أفادت وسائل إعلام سودانية، الإثنين، بأن السلطات لم تنفذ أمر النيابة بإخلاء سبيل مدير مكتب قناة الجزيرة "المسلمي الكباشي"، ونقلته إلى السجن.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان القناة القطرية اعتقال مدير مكتبها في السودان، واصفة الحدث بأنه "اعتداء على حرية الصحافة".
ونددت "الجزيرة"، في بيان، بـ"التصرفات المستهجنة من جانب السلطة العسكرية"، وطالبت السلطات السودانية بالإفراج عن "الكباشي" فورا والسماح لصحفييها بالعمل دون عوائق وممارسة مهنتهم بحرية دون خوف أو تهديد.
وأضافت: "في عالم يواجه فيه الصحفيون ووسائل الإعلام تهديدات متصاعدة، تنظر الجزيرة إلى هذا الأمر على أنه اعتداء على حرية الصحافة عامة وتدعو المنظمات الحقوقية الدولية والمؤسسات الإعلامية لإدانة هذا التعدي على سلامة الصحفيين".
ويأتي اعتقال مدير مكتب "الجزيرة" في ظل احتجاجات يشهدها السودان، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت "لجنة أطباء السودان" (نقابية غير حكومية).
ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول، يعاني السودان أزمة حادة، حيث أعلن قائد الجيش "عبدالفتاح البرهان"، حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين، مقابل احتجاجات مستمرة ترفض هذه الإجراءات، باعتبارها "انقلابا عسكريا".
ومقابل اتهامه بتنفيذ انقلاب، يقول "البرهان" إن الجيش ملتزم باستكمال عملية الانتقالي الديمقراطي، وإنه اتخذ إجراءاته "لحماية البلاد من خطر حقيقي"، متهما قوى سياسية بـ"التحريض على الفوضى".
وقبل تلك الإجراءات كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.