قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن انقلاب السودان يمثل تحديا مباشرا للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الانقلاب يبدو أنه نجح بعد أسابيع من التوتر المتصاعد وإشارات متزايدة عن توقف في عملية التحول الديمقراطي.
وأضافت الصحيفة أن الضباط وقادة الميليشيا ممن لهم علاقة غامضة مع نظام الرئيس المخلوع "عمر البشير" قاموا وبشكل مستمر بتقويض العملية الانتقالية.
وأشارت إلى أن هناك "مخاطر حرب أهلية بالإضافة لمصاعب اقتصادية وبالطبع العودة الدائمة للحكم الديكتاتوري، رغم وعود قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بعقد انتخابات في 2023".
وتابعت: "يمثل الانقلاب للولايات المتحدة تحديا مباشرا، إذ جاء بعد أيام من زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان العاصمة الخرطوم، محذرا القادة العسكريين من مغبة خسارة الدعم والشرعية الدبلوماسية التي استعادها السودان بعد الإطاحة بنظام البشير، ودفع السودان تعويضات لعائلات ضحايا الإرهاب الأمريكيين وانضم للدول العربية التي عقدت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل".
ووفق الصحيفة، "شطبت إدارة دونالد ترامب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مما أزال عقبة كبيرة أمام حصول السودان على الدعم والقروض الدولية، واعترفت السلطات الانتقالية أيضا باختصاص المحكمة الجنائية الدولية في هيغ والتي اتهمت عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور".
وتابعت: "كان الجيش مترددا في تسليم البشير للمحكمة نظرا لخوفه مما ستكشف عنه المحاكمة من تواطؤ قادة الجيش في تلك المجازر، وربما كان هذا الأمر دافعا لانقلاب الإثنين، وكانت الولايات المتحدة محقة في التصرف بناء على تحذير فيلتمان وعلقت 700 مليون دولار من المساعدات الأمريكية المباشرة للعملية الانتقالية".
وأردفت: "وجدت إدارة بايدن في شجبها للانقلاب توافقا مع قادة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريش، وهذا أمر مشجع لكن على واشنطن البحث عن طرق أوسع للحفاظ على الرفض الدولي الدائم للانقلاب، بما في ذلك الداعمون الأقوياء في السعودية وغيرها للخرطوم، وإلا فسنرى إزالة نقطة مضيئة أخرى للديمقراطية عن الخريطة".