تبحث الحكومة الفلبينية تعليق إرسال عمالتها إلى السعودية، في محاولة للضغط من أجل استعادة اثنتين من العاملات الفلبينيات يعملن كمساعدات منزليات لدى جنرال سعودي سابق.

وقالت رئيسة إدارة العمل ومعلومات التوظيف والخدمة العامة، "رولي فرانشيا"، إن مكتب العمل الفلبيني رفع توصياته لوزير العمل، "سيلفستر بيلو"، بهدف تعليق إرسال العمالة الفلبينية إلى السعودية، إذا لم تسلمهم الأخيرة مساعدتين منزليتين بحلول 30 سبتمبر/أيلول، زفقا لموقع "فلبين ستار" المحلي.

ووفقا للموقع، فقد استخدم الجنرال السعودي السابق، 16 عاملة فلبينية، اتهمنه بأنه كان يعاملهن "كالعبيد".

ومن جانبها، حذرت السفارة السعودية في الفلبين، المواطنين، الخميس، من التعاقد مع "وسطاء وهميين" لاستقدام العمالة إلى المملكة.

ووجهت السفارة، على صفحتها في "تويتر"، بأن "يتم الاستقدام وفقا لقوانين وأنظمة الاستقدام التي نصت عليها واعتمدتها كل من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية ووزارة العمل الفلبينية بموجب اتفاقيات مشتركة، وليس عبر الوسطاء والسماسرة".

وعللت السفارة تحذيرها برغبتها في أن يتم حفظ حقوق الطرفين، صاحب العمل والعامل، مؤكدة بالوقت ذاته على ضرورة الالتزام بالتعليمات الخاصة بالاستقدام، لتجنب عمليات النصب والاحتيال.

 

وهذه المرة ليست الأولى التي تثار فيها قضايا العمالة المنزلية في السعودية، لا سيما وأن الفترة الأخيرة شهدت تقارير متعددة بشأن عاملات فلبينيات وكينيات على وجه التحديد.

ومنذ أيام قليلة، رفعت وزارة الخارجية الكينية توصيتها إلى الحكومة لفرض حظر مؤقت على سفر عاملات المنازل إلى السعودية، حتى يتم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهن.

وجاءت التوصية عقب تصريحات أطلقها وزير الخارجية الكيني، ماشاريا كاماو، أمام البرلمان، الخميس، وصف فيها وفاة 89 من المواطنين الكينيين بـ"سكتة قلبية" في السعودية على مدى العامين الأخيرين بأنها "تثير الشكوك".

وفي أوائل سبتمبر/أيلول الماضي، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن عائلة العاملة المنزلية الفلبينية، "إديلين أبوردا أستوديلو" (63 عاما)، تأكديهم بأنها لا تزال مختفية منذ 6 أعوام، ولا يزال البحث جارٍ عنها.

وعملت "أستوديلو" في منزل لزوجين في منطقة الطائف (غربي السعودية)، وسرعان ما لاحظ زوجها، "كريستيانو"، أن الوضع ليس طبيعيا، حيث لم تسمح لها العائلة السعودية باستخدام هاتفها، كما منعتها من الاتصال بذويها إلا مرة واحدة في الشهر.

ومن بين الاتصالات التي سُمح لها بها، ألمحت "إديلين" إلى زوجها بتعرضها لإيذاء جسدي.

وفي إحدى المكالمات في منتصف النهار، طلبت إديلين التحدث إلى أطفالها، وعندما أدركت أنهما في المدرسة بدأت تبكي، فسمع كريستيانو صراخ ربة المنزل وهي تقول: "توقفي توقفي عن ذلك".

ومنذ تلك اللحظة، انقطع الاتصال مع العاملة، وفقا للتقرير.

وكانت السعودية قد أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، عن إصلاحات في نظام الكفالة الذي يربط الوضع القانوني لملايين العمّال الوافدين بكفلاء مستقلين، إلا أنها لم تشمل 3.7 مليون عامل منزلي، من بينهم الخادمات، يستثنيهم قانون العمل، بحسب تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش".

وتعتبر المنظمة أن نظام الكفالة يتسبب في انتهاك حقوق المهاجرين لأنه يقيد إقامتهم القانونية ويجعلها خاضعة لأصحاب العمل.