في خطوة منسقة وغير مسبوقة، أعلن كبار مستهلكي النفط عن سحب كميات كبيرة من النفط الخام من الاحتياطيات الاستراتيجية وطرحها لتهدئة أسعار الذهب الأسود في الأسواق.
الخطوة التي جاءت من أكبر 3 مستهلكين للنفط تعد بمثابة تحد لتحالف "أوبك+" (بقيادة السعودية وروسيا) والذي من المرجح أن يقوم برد عنيف، وفقا لوكالة "بلومبرج".
لكن البيت الأبيض أكد في وقت لاحق أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أكد بعد الإعلان عن السحب من الاحتياطات الاستراتيجية استعداده لاتخاذ المزيد من الخطوات؛ إن لزم الأمر لتهدئة أسعار النفط.
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستفرج عن 50 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي في غضون الأشهر القادمة.
وأضاف أن هذه الخطوة تجري بالتنسيق مع تحركات للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي من جانب الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا.
ووفقا للبيان فإن خطوة البيت الأبيض تتضمن خطة لسحب 32 مليون برميل على مدار الشهور القادمة من المخزونات الأمريكية، بالإضافة للإسراع بتنفيذ خطة تم اعتمادها في وقت سابق للإفراج عن 18 مليون برميل أخرى.
كذلك أعلنت الهند أنها ستفرج عن 5 ملايين برميل من احتياطياتها الاستراتيجية، فيما قررت الحكومة اليابانية تنظيم بيع كميات من النفط ستسحب من الاحتياطي الاستراتيجي.
وتعد التطورات جزءا من جهود يقودها الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للإفراج المنسق عن المخزونات، والتي ينظر إليها على أنها تحذير لمنظمة "أوبك" وحلفائها فيما يعرف مجموعة "أوبك+" لضخ المزيد من النفط إلى الأسواق.
ويرى مراقبون أن سحب كبار المستهلكين من المخزون الاستراتيجي لن ينجح في تهدئة أسعار النفط الحالية لا سيما في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الخام مع تعافي الاقتصاديات من تداعيات جائحة "كورونا" بالتزامن مع ضعف الإمدادات من "أوبك+".
وفي غضون ذلك، ارتفعت عقود النفط، وتعافت من خسائرها بعد إعلان السحب من المخزون من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى حيث ارتفع خام برنت أكثر من دولار مسجلا 81.10 دولار للبرميل، كما ارتفعت عقود الخام الأمريكي دولارا إلى 77.76 دولار للبرميل.