مليشيات شيعية تهجر الأكراد بالقوة من بغداد إلى كردستان العراق

الاثنين 30 نوفمبر 2015 04:11 ص

دفعت حدة التوتر الأخير الذي نشب بين مقاتلين أكراد في قوات البشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) ومليشيا الحشد الشعبي الشيعية (الموالية للحكومة) على خلفية تحرير بلدة سنجار العراقية من سيطرة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى قيام مجموعات مسلحة تنتمي للعصائب بتهجير العائلات الكردية عنوة من منازلها ومطالبتها بمغادرة العاصمة بغداد نحو إقليم كردستان.

ويستعد «أبو سالار» الملقب بـ «الكردي» بين أصدقائه وجيرانه داخل بغداد هو أحد المهجرين، للرحيل باتجاه مدينة أربيل عاصمة الإقليم، عقب إجباره على ترك بيته بالقوة بعد تلقيه تهديدا بالقتل إذا لم يغادر حي الجهاد غربي بغداد خلال مدة أقصاها 70 ساعة، دون أن تسمح له المليشيات بإخراج الأثاث، والمقتنيات المنزلية.

وقال لصحيفة القدس العربي إنه «بعد طرده تم الاستيلاء على منزله بمافيه، ونهبت جميع ممتلكاته، وتحدث أيضا عن ازدياد عمليات التهجير القسري للكرد خلال 24 ساعة الماضية في بغداد وحدها، وخاصة المناطق والأحياء الشيعية التي يتواجد فيها الأكراد بكثرة».

وأضاف: «بدأ الأكراد في تلك الأحياء النزوح عنها بالفعل؛ وذلك مخافة من أي ردة فعل تقوم بها المليشيات تجاههم انتقاما منهم بعد طرد قوات الحماية الكردية كافة مليشيات الحشد من سنجار غرب محافظة نينوى وإحكام السيطرة عليها بشكل تام».

أما «أبو نشوان» البالغ من العمر 56 عاما، هو موطن كردي أيضا يسكن بغداد منذ عام 1970، كان يعمل في مجال بيع قطع غيار السيارات، لكنه وصل مؤخرا إلى كردستان، يقول إن الخلاف الذي حصل بين الكرد والمليشيات كان له أثر سلبي انعكس على عشرات الأكراد الذين تعايشوا مع العرب الشيعة والسنة منذ مئات السنين، بالنسبة لكردي مثلي لم تدع المليشيات طريقة إلاّ واستخدمتها ضدي لتهجيري والاستيلاء على بيتي، وتعرضت للتهديد والإهانة والشتائم؛ فضلا عن إلقاء قنابل يدوية لكن دون جدوى، فهم لم يفلحوا في ترحيلي».

ويضيف أن «تلك العصابات ابتكرت طريقة للخلاص مني وتهجيري عنوة من بغداد دون أن أفكر بالعودة، فكانت المفاجاة الصادمة قتل نجلي الشاب نشوان البالغ من العمر 29سنة، والذي اغتيل ببضع رصاصات وهو في طريقه لجامعته أمام بيته وأنظار المارة على يد مجموعة مليشاوية كانت تلك الرصاصات كافية بإنهاء حياته وتدمير أسرة كاملة».

ويتابع «أبو نشوان»: بعد التحقيق والمتابعة توصلنا إلى نتيجة مفادها أن مليشيا العصائب إحدى فصائل الحشد الشعبي هي التي تقف وراء اغتياله واغتيال شبان آخرين بنفس الأسلوب لإفراغ بغداد من سكان القومية الكردية.

ومن جانبه، يقول الشاب «مصطفى»: «على الرغم من التهدئة التي حصلت بين الطرف الكردي من جهة وأطراف مسؤولة داخل صفوف المليشيات، لم يعد باستطاعة غالبية الأكراد التوجه إلى بغداد والبصرة وذلك بسبب تنبيهات تصلنا بعدم الذهاب لأننا مهددون بالقتل والاختطاف من قبل مليشيات العصائب»، وبحسب ماقاله فإن الطريق الرابط بين الإقليم والمناطق الأخرى باتجاه بغداد باتت خاضعة لسيطرة الحشد الشيعي.

وتتبع ميليشيات الحشد الشعبي سياسات مشابهة في جميع المدن السنية بعد استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية»؛ كما حصل في مدن جرف الصخر وتكريت وغيرهما؛ وتتركز تلك الممارسات على حرق وتدمير الممتلكات العامة والخاصة؛ وتفجير للمساجد والمنازل والمحلات التجارية وحرق للمزارع.

  كلمات مفتاحية

العراق الحشد الشعبي كردستان

سكان شمال العراق يطالبون «حزب العمال الكردستاني» بمغادرة مناطقهم

اتهام الأكراد بتهجير أهالي بلدة «صرين» العربية في ريف حلب

مخاطر الإبادة والتهجير في غرب العراق

القوات الكردية تواصل تهجير العرب في «ريف الحسكة» بحجة «محاربة التطرف»

شمال العراق: تهجير وتطويق واعتقال العرب ومنعهم من العودة لمنازلهم واحتلال الأكراد لها

العراق يحتج لعبور نصف مليون إيراني بدون تأشيرات.. وطهران تنفي تعمد الأمر

العاهل السعودي يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق

«ورقة الأكراد» .. عبوة لتفخيخ أي حل في سوريا

مسؤول كردي: «تسونامي» اقتصادي يقوض الحرب على «الدولة الإسلامية» في العراق

رسائل هاتفية تطالب الأكراد بالرحيل عن بغداد وتهددهم «بما لا يحمد عقباه»

تقرير بريطاني: دولة الميليشيات القادمة في العراق