مؤتمر المعارضين السعوديين في بيروت.. رسالتان من حزب الله للداخل والخارج

الخميس 13 يناير 2022 03:17 م

ما هي الرسالة التي أراد حزب الله اللبناني إرسالها من خلال رعايته مؤتمر المعارضين السعوديين في بيروت، لاسيما في ظل موقف لبناني رسمي يرفض المواقف المعادية للمملكة؟ وما هي دلالة توقيت المؤتمر؟

تصدرت إجابة السؤالين اهتمامات مراقبي الشأن اللبناني خلال الساعات الماضية، وتحديدا بعد إتمام "حزب الله" تنظيمه، الأربعاء، لفعالية المعارضين سعوديين في معقله بضاحية بيروت الجنوبية، في ذكرى إعدام رجل الدين الشيعي السعودي "نمر باقر النمر"، تحت عنوان "لقاء المعارضة في الجزيرة العربية".

وفي خطاب ألقاه خلال المؤتمر، دعا رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله "هاشم صفي الدين" إلى توقف السعودية "عن التنمر وأن تكف أذاها ويدها" عن لبنان ووقف التدخلات في شؤونه، فيما أعلن المعارض السعودي المقيم في بيروت "علي هاشم" بوضوح أن هدف المشاركين في المؤتمر هو "إسقاط النظام السعودي".

وحضر المؤتمر شخصيات معارضة سعودية، وأعضاء من جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، وكان الهدف المفترض من التجمع هو إحياء ذكرى "النمر"، الذي أعدمته السعودية في يناير/كانون الثاني 2016 ضمن عملية إعدام جماعية شملت 46 شخصا آخر ممن اتهمتهم في قضايا تتعلق بالإرهاب.

ويرى المحلل السياسي اللبناني "أسعد بشارة" أن لبنان يشهد فصلا جديدا من فصول تدمير علاقاته مع السعودية وباقي دول الخليج، وتأكيد آخر على تبعيته لإيران، وفقا لما أورده موقع قناة "الحرة" الأمريكية.

وأضاف أن "حزب الله يريد إيصال رسالة إيرانية على هامش مفاوضات فيينا (حول برنامج طهران النووي)، مفادها أن لبنان وغيره أوراق ضغط بيد طهران".

وشدد "بشارة" على أن "الحزب يثبت دائما بأن الشأن اللبناني لا يعنيه، وتنظيم مؤتمر معارض للسعودية خير دليل على ذلك، فكل ما يريده هو تحقيق مشروعه الخاص".

وعن أثر تنظيم الحزب للمؤتمر على العلاقة مع الحكومة اللبنانية، قال: "الحكومة اللبنانية ورئيسها لا يملكان أي قرار فيما يجري بلبنان، حيث أن السلطة التنفيذية معطلة بأمر من حزب الله، والأمور باقية على هذا الحال".

وفي السياق، يرى المحلل السياسي والاستراتيجي السعودي "محمد الحربي" أن هذا المؤتمر "خطوة أخرى تثبت أن حزب الله يتغاضى عن الحقيقة والواقع اللبناني الصعب، لأنه قوة ظلامية تسيطر على منطق الدولة ومفاصلها، حيث لا قدرة للحكومة على تغيير شيء" حسب تعبيره.

وأكد "الحربي" على أن "المليشيا اللبنانية لا تعنيها الأوضاع الاقتصادية  الصعبة، حيث لا دواء ولا مياه ولا حتى غذاء".

ويرى الحربي أن "كل ما حصل من أجل مصلحة إيران، حيث يسعى الحزب لجعل بيروت حديقة خلفية لطهران"، منددا بما وصفه "بالقوة الانتهازية التي تتخذ من الشعب اللبنانية رهينة لإيصال الرسائل السياسية".

وحول ما إذا كانت السعودية قد تتخذ موقفا من جراء تنظيم المؤتمر، شدد "الحربي" على أن "المملكة تأخذ الملف اللبناني بمفهوم استراتيجي بعيد مستدام وليس وقتي مرحلي".

وأضاف: "لبنان عانى كثيرا في محطات تاريخية عدة، وحزب الله يتحكم بمفاصل الدولة ولا يوجد حكومة فعلية تدير زمام الأمور".

وفي المقابل، يبرر الصحفي اللبناني "إبراهيم بيرم" انعقاد مثل هذا النوع من المؤتمرات في بيروت بأن "لبنان بلد لجميع الناس، ويضم آراء مختلفة موالية ومعارضة للسعودية".

وأضاف: "منذ القدم، ونرى لبنان دولة للتعايش والتساكن مع جهات داخلية وخارجية متضادة"، مشددا على أنه "لا يمكن أن يكون هناك فريق يشتم إيران بشكل يومي في البلاد، ولا يسمح لمن يعارض السعودية بالتعبير عن رأيه".

وحذر "بيرم" من أن أي محاولة لقمع مثل هذا النوع من المؤتمرات هي "محاولة لطمس هوية لبنان"، مقرا بأن "لدى حزب الله نية بإيصال رسالة ذات بعدين، الأولى للحكومة اللبنانية، والثانية للسعودية".

وأوضح أن "حزب الله يعتبر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تجاوز حدوده بشكل غير مسبوق، بداية في فرضه استقالة جورج قرداحي (وزير الإعلام اللبناني السابق)، والثاني في تعليقه على كلام الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، الأخير".

ويشدد "بيرم" على أنه "ليس لميقاتي الحق بالحديث باسم غالبية اللبنانيين أو حتى باسم الحكومة ولو كان رئيسها".

ويرى "بيرم" أن تنظيم مؤتمر المعارضين السعوديين أو أي مواقف أخرى تصدر عن الحزب لن تؤثر على العلاقة مع الحكومة، مضيفا: "بمعزل عن موقف الحكومة، حزب الله يرد على السعودية بعدما وصلت الأمور إلى المنطقة إلى ما هي عليه، وتحديدا في اليمن".

وكان السفير السعودي في لبنان "وليد بخاري" هاجم حزب الله، الأربعاء، ووصف خياراته السياسية بـ"الفاشلة".

وأضاف "بخاري" في تغريدة أن "القفز على آلام وآمال الشعب اللبناني الشقيق، ما هو إلا تغاض عن الحقيقة الساطعة أمام أعين اللبنانيين أنفسهم وإنكار مقصود لحقيقة سببها لوثة استعلاء حزب الله الإرهابي على منطق الدولة وفشل خياراته السياسية".

والخميس، اتهمت السعودية حزب الله بانتهاج "سلوك عسكري إقليمي يُهدد الأمن القومي العربي"، بعد نحو أسبوعين على اتهام الرياض الحزب بإرسال خبراء لمساعدة الحوثيين على إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة تجاه المملكة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية حزب الله بيروت

السعودية ترحب بإعلان أستراليا تصنيف حزب الله بالكامل منظمة إرهابية

وزير الداخلية اللبناني يتوعد منظمي فعالية للمعارضة البحرينية في بيروت