يسيطر القلق على مجتمع الأعمال والمستثمرين في مصر وسط مخاوف من الخطوات المقبلة للنظام المصري في أعقاب القبض، أمس الأحد، على رجل الأعمال «صلاح دياب»، وقبلها التحفظ على أموال رجال الأعمال «صفوان ثابت»، واتهام رجل الأعمال «فريد خميس» في قضية احتكار، حسب تقرير لصحيفة «العربي الجديد» نشرته اليوم الإثنين

وما يفاقم المخاوف بين المستثمرين المصريين، وفق الصحيفة، أن الحملات السابقة كانت تركز على رجال أعمال يقول النظام إنهم ينتمون إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، لكن حملات القبض والتحفظات الأخيرة شملت رجال أعمال لا علاقة لهم بالجماعة، بل ومحسوبين على النظام.

ولعبت التطورات المتعلقة بتداعيات سقوط الطائرة الروسية في سيناء المصرية والتخوفات المتنامية داخل قطاعي السياحة والاستثمار جراء الحادث دوراً في تغذية حالة القلق داخل مجتمع الأعمال المصري.

وانعكس هذا القلق المتنامي في البلاد بشكل ملحوظ في المبيعات المكثفة وعمليات التخارج التي شهدتها البورصة المصرية في تعاملات، يوم أمس الأحد؛ حيث فقدت قرابة 5 مليارات جنيه (622.5 مليون دولار تقريبا)، كما ارتفع سعر صرف الدولار في السوق الموازي رغم ثباته في البنوك والصرافات.

وانخفض مؤشر البورصة، أمس، وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة نحو 5 مليارات جنيه من قيمته مسجلاً 1. 448 مليار جنيه (55.8 مليار دولار)، فيما هبط مؤشر السوق الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 1.4% إلى 7438.35 نقطة. وارتفع سعر الدولار بالسوق السوداء ليتراوح بين 8.58 و8.62 جنيه رغم ثبات السعر رسميا في البنوك عند 8.03 جنيه للشراء و7.93 جنيه للبيع.

وقالت صحيفة «العربي الجديد» إن عددا كبيرا من كبار رجال الأعمال المصريين رفضوا التعليق على خبر القبض على «صلاح دياب»، مالك ومؤسس صحيفة «المصري اليوم» الخاصة، وتداعياته على مناخ الاستثمار، خوفاً من الملاحقة.

وقال رئيس اتحاد الغرف التجارية  في مصر، الذي يضم نحو 3 ملايين تاجر، «أحمد الوكيل»، إن التعامل مع رجال الأعمال يجب أن يسلك طرقاً قانونية وهو ثبوت التهم بشكل قاطع لا يقبل التأويل، حتى لا نعطي رسائل سلبية للمستثمرين محلياً وخارجياً.

وأوضح أن قرار إلقاء القبض على رجل الأعمال «صلاح دياب» ونجله خطير للغاية؛ لأن هذا القرار سوف يؤثر على الاقتصاد المصري بدون أدنى شك، ويعطي رسائل سلبية وفي غاية الخطورة خاصة للمستثمر المحلي قبل الأجنبي.

ومتفقا مع سابقه، حذر عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات في مصر، «محمد البهي»، من أن قرارات القبض والتحفظ على رجال الأعمال ستؤثر على مناخ الاقتصاد في مصر، وتجعل المستثمر يرغب في إعادة حساباته وقراراته مرة أخرى.

أيضا، قال أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، «هشام إبراهيم»، إن التوسع في عمليات التحفظ والمنع من السفر على رجال الأعمال سيؤثر بالسلب على الاستثمار في مصر.

لكن أحد أعضاء مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصري، رفض ذكر اسمه، قال إن القبض على «دياب» رسالة موجهة للصحافة والإعلام في المقام الأول، خاصة بعد الانتقادات التي وجهها الإعلام لسياسة النظام واتهامه بالتقصير في عدد كبير من القضايا التي تهم الشعب خاصة ملفي الأمطار والأسعار.

وأضاف أن معظم رجال الأعمال اشتروا الصحف والقنوات الفضائية ليكونوا بمأمن من الأنظمة الحاكمة، وبعد القبض على صلاح دياب وجه النظام رسالة مفادها «لا أحد فوق الدولة.. ويمكن التضحية بأي شخص مهما بلغت مكانته».

وأشار عضو مجلس الإدارة إلى أن مجتمع الأعمال نظر إلى التحفظ على أموال الإخوان على أنه نتيجة للخلاف السياسي، لكن بعد التحفظ على أموال «صفوان ثابت»، واتهام «محمد فريد خميس» بالاحتكار، أصبح الكل يتحسس رقبته.

ولفت النظر إلى أن هناك تحويلات كبيرة جداً من المستثمرين لأموالهم خارج مصر تحسباً لأي طوارئ قد تحدث، خاصة أن النظرية المنتشرة في مصر أن كل رجال الأعمال فاسدون، وبالتالي فإن الدولة لن تحتاج إلى تبريرات في القبض عليهم.