المخابرات الألمانية تحذر من اتجاه السياسة السعودية إلى «الاندفاع»

الخميس 3 ديسمبر 2015 07:12 ص

حذرت المخابرات الألمانية من جنوح السياسة الخارجية السعودية إلى «الاندفاع»، بينما يسعى ولي ولي العهد، الأمير «محمد بن سلمان»، إلى «فرض نفسه في هرم السلطة».

جاء ذلك في التقرير السنوي لجهاز المخابرات الألمانية، والذي قال إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، «بدأت تفقد ثقتها في الولايات المتحدة، باعتبارها ضامنة للاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما جعلها تبدو مستعدة للمخاطرة في تنافسها مع إيران في المنطقة».

ويتولى الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد، مناصب، وزير الدفاع، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حيث يجمع الأمير الشاب العديد من السلطات منذ أن تولى والده الحكم، ووضعه وليا لولي العهد، وقدمه على العشرات من أبناء عمومته.

ويشير خبراء المخابرات الألمانية بشكل نقدي خاص إلى دور «محمد بن سلمان»، حيث أن تركيز سلطات السياسة الخارجية والاقتصادية بيد ولي ولي العهد «يحمل بين طياته الكثير من المخاطر، ويكون مثيرا خصوصا إذا حاول الأخير تثبيت أقدامه كولي للعهد في ظل ولاية والده، فبإجراءات مكلفة أو إصلاحات باهضة الثمن سيثير غضب بقية أفراد العائلة الملكية الحاكمة وفئات واسعة من الشعب»، بحسب التقرير.

ومنذ تولي الملك «سلمان بن عبد العزيز» الحكم في السعودية، أنشأت الرياض تحالفا عسكريا عربيا في اليمن لتمكين الحكومة الشرعية والتصدي للميليشات الحوثية التي انقلبت على الحكم وكذلك للحد من نفوذ إيران، التي تدعم الحوثيين.

وترى السعودية أن إيران «دولة عدائية توسعية»، وتتهم الحركات الموالية لها مثل «حزب الله» في لبنان والمليشيا الشيعية في العراق، بتأجيج التوتر الطائفي والاضطرابات في المنطقة.

وأشارت المخابرات الألمانية إلى سعي الدولتين الغريمتين إلى توجيه الأحداث في لبنان والبحرين والعراق، منبهة إلى «استعداد الرياض المتزايد للتحرك عسكريا وسياسيا لضمان عدم فقدانها النفوذ في المنطقة»، بحسب قولها.

وجاء في التقرير أن «الدبلوماسية الحذرة التي دأب عليها القادة السابقون في العائلة المالكة بدأت تترك مكانها لسياسة الاندفاع والتدخل»، وذكر أن السعودية لا تزال متمسكة بضرورة رحيل رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، بحسب وكالة «فرانس برس».

وتنفي إيران، الحليف الأساسي لنظام «بشار الأسد»، أي نزعة توسعية لها، وتتهم السعودية بإثارة الاضطرابات في المنطقة، من خلال دعمها للمعارضة السورية، وتدخلها في اليمن.

ونبه التقرير إلى المخاطر التي تنشأ عن استحواذ الأمير، «محمد بن سلمان»، على العديد من السلطات، الذي قد ينشغل بجهود الوصول إلى الحكم.

وأضاف التقرير «أن الأمير قد يثير غضب أفراد العائلة الحاكمة الآخرين، والشعب السعودي بالإصلاحات التي قوم بها، ويفسد علاقات بلاده مع الدول الصديقة والحليفة في المنطقة».

وتواجه السعودية عجزا في الميزانية، يقدره الاقتصاديون بمبلغ 120 مليار دولار أو أكثر، هذا العام، بسبب تراجع أسعار النفط.

  كلمات مفتاحية

النفط السعودية المخابرات الألمانية الاندفاع محمد بن سلمان

إعلامي مصري لمستشار السفارة السعودية في لندن: أنت «مزور» ولا تعبر عن المملكة

لماذا تخطط السعودية لتشييد أطول ناطحة سحاب في العالم في ظل انخفاض أسعار النفط؟

عبر العاصفة.. كيف ستتفادى السعودية انهيار الاقتصاد النفطي؟

السعودية ترفض طلبا إماراتيا بإرسال «مرتزقة» من كولومبيا إلى اليمن

«رأي اليوم»: الحرب على الحدود السعودية أخطر من نظيرتها داخل اليمن

«فورين بوليسي» تختار «محمد بن سلمان» ضمن قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم

ألمانيا تتودد إلى السعودية إثر تقييم لجهاز استخباراتها أغضب المملكة

«محمد بن سلمان» يرأس اجتماعا جديدا لمجلس الشؤون الاقتصادية

ثلاثة ملامح رئيسة للسياسة الخارجية السعودية