكفاح العالمي ضد إرهاب المسلحين الجهاديين، مع تصاعد الأدلة بشأن احتمال تحطم الطائرة عبر عبوة ناسفة وضعت على متنها وليس بسبب خطأ تقني أو بشري من طاقم الطيران.

وأضافت الصحيفة أن محققين فرنسيين يقولون إن الصندوق الأسود في الطائرة سجل انفجارا مفاجئا، وأن مسؤولين أمريكيين أشاروا إلى تسجيلات تنصت، ربما من موقع تابع لمركز رصد استخباري بريطاني في قبرص، رصدت محادثات بين مسلحين تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء وسوريا عن خطة وضع قنبلة.

وأفادت تقارير أن أقمارا اصطناعية أمريكية رصدت سطوع ضوء قوي لحظة اختفاء الطائرة من شاشات الرادار.

وشددت الصحيفة على تلاشي الاعتراض الروسي على أن بريطانيا تسرعت في الأسبوع الماضي في الحديث عن أن قنبلة تسببت في كارثة الطائرة وسط تصاعد التأكيدات من تنظيم «الدولة الإسلامية» بالمسؤولية عن الحادث، وقيام الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بالحذو حذو رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» بتعليق الرحلات الجوية مع مطار شرم الشيخ، بل ومع مجمل المطارات المصرية مع تواصل عملية التحقيق في سقوط الطائرة.

وتناولت الصحيفة ما تراه أسباب التردد المصري والروسي إزاء فرضية مسؤولية مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء عن تفجير الطائرة.

وأشارت إلى أن «بوتين» يعرف أنه إذا أقر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» فعل ذلك، سيرى الجمهور الروسي أن ذلك ثمنا دفع بسبب تدخله العسكري في سوريا الشهر الماضي، وقد يلام هو شخصيا على ذلك الهجوم وأي هجوم إرهابي مستقبلي.

أما بالنسبة لمصر، فقالت الصحيفة إن السلطات المصرية، بداية الرئيس «عبدالفتاح السيسي» فما دونه، يفهمون أن دليلا على اختراق الإرهابيين للإجراءات الأمنية في شرم الشيخ ستكون له أثار كارثية على سمعة البلاد وقطاع السياحية الحيوي للاقتصاد المصري.

وأفردت الصحيفة نفسها صفحتين كاملتين لتقرير موسع تحدث عن كيف أصبحت سيناء ملاذا جاذبا للإرهابيين، وسلط الضوء على تطور الجماعات والمسلحين الجهاديين فيها.

أسوأ هجوم منذ 11 سبتمبر/أيلول

وفي ذات السياق، قدمت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تغطية موسعة حملت عنوان «أسوأ هجوم إرهابي منذ 11 سبتمبر/أيلول»، قدمت فيه رسوما توضيحية لفرضية زرع القنبلة في الطائرة الروسية، وكيفية إدخالها عبر الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ.

وحذرت الصحيفة من أن حادث تحطم الطائرة الروسية يشير إلى لحظة تحول فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى عدو بالغ التعقيد قادر على شن هجمات منسقة على نطاق واسع ضد المدنيين.

ونقلت الصحيفة عن تقرير نشرته السبت صحيفة «كومرسانت» الروسية أشار إلى أن طائرة الركاب الروسية قد تكون أسقطت عبر قنبلة صغيرة مع موقت زرعت في الأمتعة التي حملتها الطائرة.

وقالت الصحيفة الروسية إن فرق التحقيق القضائي خلصت من الفحوص الطبية العدلية على جثامين الضحايا أن بعض المسافرين قتلوا جراء انفجار.

ونقلت «صنداي تايمز» عن مسؤول بريطاني رفيع تحذيره من أننا قد نشهد تحول تنظيم «الدولة الإسلامية إلى «جماعة إرهابية واسعة النطاق» قادرة على تهديد أهداف غربية في عموم العالم.

وأضاف المسؤول البريطاني «حتى الآن كان تنظيم الدولة الإسلامية قانعا بالتركيز على بناء دولته في العراق وسوريا، فضلا عن تشجيع عمليات من نوع هجمات ذئاب منفردة يقوم بها مؤيدون للتنظيم لا رابط بينهم في الغرب».

وتابع «لكن الآن يبدو أن التنظيم بات يعتمد تكتيكات القاعدة ليقوم بهجمات منسقة معقدة».

وقالت الصحيفة إن مسؤولا أمريكيا يذهب إلى مدى أبعد من ذلك في الإشارة إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثل خطرا يفوق خطر «القاعدة».

واستند في ذك إلى أن تنظيم «الدولة» يمتلك عدة مئات من الأعضاء ممن ولدوا في الغرب وقد تمرسوا في القتال وغسلت أدمغتهم وسيعودون إلى بلدان ميلادهم لمواصلة «جهادهم».

وأضاف المسؤول الأمريكي «نحن نعرف أنه لديهم القابلية ولكن لديهم الآن القصد أيضا».