الدور الإماراتي ينشط «سياسيا» بعد الفشل «العسكري» في ليبيا للقضاء على الثورة

الأحد 15 نوفمبر 2015 09:11 ص

أثارت الأنباء الأخيرة حول تعيين المبعوث السابق للأمم المتحدة في ليبيا «برناردينو ليون»، مديراً عاماً لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، بداية من ديسمبر/ كانون أول المقبل، براتب 35 ألف جنية استرليني شهريا، والكشف عن جاسوس إماراتي برتبة عالية في ليبيا تساؤلات حول خطة إماراتية تجري حاليا بالفعل في ليبيا لدعم الثورة المضادة، والجنرال «حفتر» بالتعاون مع مصر.

فقد سعي المبعوث «ليون» الذي سيستمر في عمله حتى الشهر المقبل ديسمبر/كانون الأول، قبل أن ينتقل للعمل لحساب الإمارات، لمحاولة تشكيل حكومة انتقالية أو حكومة وحدة وطنية تقود مرحلة انتقالية تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية، بيد أن حكومة طرابلس تحفظت علي بعض بنود الاتفاق الذي يستثني قوي ليبية بدعاوي أنها قوي متطرفة.

ويسعي حاليا «ليون»، وفقا لبعض المراقبين، لإنجاز الاتفاق بأي وسيلة. وهو ما سوف يضمن موضع قدم لقوات «حفتر» في حكم ليبيا رسميا باعتراف ثوار ليبيا ما يعني دق أساسات الثورة المضادة في ليبيا تدريجيا.

هذا الأمر أشار له ثوار ليبيا، حين اعتبروا أن تعيين «ليون» الذي يعد أداة لمحارب الثورة الليبية، هو مقدمة لتدخل إماراتي أكبر في ليبيا وتولي المبعوث الدولي السابق ترتيب الخطط لهذا الغرض، وقال رئيس «المؤتمر الوطني العام» في ليبيا، نوري أبو سهمين، أن تعيين الإمارات لـ«برناردينو ليون» في منصب محلي معناه إقحام نفسها طرفاً رئيسياً في النزاع القائم بليبيا، و«يعد شبهة غير مسبوقة لدور يجب أن يكون حيادياً».

أدلة التدخل الإماراتي

وسبق هذا الأمر، قيام «غرفة عمليات ثوار ليبيا» بنشر أدلة حول تدخلات إماراتية لتفكيك الثوار ودعم عسكريين يتعاونون معها، منها تسجيل صوتي مُسرب لـ «سالم جحا» المُلحق العسكري بالإمارات، يعترف في مكالمة هاتفية بأنه وراء إفشال عملية «قسورة والشروق» التي قام بها ثوار مصراته لكي يبقي النفط الليبي تحت سيطرة ميليشيات الجضران التي تتحكم فيها الإمارات.

وسبق هذا، ما كشفته التسجيلات المسربة التي أذاعتها قناة «بانوراما ليبيا» في 19 فبراير/شباط 2015، حول العلاقة الثلاثية بين مدير مكتب الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» وبعض حكام الإمارات، والقيادي الفتحاوي الهارب «محمد دحلان» الذي يعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي، والتي أثارت تأكيدات حول علاقة الإمارات بمحاولات الانقلاب الفاشلة والمتكررة في ليبيا على المؤتمر الوطني والثورة والحكومة الليبية.

ونقل موقع «شؤون إماراتية» عن مصادر خاصة، أن السلطات الليبية قد اعتقلت مسؤولاً أمنياً إماراتياً برتبة عالية بتهمة التجسس لصالح جهات أجنبية، وأن المتهم هو المدعو «يوسف الولايتي»، وقد تم اعتقاله في مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس، لكن مصادر أكدت أن هذا الإسم غير حقيقي، بل هو اسم وهمي من الأسماء التي تستخدمها السلطات الإماراتية لجواسيسها، والذين لا يتحركون بأسمائهم الحقيقية بل يستخدمون هويات وجوازات سفر مزورة.

