على حد السيف سنعيش إلى الأبد

الاثنين 16 نوفمبر 2015 01:11 ص

في مقال «موشيه آرنس» بعنوان «لهم عيون ولم يشاهدوا» («هآرتس»، 10\11)، يزعم «آرنس» أنه يضع أساس تاريخي للوعد الذي أعطاه رئيس الحكومة للأمة قبل أسبوعين. «على حد السيف سنعيش إلى الأبد». المشكلة ليست فقط أن «بنيامين نتنياهو» و«موشيه آرنس» يزوّران التاريخ ويقدمانه بشكل أحادي الجانب، بل أيضا يشوهان الواقع ويلونانه بألوان متكدرة فقط ويتجاهلان الفرص التي يقدمها.

يوجد تأثير لهذه الرسائل السلبية حيث أن الكثيرين قد يفهمون أن مستقبلهم ليس في (إسرائيل)، وبالتالي فهم يهاجرون. هكذا ستتحقق نبوءات اليمين التدميرية.

عدة كلمات حول الماضي: البحث التاريخي لا يؤيد الرواية الإسرائيلية بالكامل التي تقول إنه حتى عام 1967 أراد العالم العربي تدمير (إسرائيل)، أما نحن فمددنا يدنا للسلام، لكن الجدل في هذه المواضيع أكاديمي خالص واتفاق السلام مع مصر يلائم فحص ادعاءات «آرنس». يتحدث «آرنس» عن الاتفاق، وعلى ذِكر مساعي (إسرائيل) للسلام، إلا أنها حققته بعد أن استعرضت وأثبتت قوتها. مثلا في حالة السلام مع مصر لا يذكر أنه صوت ضد الاتفاق في الكنيست، ولا يذكر أيضا أن «غولدا مئير» و«موشيه ديان» وأغلبية الجمهور الإسرائيلي آمنوا أنه لا بديل للسيف. كذلك أداروا ظهورهم لإشارات السلام التي أرسلها المصريون قبل حرب يوم الغفران، ودفعوا الثمن في تلك الحرب.

اليوم أيضا، بعد أكثر من 35 سنة على توقيع السلام مع مصر الذي يعتبره الخبراء أحد أسس الأمن الإسرائيلي المهمة، فإن «موشيه آرنس» يستمر في التعاطي معه باشتباه ويحتج لأن (إسرائيل) أعادت إلى مصر كل سيناء، وكان باستطاعتها الحفاظ على الأمن دون عمل ذلك. لم نتعلم منه شيء عن التاريخ. ويتملص «آرنس» من حقيقة أن معظم  مساعدي «باراك» أكدوا أن أحد أسباب فشل المفاوضات مع سوريا ومع الفلسطينيين هو أخطاء «باراك».

كل ذلك يتعلق بالماضي. وماذا عن الحاضر؟ يصف «آرنس» الوضع الحالي بألوان متكدرة. القاعدة، داعش، إيران هي القوى الفاعلة في المنطقة، لا يوجد من نتحدث معه. «وسنعيش على السيف إلى الأبد»، وليس مهم الثمن الذي سندفعه، في المقابل لا توجد ولو كلمة واحدة عن مبادرة السلام العربية، التي تقدم لـ(إسرائيل) كل ما حلمت به، الاقتراح الذي كانت بدايته مبادرة السلام السعودية منذ 2002 ما زال موضوعا على الطاولة، وقد تبنته ليس فقط الجامعة العربية بل العالم الإسلامي ككل. صحيح أن إيران لم تؤيد بشكل كامل، لكنها أيضا لم تتحفظ بشكل واضح.

هذه المبادرة هي التغيير الأكبر في تاريخ الصراع، الجامعة العربية تقترح مقابل الانسحاب الإسرائيلي من المناطق وإقامة دولة فلسطينية، إنهاء الصراع بين الدول العربية والاسلامية مع (إسرائيل). وإقامة علاقات دبلوماسية وعلاقات تجارية وسياحية. صحيح أن الاقتراح يحتوي على أجزاء صعبة بالنسبة لـ(إسرائيل)، لكن يمكن التفاوض عليها، المشكلة هي أن «نتنياهو» وحكومته لا يثقون بالعرب وكأنهم علقوا في سنوات الثلاثينيات والأربعينيات (كما تشير أقوال نتنياهو حول المفتي). بالضبط مثل «آرنس»، يتجاهلون الاقتراح الذي هو البديل الوحيد اليوم لسفك الدماء الذي لا ينتهي.

إن الدخول إلى المفاوضات على أساس المبادرة العربية لا يعني أن (إسرائيل) ستتنازل عن الجيش الإسرائيلي، لا أحد يطلب ذلك، مغزى هذا الاتفاق هو جغرافي – التنازل عن مناطق غير حيوية لأمن (إسرائيل)، لكن لكون رجال السيف من اليمين لا يريدون التنازل عن هذه الأراضي فإنهم يتجاهلون المبادرة كليا. وما يقترحونه هو أن نستمر في العيش على السيف دون أمل بمستقبل أفضل. وهذا ما يجب أن نحاربه.

  كلمات مفتاحية

المبادرة العربية نتنياهو (إسرائيل) فلسطين الضفة الغربية الاحتلال القدس دولة فلسطين

فلسطين بانتظار «سنوات الفراغ»

«إسرائيل» تجدد رفضها لمبادرة السلام السعودية

«نتنياهو»: مبادرة السلام العربية لم تعد تتلاءم مع تطورات المنطقة

سياسي سعودي يتحدث لصيحفة «يديعوت» العبرية ويدعو إلى إحياء مبادرة السلام

مسؤول سعودي كبير مقرب من الأسرة المالكة: «قولوا نعم لمبادرة السلام السعودية»

نتنياهو: المبادرة العربية للسلام أصبحت من الماضي ولم تعد ذات صلة بالواقع