استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يوم محترم لسكان جدة تحت المطر

الاثنين 23 نوفمبر 2015 12:11 ص

لا أظن أن مشروع تصريف مياه الأمطار في السعودية مجدٍ اقتصادياً، فكيف تنفق بلايين الريالات لأمطار موسمية ونادرة، ولسنا بلداً مثل ماليزيا والهند وبنغلاديش وحتى إندونيسيا، التي تشهد أمطاراً غزيرةً طوال العام، ويمكن تحويل المبالغ التي تم رصدها للمشروع والبالغة 94 بليون ريال في مختلف المدن السعودية إلى مشاريع أخرى تنموية يمكن أن تحقق فائدة اجتماعية.

ولا سيما ما يتعلق ببناء السدود والمشاريع الزراعية من خلال استثمار هذه المياه وإعادة الاستفادة منها. نعد الجهات الحكومية والبلديات بعد اليوم أننا لن نسأل أين وصلت مشاريع تصريف مياه الأمطار، ولن نسأل لماذا امتلأت الأنفاق بالمياه؟

إنما لنا مطلب من المسؤولين المعنيين في البلديات وإمارات المناطق، وسنلحّ على تحقيقه ولو كان بقوة القانون، أن تعيد تغطية غرف الصرف الصحي المنتشرة في الطرقات، وتفرض على المقاول مواصفات قوية وجودة عالية تتحمل مياه الأمطار، ولا يفتحها أحد ليسمح بدخول المياه وتشكل خطراً على السيارات والمارة التي تهرب من المطر.

ليت الأمانة تكلف مراقبين ميدانيين نظرهم (6 على 6) على أعمدة الإنارة المنتشرة على الأرصفة والطرقات داخل الأحياء والمناطق السكنية، معظمها إن لم تكن جميعها، أغطيتها مكشوفة وأسلاكها مبعثرة للخارج، حينما يمشي الناس سيراً على الأقدام، أو يلعب الأطفال في الحارة فرحاً بالمطر، تصعقهم هذه الأسلاك فيذهبون ضحية الإهمال.

يا سادة! يا مسؤولي البلديات! لن نطالبكم بإضاعة وقتكم في تنفيذ مشروع تصريف مياه الأمطار، إنما نطالبكم بمخلفات المباني التي تبنى، أن تسور الأرض حتى إذا ملأتها الأمطار لا يقع فيها المكفوفون والأطفال أو تسقط فيها سيارة، الأرصفة يا حضرات مسؤولي البلديات، ارتفاعاتها غير متساوية وليست لها معايير، من دون الأمطار لا يستطيع الإنسان السير عليها، فكيف بالله عليكم!

وقد أغرقتها السيول. تمشي على الرصيف بخوف وتوجس، حتى لا تلتوي قدميك، وبعضها عمل مثل الديكور، لا يستفيد منها المشاة أصبحت زحمة لوحة إعلانات، ومساحات كبيرة لأحواض الزرع، إنما من دون زراعة.

نريد من مراقبي البلدية وخصوصاً قسم الأشجار، إزالة الأشجار الميتة والضعيفة والقديمة، التي ارتفعت جذورها فوق مستوى الرصيف، وشكلت انحناءات وحولت الرصيف إلى هضاب وسهول لا يمكن أن نكتشفها وقت السيول.

شوارعنا يا مسؤول البلدية! معظم الشركات الخدمية مياه وكهرباء واتصالات وغيرها، تحفر شوارعنا لعمل تمديدات لشبكاتها وخدماتها تحت الأرض، بعد أن تنتهي لا تعيد هذه الشوارع كما كانت. في الأيام العادية تعيق حركة السير، فكيف حينما تغطيها السيول؟ تخيلوا حال السيارات والمشاة؟

أحياؤنا الداخلية والمناطق السكنية يا حضرات المسؤولين في البلدية، تنتشر فيها المطبات بأشكال غريبة وفوضوية، وأصبح كل شخص يبني مطباً أمام منزله، وحضرات المسؤولين في المرور لا حس ولا خبر.

هذه المطبات أتلفت سياراتنا، لا لوحة تحذيرية تبين وجودها، ومعظمها غير ملونة باللون الأصفر التحذيري، لن نطلب منكم البحث عن مقاول لمشاريع تصريف مياه الأمطار نريد منكم تقنين هذه المطبات، وجعلها ذات فائدة، وبمقاييسها المتبعة، وإزالة المطبات التي ليس لها داعٍ.

