السعودية ترفض طلبا إماراتيا بإرسال «مرتزقة» من كولومبيا إلى اليمن

الأربعاء 2 ديسمبر 2015 12:12 ص

رفضت السعودية، طلبا إماراتيا، بإدخال قوات مرتزقة من كولومبيا ودول أمريكا الجنوبية، إلى عدن.

وقال مصدر يمني مطلع، تحدث إلى موقع «عربي 21»، إن السعودية رفضت خلال الأيام الماضية العرض الإماراتي، بعد محاولات سابقة لمنع تواجد القوات السودانية في عدن للانفراد بالوضع العسكري والأمني فيها.

وأضاف: «السعودية قررت وبشكل حاسم الاتفاق مع السلطات السودانية لتعزيز عدن بقوات سودانية وسعودية»، مشيرا إلى أن «الرياض أصبحت تعتمد على القوات السودانية أكثر من الإماراتية في المدينة».

ولم يوضح المصدر، طبيعة الخلاف «السعودي- الإماراتي» حول استقدام الإمارات لقوات كولومبية، وقوات من أمريكا اللاتينية، ودوافع رفض السعودية لذلك، لكنه أكد أن الأيام القادمة سوف تشهد وصول دفعات جديدة من القوات السودانية إلى مدينة عدن.

وكان مصدر في الجيش اليمني، قال إن قوات من الجيش السوداني المتواجدة في قاعدة العند وصلت إلى منطقة الشريجة بين لحج وتعز، للمشاركة في المعارك الدائرة هناك بين المقاومة والجيش الوطني من جهة، والحوثيين ومليشيا الرئيس السابق «علي عبد الله صالح» من جهة ثانية.

وأضاف المصدر أن التعزيزات الجديدة من القوة السودانية تأتي في إطار تعزيز جبهة الشريجة ومحاولة لفتح جبهة الراهدة للتقدم نحو تعز، بعد تعذر ذلك خلال الأيام الماضية رغم الإعلان عن بدء معركة تحرير تعز قبل أكثر من أسبوع. 

وكانت صحيفة «القدس العربي» ذكرت في تقرير أن القوات الإماراتية المُشاركة في التحالف العربي ضد مليشيا الحوثي وأنصار «صالح» في اليمن قد انسحبت من معركة تحرير مدينة تعز، في مقابل تعزيز وجودها في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» وحكومته.

وقالت الصحيفة إن سبب انسحاب الإمارات من معركة تعز هو «العداء المستفحل عند أبو ظبي لجماعة الإخوان المسلمين، متمثلة في حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي تعد مدينة تعز معقلا مهما من معاقله».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن قيام دولة الإمارات، بإرسال مئات المرتزقة الكولومبيين «سرا» للقتال في اليمن بدلا من قواتها.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، إن هذه أول عملية نشر لهذا الجيش الأجنبي من المرتزقة والذي قامت الإمارات ببنائه في الصحراء على مدى السنوات الـ 5 الماضية، وفقا لأشخاص شاركوا سابقا في هذا المشروع.

وأضافت أن ذلك البرنامج تولت إدارته شركة خاصة مرتبطة بـ«إيريك برينس»، مؤسس شركة «بلاك ووتر» العالمية، لكن الأشخاص الذين شاركوا في هذا المشروع قالوا إن دورهم انتهى منذ عدة سنوات، وأن الجيش الإماراتي يديره منذ ذلك الحين.

ورأت الصحيفة أن وصول 450 جنديا من أمريكا اللاتينية – من بينهم أيضا جنود من بنما والسلفادور وتشيلي – يساهم في زيادة الفوضى في اليمن التي يوجد بها جيوش حكوميه وقبائل مسلحة وشبكات إرهابية وميليشيات يمنية.

ونقلت الصحيفة عن «شين ماكفيت»، الزميل الباحث في المعهد الأطلنطي ومؤلف كتاب «المرتزقة الجدد» قوله: «يعتبر المرتزقة خيارا جذابا للدول الغنية التي ترغب بشن حروب وفي الوقت نفسه لا يظهر مواطنوها اهتماما بالقتال».