الرسالة التي فضحت مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا

وقد انفرد موقع «ميدل إيست آي» الاخباري البريطاني بنشر نص رسالة موجهة عبر «البريد الإلكتروني» من مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا «بيرناردينو ليون» إلى وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ «عبد الله بن زايد آل نهيان» مؤرخة بتاريخ 31 كانون ثاني/ ديسمبر 2014، تكشف لماذا وظفت الامارات «ليون» والدور المنتظر منه في ليبيا بالتعاون معها.

فبحسب الترجمة لهذه الرسالة التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع، يظهر هناك نوعا من التطابق في المواقف بين «ليون» و«بن زايد» بشأن رفض الطرفين المساواة بين ثوار ليبيا في طرابلس وبين تكتل «حفتر» في طبرق، ورفضهم السماح بجلوس الطرفين علي مائدة تفاوض واحدة كي لا يعزز هذا أسهم الإسلاميين.

دور مشبوه للأمم المتحدة

وفي ظل الضجة الكبيرة التي أحدثتها فضيحة تعيين السلطات الإماراتية وعلاقتها بالمبعوث الأممي للسلام في ليبيا «بيرناردينو ليون» والذي كشفت الأحداث انحيازه وعمله لمصلحة الأجندة الإماراتية في الصراع الليبي، تتحفظ ثوار ليبيا وجماعة أنصار الشريعة علي تعيين الألماني «مارتن كوبلر» مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة إلى ليبيا، معتبرين أنه سيكمل دور «ليون».

وسبق أن كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في 14 مايو/أيار 2014 الماضي أن هناك «دورا مصري إماراتيا متعدد الجنسيات في انقلاب حفتر»، كما كشفت مصادر لموقع «ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي أن «دولة الإمارات العربية المتحدة دعموا انقلاب الجنرال المتقاعد الليبي خليفة حفتر لتخليص النظام من المتطرفين الإسلاميين»، بحسب توصيف التقرير، مؤكده أن «انقلاب حفتر تشتري له أبوظبي الولاءات المحلية داخل ليبيا ويتكلف السيسي بدعمه بقواته وواشنطن باستخباراتها».

سلاح الإمارات في ليبيا

وسبق أن كشفت ميليشيات إسلامية متحالفة مع «قوات فجر ليبيا» بعد سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، ومعاركها مع ميليشيات الزنتان المدعومة من اللواء المتقاعد «خليفة حفتر»، أن مصر والإمارات شاركتا في قصف العاصمة الليبية.

أيضا ألمحت صحيفة الجارديان البريطانية، للدور الذي يلعبه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير»، وقالت أن «مشروع السيد بلير ممول من قبل الإمارات العربية» كي يلعب أدورا مختلفة منها دورا في ليبيا.

تشير التوقعات بالتالي لأن الامارات بدأت تلعب دورا سياسيا للحشد الدولي ضد ثوار ليبيا بعدما فشل الحشد والضربات العسكرية، بمحاولة فرض حلول دولية باسم الأمم المتحدة تسمح للثورة المضادة في ليبيا بالتمدد من طبرق إلى طرابلس العاصمة عبر فكرة الحكومة الانتقالية.

  كلمات مفتاحية

الإمارات ليبيا حفتر برناردينو ليون الأمم المتحدة

«نيويورك تايمز»: مراسلات الإمارات المسربة يمكن أن تهدد محادثات السلام في ليبيا

«فجر ليبيا»: ضباط إماراتيون يديرون غرفة عمليات «حفتر» في الزنتان

«حفتر» يبحث مع «منصور بن زايد» سبل التعاون وتطوير العلاقات خلال زيارته لأبوظبي

أنباء حول سقوط الطائرة الإماراتية خلال مهمة قتالية فى ليبيا بواسطة قوات «فجر ليبيا»

كاتب تركي: أبوظبي خططت لتفجير السفارة التركية في ليبيا ودعمت «الدولة الإسلامية»

مصادر: الإمارات متورطة في دعم «العمال الكردستاني» بتركيا

فيديو.. مسؤول إماراتي سابق يشن هجوما عنيفا على «محمد بن زايد»

«الحضيف» يحمل الإمارات مسؤولية الاحتراب الداخلي في ليبيا

دراسة: الإمارات أنفقت 74 مليون دولار للسيطرة على الإعلام الليبي