تسبب إقدام لبنان، على استيراد النفط من إيران، في أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، التي تعتبر خطوة بيروت بمثابة انتهاك للعقوبات المفروضة على طهران.
وأبرزت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تحذيرا أمريكيا للبنان من القبول بسفينة النفط الآتية من إيران والتي سترسو في سوريا، ومن ثم سيتم نقل النفط إلى أراضي لبنان.
ولا يمكن للبنان الإقدام على مثل هذه الخطوة من دون الحصول على استثناء أمريكي من توابع "قانون قيصر"، الذي يفرض عقوبات على المتعاملين مع النظام السوري.
ونقلت أن وفد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذي زار لبنان هذا الأسبوع، حذّر من أن استيراد النفط الإيراني، وهدد من أنها قد تكون له "عواقب وخيمة".
وتابعت الصحيفة تقول، إن أعضاء الكونجرس حذروا خلال الزيارة من تأثير هذه الخطوة على العلاقات مع الغرب، عارضين مساعدة الولايات المتحدة بدلاً من إيران.
كما نقلت الصحيفة عن العضو في مجلس الشيوخ الأمريكي "كريس ميرفي" اقتراحه لخطة تقضي بإرسال الغاز إلى لبنان من مصر عبر الأردن وسوريا، التي قد يتم إعفاؤها من العقوبات في هذه الحالة، إذا رأت الخطة النور.
فيما أكد وفد من الكونجرس الأمريكي، خلال اختتام زيارته للبنان، أن "أي وقود يمر عبر سوريا سيتعرض للعقوبات المفروضة من الكونجرس".
وشدد الوفد على أن "حزب الله منظمة تستحوذ على جزء من المال، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان".
وتابع: "لا أحد يجب أن يعتقد بأن إيران ستحل أزمات لبنان".
وكانت صحيفة "جارديان" البريطانية، اعتبرت وصول النفط الإيراني إلى لبنان، تحدٍ للعقوبات الأمريكية التي تحظر على إيران تصدير النفط، كما تحظر وصول الواردات إلى سوريا.
وتخضع إيران وسوريا لقيود مشددة فرضتها الولايات المتحدة عليهما، لا سيما بالشؤون التجارية.
وبحسب الصحيفة، فإن المرحلة الأخيرة من الرحلة تشكل اختبارا حاسما لعزم واشنطن على الاستمرار في عقوباتها التي أثرت بشكل كبير على إيران، والتي تسعى الإدارة الأمريكية لإقناعها بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وكذلك سوريا التي دمرتها الحرب.
وكانت السفارة الأمريكية في لبنان أعلنت عن نية إدارة "جو بايدن" استثناء كل ما يتعلق بتوريد الغاز والكهرباء إلى لبنان من عقوبات "قانون قيصر"، إلا أنه لم يتم حتى اليوم تثبيت هذا الاستثناء.
وقال موقع "تانكرز تراكرز" المتخصص في تتبع حركة السفن، الجمعة إن ناقلتين على الأقل في طريقهما إلى لبنان، ومن المقرر أن تصل واحدة إلى قناة السويس في غضون أيام قليلة.
في وقت قالت مصادر إنه من المتوقع تصل واحدة من الناقلات الإيرانية إلى ميناء بانياس السوري، بداية الأسبوع.
وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان "ريمون غجر"، الأربعاء، إنه لم يتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني، مؤكدا بذلك على ما يبدو أن جماعة "حزب الله" تخطت الدولة في تحركها لاستيراد الوقود من إيران.
ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية ممتدة قوضت قدرته على استيراد سلع حيوية، بينها المحروقات الضرورية لتشغيل مرافق خدمية.
وتنعكس أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان منذ أشهر على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
