وجدت دراسة حديثة لمؤسسة "مايو كلينك" الأمريكية أن فعالية لقاحي "فايزر" و"موديرنا" المضادين لفيروس "كورونا" انخفضت بشكل كبير عند مواجهة متحور "دلتا" سريع الانتشار.

وأكدت الدراسة، التي نشرها موقع "ميد ريكسيف" للأبحاث الطبية، أن فعالية اللقاحين، التي كانت بنسبة 90% في يناير/كانون الثاني الماضي، انخفضت بعد ظهور متحور "دلتا".

ومع ذلك، كان أحدهما لا يزال أكثر فاعلية من الآخر؛ إذ انخفضت فعالية لقاح "موديرنا" إلى 76%، بينما انخفضت فعالية "فايزر" إلى 42%، بحسب نتائج الدراسة التي شملت أكثر من 50 ألف مريض. 

وخلصت الدراسة إلى أنه عبر ولايات أمريكية متعددة كان من تم تلقيحهم بـ"فايزر" أكثر عرضة بمرتين للإصابة بعدوى "دلتا"، مقارنة بـ"موديرنا"، دون أن توضح السبب وراء ذلك. 

ورغم ذلك، يبدو أن كلا اللقاحين لا يزالان فعالين للغاية (أكثر من 90%) في الوقاية من الأعراض الشديدة للفيروس.

ولم تتم مراجعة الدراسة الجديدة بعد، لكن فريق البحث يعمل بالفعل على دراسة متابعة من شأنها تحديد سبب تراجع فعالية اللقاحين أمام متحور "دلتا".

وسيطرت نتائج الدراسة المفاجئة على تريند وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة؛ حيث عبر العديد من الأشخاص عن الصدمة، واستخدموا النتائج للتشكيك في فعالية اللقاحات، واقترحوا أن الحصول على "مناعة طبيعية" ضد الفيروس كان خيارا أفضل.

بينما أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي بأن المسؤولين في إدارة الرئيس "جو بايدن" قلقون بشأن نتائج الدراسة.

ونقل عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله إن نتائج الدراسة تعد بمثابة "جرس إنذار"، و"دعوة للاستيقاظ".

وكانت المخاوف بشأن الفعالية طويلة المدى للقاحات "كورونا" تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.

وفي هذا الصدد، قال كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض "أنتوني فاوتشي" إن الجميع سيحتاجون يومًا ما على الأرجح إلى الحصول على جرعة معززة من لقاحات "كوفيد-19".

وذكر "فاوتشي"، في تصريحات لمحطة "سي بي إس" الإخبارية الأمريكية هذا الأسبوع: "لقد بدأنا بالفعل في رؤية إشارات على بعض الانخفاض في صمود أثر اللقاحات".

لكن "فاوتشي" أوضح أنه من غير المحتمل أن يتم توزيع الجرعات المعززة على نطاق واسع في أي وقت قريب، مشيرا إلى أن الأولوية ستكون لمن يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

واستخدمت كل من شركتي "موديرنا" و"فايزر" تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA) لتصنيع لقاحيهما المضادين لـ"كورونا". 

و"الحمض النووي الريبوزي المرسال" هو عبارة عن جزيء ينقل الشفرة الجينية من الحمض النووي إلى الخلية لتنتج بروتينات.

وتعتمد اللقاحات التقليدية على مبدأ الفيروسات المعطلة، وتدرب هذه اللقاحات الجسم للتعرف على الأجسام المضادة، وهي بروتينات ينتجها الفيروس، ومن شأن ذلك أن يفعّل استجابة جهاز المناعة عند مواجهة الفيروس فعليا.

بينما تنقل لقاحات الحمض النووي الريبوزي "المرسال" تعليمات جينية لإنتاج هذه المضادات مباشرة في الخلايا، ويتحول جسم الإنسان إلى مقر لإنتاج اللقاحات.