وأوضحت الصحيفة أن القوات الكولومبية الموجودة الآن في اليمن، تم انتقائها من لواء مكون من نحو 1800 جندي أمريكي لاتيني يتدربون في قاعدة عسكرية إماراتية، وتم إيقاظهم في منتصف الليل لنشرهم في اليمن الشهر الماضي، مشيرة إلى أن من تركوا في القاعدة يتم تدريبهم على استخدام قاذفات القنابل والمدرعات.

وبينت أن مسؤولين إماراتيين حرصوا على تجنيد قوات كولومبية، بشكل خاص لأنهم يعتبرون الكولومبيين أصحاب خبرة أكبر في حرب العصابات.

وبالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير للأمم المتحدة مؤخرا أن نحو 400 جندي إريتري ربما تم دمجهم مع الجنود الإماراتيين في اليمن، مما يعتبر انتهاك لقرار الأمم المتحدة بتقييد الأنشطة العسكرية الإريترية.

ولفتت الصحيفة إلى أن وجود مرتزقة من أمريكا اللاتينية هو سر رسمي في دولة الإمارات، وأن حكومتها لم تصرح علنا بنشرهم في اليمن، مؤكدة أن يوسف العتيبة السفير الإماراتي في واشنطن رفض التعليق على هذا الأمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن اعتماد الإمارات على مرتزقة من أمريكا اللاتينية يقدم صورة عن الاستراتيجيات العسكرية الحازمة التي تبنتها دول الخليج في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالنزاعات التي شهدتها المنطقة العربية، فقد شاركت السعودية والإمارات وقطر في نزاعات في محاولة منها لوقف موجة الفوضى التي نتجت عن الربيع العربي منذ نهاية عام 2010.

وبينت الصحيفة أن وجود المرتزقة من أمريكا اللاتينية يعتبر وبحسب وثائق ومسؤولين أمريكيين وأشخاص يعرفون بطبيعة عمل هذه القوات للقيام بمهام خاصة ومحلية مثل حماية خطوط النفط وحراسة المنشآت الحساسة وربما لمواجهة أحداث الشغب في المعسكرات التي يقيم فيها العمال الأجانب في الإمارات.

وتشهد اليمن، أزمة كبيرة عقب الانقلاب الذي قام به جماعة الحوثي في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، بالتعاون مع الرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح»، ما دفع السعودية لقيادة تحالف يضم عددا من الدول، لاستعادة الشرعية في اليمن.

 

  كلمات مفتاحية

الإمارات السعودية اليمن السودان الجنود المرتزقة كولومبيا

«نيويورك تايمز»: الإمارات ترسل مرتزقة كولومبيين «سرا» للقتال في اليمن

الإمارات تستعين بجيش من «المرتزقة» لدعم أجهزتها الأمنية

لماذا تستعين الإمارات والسعودية بـ«مرتزقة» من كولومبيا للقتال في اليمن؟

محافظ شبوة: الحوثيون يستعينون بمرتزقة أفارقة للقتال في صفوفهم

الإمارات تشيد بجيشها .. إلا أنها لا تثق بقدراته وتستعين بالمرتزقة لحفظ أمنها

المخابرات الألمانية تحذر من اتجاه السياسة السعودية إلى «الاندفاع»

مقتل 6 مرتزقة من كولومبيا وقائدهم الأسترالي في معارك ضد الحوثيين بتعز

موقع بريطاني: «مرتزقة» الإمارات يعمقون «الانقسامات» مع السعودية

«كاونتر بانش»: الإمارات تتجه لمنح الجنسية لـ«مرتزقة» يقاتلون في صفوفها باليمن

مصادر تؤكد أن الإمارات ترسل جنودا كولومبيين للقتال في اليمن

لماذا تجند الإمارات مرتزقة كولومبيين للحرب في اليمن؟

«محمد بن زايد»: الملك «سلمان» البوصلة التي تجمع العرب على كلمة واحدة

«بروكنغز»: الخلاف حول «تجمع الإصلاح» يهدد بتقويض التحالف السعودي في اليمن

«محمد بن زايد» يستقبل «بن سلمان» في أبوظبي ويبحثان العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة