استنكر الكاتب الصحفي السعودي الشهير «جمال خاشقجي»، الهجوم الذي شنه وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الدكتور «أنور قرقاش»، على حزب «الإصلاح» اليمني، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، واتهامه بالمسؤولية عن عدم تحرير تعز اليمنية.
وقال «خاشقجي» في تغريدة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» موجها حديثه لـ«قرقاش»: «ليس هذا بالوقت المناسب لتصفية حسابات حزبية في تعز، ليتم تحريرها أولا ثم ادعموا من شئتم من أحزاب، والأفضل ترك ذلك لليمنيين».
وكان «قرقاش»، قال في حسابه على «تويتر»، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، ردا على الأنباء الواردة من اليمن حول حدوث نوع من البطء في عمليات تحرير تعز: «عمليات تحرير تعز تتقدم إيجابا وخاصة من الجبهة الشرقية، ولولا تخاذل الإصلاح/ الإخوان المسلمون لكان التحرير اكتمل، الأدلة و الشواهد عديدة».
وأضاف: «تحية تقدير للمقاومين التابعين للإشتراكي والتيار السلفي، شجاعتهم ودعم التحالف العربي سيحرر تعز الصامدة، أما تخاذل الإصلاح/ الإخوان مخزي».
واتهم «قرقاش»، «الإصلاح والإخوان بأن همهم السلطة والحكم في اليمن»، مدعيا أن «تخاذلهم في تحرير تعز سمة لتيار انتهازي تعوّد علي المؤامرات، موقفهم الآن في تعز موثق».
وقال إن «تعز الصامدة ستتحرر بفضل رب العالمين والمقاومة الشجاعة والشريفة ودعم التحالف العربي، وسيوثق التاريخ تخاذل الإصلاح/ الإخوان وانتهازيتهم».
ومضى «قرقاش» في مهاجمته واتهاماته لـ«الإخوان» قائلا: «نداء إلى صحافة الإخوان وإعلامهم ومغرديهم، عوضا عن ضجيجكم وصخبكم الإعلامي عالجوا تخاذل الإصلاح/ الإخوان في معركة تحرير تعز، رائحة التخاذل نتنة».
يذكر أن تغريدات الوزير الإماراتي جاءت كمحاولة للتغطية على سحب قواتها من تعز وترك المقاومة اليمنية دون غطاء، حيث حاولت الإمارات تحميل المسؤولية لحزب «الإصلاح»، وزعمت أن عناصره هي من انسحبت من المعركة.
وكانت مصادر عسكرية يمنية أعلنت أمس أن القوات الموالية للحكومة اليمنية تتقدم بشكل بطيء، في محافظة تعز، بسبب الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعها المتمردون الحوثيون ومن يواليهم.
كما ذكرت مصادر يمنية أمس، أن الإمارات سحبت، قواتها من مناطق الاشتباك في مدينة تعز، نظرا لقيادة حزب «الإصلاح» اليمني للمقاومة على الأرض.
وذكرت صحيفة «القدس العربي»، أن العداء المستفحل عند أبوظبي لجماعة الإخوان المسلمين وصل إلى درجة أن سحبت الإمارات، قواتها من مدينة تعز اليمنية، وتركتها تحت الحصار، تتلقى قذائف وصواريخ الموت من قوات الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» والحوثيين، دون أن تتدخل لحسم المعركة عسكريا.
ونقلت الصحيفة عن يمني من أبناء مدينة تعز المنكوبة، لم تذكر اسمه، قوله إن السبب في عدم التدخل العسكري الإماراتي هو أن الذين يقودون المقاومة الشعبية هناك هم قادة ومقاتلو حزب «الإصلاح» اليمني المعروف أنه حزب حركة الإخوان المسلمين في اليمن، بقيادة «حمود سعيد المخلافي».
وتحظى القوات الموالية للحكومة بتغطية جوية ودعم على الأرض من قبل قوات التحالف العربي التي تشكلت في أواخر مارس/آذار في اليمن بقيادة السعودية لاعادة سلطة «هادي» المقيم حاليا في عدن التي أعلنت عاصمة موقتة في جنوب اليمن.
ويعتبر محللون محافظة تعز التي تمتد حتى مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يتحكم بمنفذ البحر الأحمر، المفتاح لاستعادة محافظات أخرى في وسط البلاد وشمالها ومنها العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.