مجددا.. شيخ الأزهر يرفض تكفير منتسبي تنظيم «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 2 ديسمبر 2015 07:12 ص

رفض شيخ الأزهر د.«أحمد الطيب»، مجددا، تكفير منتسبي تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال «الطيب» خلال لقائه، مساء أمس، بطلاب جامعة القاهرة إنه «لكي تكفر شخصا يجب أن يخرج من الإيمان، وينكر الإيمان بالملائكة، وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به».

وتساءل «الطيب»: «ما حكم شخص يؤمن بتلك الأمور، ويرتكب إحدى الكبائر، هل يصبح كافرا؟» مضيفا: «هناك مذاهب تقول إن مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، بل هو مؤمن عاص، فلو أنه مات وهو مصرٌّ على كبيرته لا تستطيع أن تحكم عليه أنه من أهل النار، فأمره مفوض لربه».

وتابع الطيب قائلا: «أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب، وعن داعش وأخواتها، وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة، والظروف التي ولدت فيها، وكيف أنها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر، وكيف أنها صُنعت صنعاً لحاجة في نفس يعقوب، ومعنى في بطن الشاعر، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس متخفيا، وأصبحت هذه التنظيمات ألعوبة في يد من يحركها ويصنعها، وتقوم بتجنيد الشباب مستغلة عدم معرفته بأمور دينه الصحيح».

واستشهد شيخ الأزهر بالآية الكريمة: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، مشددا أن: «الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكب كل الفظائع».

وأضاف: «لا أستطيع أن أكفر التنظيم، ولكن أحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش تؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون دمه حلالا، فأنا إن كفرتهم أقع فيما ألوم عليه الآن».

شيخ الأزهر أضاف أن «البتر المتعمد بين التراث والمعاصرة، كان سبباً في خلق أجيال حديثة تنتمي إلى تغيرات الزمان وتبدلات المكان بأعمق مما تنتمي إلى فلسفة المبدأ»، مطالباً الشباب أن يدركوا الحدود الفاصلة بين العقل المستضيء بنور الوحي الإلهي ونصوصه الصحيحة الثابتة، والعقل الجامح الذي يدمر في طريقه كل شيء.

وأشار إلى أن الأزهر يلعب دورا في ترسيخ المفاهيم الصحيحة للدين والشريعة في عقول الناشئة لحمايتهم من استقطاب الفكر المنحرف ودعوات الغلو والتطرف والقتل وحمل السلاح في وجه الآمنين والمسالمين.

يذكر أن الأزهر الشريف كان قد أصدر بيانا في ديسمبر/كانون الأول 2014 رفض فيه تكفير «الدولة الإسلامية، وأوضح أنه لا يستطيع أحد أن يحكم على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيآته، بل من المقرر فى أصول العقيدة الإسلامية أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية والنبوة، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام.

 

  كلمات مفتاحية

شيخ الأزهر الدولة الإسلامية داعش التكفير الطيب الإفساد في الأرض مصر الإرهاب

عضو بـ«المناصحة»: الجهاد أصبح مدخلا إلى التكفير عند أصحاب «الفكر الضال»

إعلامي مصري يصف معاهد إعداد الدعاة الممولة من السعودية بـ«مراكز الفتنة والتكفير»

مفتي السعودية يدعو الشباب للتنافس في الإبلاغ عن الجماعات «التفجيرية التكفيرية»

محكمة مصرية تؤيد غلق آلاف المساجد الصغيرة بدعوي مواجهة «الفكر الشيطاني التكفيري»

شيخ الأزهر: «داعش» صنيعة استعمارية

«أحمد الطيب»: الإعلاميون المهاجمون لـ«الأزهر» يريدون النيل من «ثوابت الإسلام»