الأنفاق التي غرقت من السيول، لا نريد منكم أن تعدونا بمشاريع تصريف مياه الأمطار، نريد فقط لوحات تحذيرية داخل الأنفاق تحذر الناس أنه في حال هطول الأمطار والسيول، أن هذه الأنفاق غير آمنة للاستخدام، مثلما تعلق لوحات عدم استخدام المصعد في أوقات الحريق، حتى لا نتورط فيها وندخلها.

نريد من مراقبي البلديات أثناء التفتيش الميداني أن يبلغوا عن عدادات الكهرباء المكشوفة المطلة على الشوارع، والمعلقة بطريقة فوضوية وغير منظمة في الأحياء الشعبية، وعن أغطيتها المفتوحة.

أما كبائن الكهرباء الموجودة بشكل مخيف، بالله عليكم أليس بمقدور الأمانة التنسيق مع شركات الكهرباء لصيانة هذه الكبائن، ووضعها بطريقة حضارية وآمنة، حتى لا تصيبنا بالضرر حينما تتجمع مياه الأمطار في الطرقات.

نحن نؤمن يا مسؤولي البلديات، أن بلادنا مشمسة ومشرقة، ومياه الأمطار ستنشف خلال يومين إذا كانت في أماكن مكشوفة، ولكن ما مصير تلك المياه التي تتحول إلى مستنقعات، وتتجمع فيها الحشرات وتتسبب في انتشار أمراض وبائية، نحن لا نطالب بمشروع لتصريف مياه الأمطار، بل نريد منكم - كرماً - تصميم الشوارع بالمواصفات العالمية التي تسمح بانسيابية المياه بطريقة سلسة.

فلا تتجمع في الحواري والمنحنيات والمنعطفات، نتيجة الحفر وعدم انسيابية الطريق ما بين مرتفع ومنخفض. نريد منكم حينما يتم توزيع براميل النفايات أن توضع بالشكل السليم والحضاري، حتى لا تنسحب مع السيول والأمطار وتتوسط الطريق وتعوق حركة السير.

لوحات الإعلانات على أسطح المنازل، وتلك التي تنتشر على الطرقات، من باب الإحساس بالمسؤولية لو يتم التأكد من صيانتها وسلامتها، حتى نمشي بأمان في الطرقات ولا تسقط بفعل الإهمال.

الناس تريد أن تستمتع بالمطر، ولم يعد السيل يخيف الناس، فحالات الحوادث والكوارث انخفضت بشكل لافت، ليس من المشاريع التي نسمع عنها، بل إن الناس أصبح لديهم قناعة أن لا شيء يحميهم إذا خرجوا، إما أن يسقطوا في حفرة، أو يصعقهم الكهرباء، وربما تلفت سياراتهم من مطبات مفاجئة، أما المشاة، كان الله في عونهم، الخارج من منزله مفقود والعائد بسلامته إلى المنزل مولود.

في ظني، لو أن المسؤولين في البلديات والجهات المعنية اهتمت بجوانب أخرى لها علاقة بضوابط وشروط السلامة في ما يتعلق بالطريق والمشاة، لن ينادي أحد، ولن يسأل إطلاقاً عن مشاريع تصريف مياه الأمطار، فالكوارث الطبيعية لا يمكن التحكم فيها، إنما نستطيع تخفيف الكوارث بمعالجة مشكلاتنا وأن نراعي راحة الناس، وقبل كل شيء يقظة ضميرنا ونحن نعمل.

 

* جمال بنون صحافي وكاتب اقتصادي.

  كلمات مفتاحية

السعودية جدة سيول جدة

ارتفاع ضحايا السيول إلى 7 وفيات بينهم 4 أطفال وتعليق الدراسة في جدة

«العتيبي» ساخرا: من يتحمّل كارثة سيول جدة: «الإمارة + الأمانة أم الإثنين معا»؟!

أمانة مكة تخصص 85 مليون ريال لعمل مشروعات جديدة لتصريف السيول

الحكم بسجن 2 من مسؤولي أمانة جدة في قضية "كارثة سيول جدة"

استئناف محاكمة 17 متهما في "سيول جدة" أحدهم استعان بـ"منجد" لصنع أغطية الصرف

السباحة في جدة .. التعليمات بالداخل