إجراءات أمنية مشددة في باريس واعتقال العشرات قبيل قمة المناخ

الاثنين 30 نوفمبر 2015 08:11 ص

تنطلق اليوم الإثنين قمة المناخ في العاصمة الفرنسية باريس، في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضتها هجمات باريس، حيث تشهد أكبر قمة للمناخ في تاريخ «الأمم المتحدة» مشاركة نحو 150 رئيس دولة وحكومة، وستناقش جملة من القضايا، وستتوج بالتوقيع على اتفاق جديد للحد من انبعاث الكربون.

ويأتي انعقاد القمة بعد يوم من احتجاجات دفعت سلطات الأمن إلى اعتقال العشرات، وتجري القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في ظل حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا منذ هجمات باريس التي أودت بحياة 130 شخصا في وقت سابق هذا الشهر.

وسيتم نشر نحو 2800 من عناصر الشرطة والجيش لتأمين موقع المؤتمر في ضاحية لوبورجيه، كما سيتم نشر 6300 آخرين في أرجاء باريس.

ولجأت الشرطة الفرنسية إلى استخدام الغاز المسيل للمدوع أمس الأحد لتفريق نشطاء البيئة الذين تحدوا قرار منع المظاهرات في باريس وخرجوا للاحتجاج على ما وصفوه بالسقف المنخفض للنتائج المتوقعة للقمة.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي «برنارد كازنوف» أن عناصر الشرطة اعتقلت 208 أشخاص، بينهم 174 تم توقيفهم احتياطيا بعد المظاهرة المنظمة بساحة الجمهورية التي باتت قبلة للتعبير عن التضامن مع ضحايا هجمات باريس.

وقال «كازنوف» إن ما قام به بعض المتظاهرين من أعمال عنف ينبغي التنديد به بأكبر قدر من الحزم، مؤكدا أنه لا يجوز الخلط بين متظاهرين ذوي نية حسنة ومجموعات ارتكبت أعمال عنف مرفوضة.

بدوره وصف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند تلك المظاهرات بالمخزية، واتهم المحتجين الذين يمارسون العنف بعدم احترام ذكرى الضحايا.

وبموجب قانون الطوارئ وضعت الشرطة 26 من الناشطين البيئيين قيد الإقامة الجبرية في منازلهم قبيل المؤتمر، وبررت ذلك بأنها تشتبه في احتمال تخطيطهم لمظاهرات عنيفة.

وشهدت العديد من العواصم أمس خروج أكثر من 570 ألف شخص في 2300 مظاهرة دفاعا عن المناخ، وفق تقديرات أعلنتها منظمة «أفاز» غير الحكومية، إحدى الجهات المنظمة لقمة باريس.

ويهدف الاتفاق الذي ستخرج به قمة باريس إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بمعدل درجتين مئويتين أو أقل فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وذلك عن طريق الحد من انبعاثات الكربون التي يعزى إليها التغير المناخي.

وثمة كثير من العوائق أمام الحاضرين في باريس، من بينها تمويل الدول المعرضة لتأثيرات التغير المناخي، ومراقبة خفض انبعاثات الغاز، والوضع القانوني للاتفاق الجديد.

وفشلت المحاولة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق عالمي أثناء قمة كوبنهاغن عام 2009، بسبب خلافات بين الدول الفقيرة والغنية.

ومن المقرر أن يقف المشاركون في مستهل فعاليات المؤتمر دقيقة صمت على أرواح ضحايا هجمات باريس التي وقعت بشكل متزامن يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني وأسفرت عن مقتل 130 شخصا.

وفي حال فشل القمة، يتوقع خبراء المناخ تفاقم الظواهر المناخية التي نشهدها حاليا كذوبان جبال الجليد وانقراض بعض الحيوانات وتكثف التقلبات المناخية العنيفة.

كما يرى العديد من المحللين أن قمة المناخ العالمية سيكون لها تأثير حاسم ليس على مستقبل الجهود الدولية للتصدي للتغير المناخي ومكافحة الإرهاب، بل ومستقبل العلاقات الروسية-التركية، وذلك بعد أن أعلن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» عن نيته الاجتماع بنظيره الروسي «فلاديمير بوتين» على هامش فعاليات المؤتمر.

وأكد الكرملين أنه تلقى طلبا من الجانب التركي بعقد لقاء ثنائي بين «بوتين» و«أردوغان»، وذكر أنه تم إبلاغ الرئيس الروسي بهذا الطلب.

ولم تعلن موسكو قرارا نهائيا بقبول الطلب التركي أو رفضه، وسبق للكرملين أن ربط تفادي «بوتين» لعقد أي اتصالات بـ«أردوغان»، بعدم استعداد الجانب التركي لتقديم اعتذار رسمي بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية.

وحسبما أعلنته الدائرة الصحفية للكرملين، سيعقد «بوتين» 3 أو 4  لقاءات مع نظرائه على هامش المؤتمر، ومنها المحادثات المخطط لها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» والرئيسة الكورية الجنوبية «بارك كون هيه».

كما من المقرر أن يلتقي «بوتين» رئيس بيرو «أويانتا هومالا» للتوقيع على بيان مشترك حول إطلاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

كما من المحتمل عقد لقاء ثنائي بين «بوتين» والمستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، ولم يستبعد الكرملين أن يلتقي «بوتين» مع نظيره الأمريكي «باراك أوباما» على الرغم من أن مثل هذا اللقاء ليس مدرجا على جدول أعمال الزعيمين، لكن ما سبق عقده من القمم الدولية يظهر أن الرئيسين الروسي والأمريكي لا يفشلان أبدا في الاستفادة من الفرص السانحة لبحث القضايا الملحة على الساحة الدولية وفي العلاقات الثنائية.

  كلمات مفتاحية

فرنسا باريس المناخ روسيا تركيا فلاديمير بوتين فرنسوا أولاند

فرنسا تدعو إلى «إسلام مستنير» في مواجهة آراء «الدولة الإسلامية»

ما بعد هجمات باريس ليس كما قبلها

الأنظمة الأمنية حين تستشهد بباريس

الإرهاب في باريس يكرّس معادلة «لا داعش ولا الأسد»

مواجهة التغير المناخي بضريبة الكربون

السعودية: اتفاق تغير المناخ سيحمل منتجي النفط التزامات هائلة

دول مجموعة العشرين تتعهد بزيادة النمو والشفافية والتصدي للتغير المناخي

انطلاق أكبر قمة للمناخ في باريس بمشاركة أكثر من 150 دولة

«تميم بن حمد» يلتقي ولي عهد البحرين على هامش قمة المناخ بباريس

أمير قطر يلتقي وزير البترول السعودي على هامش قمة المناخ في باريس

سوريا واليمن وليبيا.. عامل واحد يربط هذه الدول الفاشلة ليس الدين

المصادقة على اتفاق عالمي جديد للحد من الاحتباس الحراري في قمة المناخ