لا يزال الغموض يلف الأوضاع في مدينة الحديدة، غربي اليمن، بعد الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية من بعض المناطق، حيث أعلنت كل من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، والحكومة اليمنية، مساء الجمعة، عدم علمها بهذا الانسحاب، الذي أعقبه سيطرة حوثية على تلك المناطق.

وقالت البعثة الأممية، في بيان، إنها "تتابع التقارير المتعلقة بانسحاب القوات المشتركة من مدينة الحديدة وجنوب المحافظة وصولا إلى التحيتا، وسيطرة الحوثيين على المواقع التي أخلتها القوات المشتركة".

وأضافت: "لم يكن لدى (أونمها) أي علم مسبق بتلك التحركات".

وأكدت البعثة الأممية، أنها "تقوم بالتنسيق ما بين الأطراف للتوصل إلى الحقائق"، داعية إلى "ضمان أمن وسلامة المواطنين في مناطق تغيير خطوط التماس".

وأعربت (أونمها) عن "القلق من التقارير التي تشير إلى وقوع ضحايا من المدنيين جراء الضربة الجوية في التحيتا".

وفي وقت سابق، الجمعة، قالت القوات اليمنية المشتركة إن انسحابها المفاجئ من مواقع كانت تتمركز فيها بمناطق تقع شرق وجنوب مدينة الحديدة، جاء في ضوء خطة إعادة الانتشار المحددة في اتفاق السويد.

بدورها، نفى بيان للفريق الحكومي اليمني بلجنة التنسيق الخاصة بإعادة الانتشار، أيضا صلة الفريق بالانسحاب الذي حدث من قبل القوات المشتركة.

وقال البيان، الذي نشرته وكالة أنباء "سبأ"، التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية الشرعية، إن "ما يجري حاليا في الساحل الغربي من إعادة انتشار للقوات يتم دون معرفتنا ودون أي تنسيق مسبق معنا".

وأضاف موضحا أن "إجراءات إعادة الانتشار يفترض أن تتم بالتنسيق والتفاهم مع بعثة الأمم المتحدة في الحديدة عبر الفريق الحكومي والتي لم تكن هي الأخرى في الصورة".

واعتبر البيان "أي تقدم للحوثيين في مناطق سيطرة الشرعية بالحديدة تحت أي ظرف مخالفة صريحة لروح ونصوص اتفاق ستوكهولم يستدعى موقفا واضحا وصريحا من المجتمع الدولي تجاهه".

والجمعة، سيطر الحوثيون على مواقع جديدة بمدينة الحديدة، أبرزها دوار مطار الحديدة ومنطقة المنظر الواقعة في محيط المطار، بعد انسحاب القوات المشتركة.

وكانت القوات المشتركة اليمنية بدأت الأربعاء الماضي خطة انسحاب مفاجئة من مواقع تمركزها في مدينة الحديدة، وسط تضارب الأنباء بشأن الهدف من هذا الانسحاب.

ففي حين تشير بعض المصادر إلى أن الانسحاب يأتي في إطار خطة لإعادة تموضع وانتشار تلك القوات، تقول مصادر أخرى أن هذه الخطوة جاءت ضمن ترتيبات وتفاهمات جرى الاتفاق عليها مع الأمم المتحدة في محاولة لإحياء اتفاق ستوكهولم.

ويشهد اليمن حرباً منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وفق إحصاء أممي.

ومنذ مارس/آذار 2015، ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.