ألمانيا تتودد إلى السعودية إثر تقييم لجهاز استخباراتها أغضب المملكة

الجمعة 4 ديسمبر 2015 10:12 ص

توددت الحكومة الألمانية إلى السعودية عقب تقييم لجهاز استخباراتها الخارجي أغضب المملكة، وأكدت برلين أن التقييم لا يعكس موقفها، معتبرة أن السعودية «شريكا مهما» لها.

وكانت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية انتقدت السعودية في تقييم تم الكشف علنا عن محتوياته إلى وسائل الإعلام، على نحو غير معتاد؛ إذ وصف السياسة الخارجية لهذا البلد الخليجي بأنها تجنح إلى «الاندفاع».

لكن حكومة برلين أصدرت بيانا حاولت فيه التخفيف من وقع التقييم على العلاقات مع السعودية؛ حيث أكدت أن تقييم الاستخبارات الخارجية «لا يعكس موقفها»، حسب هيئة الإذاعة الألمانية «دويتشه فيله».

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، في البيان، إن السعودية «لا تزال شريكا مهما لألمانيا في عالم به الكثير من الأزمات».

واعتبر أن «أي طرف يبحث عن حل إقليمي سيحتاج إلى علاقات بناءة مع السعوديين».

وكان دبلوماسي بوزارة الخارجية الألمانية أكثر صراحة؛ حيث أكد أن « دائرة الاستخبارات الاتحادية لا تتحدث بالتأكيد باسم السياسة الخارجية الألمانية».

وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «من المفترض أن تزود دائرة الاستخبارات الاتحادية الحكومة بمعلومات وتحليلات ذكية»، لافتا إلى أن السعودية «لها دور مهم في الجهود الدولية لايجاد حل سياسي في سوريا».

وذكر أن السعودية انزعجت من تقرير الاستخبارات الألمانية، قائلا: «بالطبع شئ من هذا القبيل يجلب رد فعل. نحن نتواصل مع الحكومة السعودية على مختلف المستويات».

وجاء رد الفعل الحكومي في ألمانيا بعد تقارير عن اعتراض سعودي على تقييم دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية.

وأفادت صحيفة «فراكفورته راندشو» في عددها، اليوم الجمعة، بأن السعودية منزعجة من التقييم الاستخباراتي الألماني الذي صدر تحت عنوان: «السعودية: القوة الإقليمية السنية بين تحوُّل جوهري للسياسة الخارجية وإصلاح السياسات الداخلية».

مضمون التقرير

وكان التقييم تناول التغيرات في السياسة الخارجية السعودية منذ صعود الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى سدة الحكم في يناير/كانون الثاني.

وقال إن السعودية «بدأت تفقد ثقتها في الولايات المتحدة، باعتبارها ضامنة للاستقرار في الشرق الأوسط؛ وهو ما جعلها تبدو مستعدة للمخاطرة في تنافسها مع إيران في المنطقة».

ونظر التقييم بشكل نقدي إلى دور «محمد بن سلمان»، نجل العاهل السعودي، محذرا من المخاطر التي تنشأ عن استحواذ الأمير الشاب على العديد من السلطات.

ويتولى الأمير «محمد بن سلمان» مناصب: ولي ولي العهد، ووزير الدفاع، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حيث يجمع الأمير الشاب العديد من السلطات منذ أن تولى والده الحكم، ووضعه وليا لولي العهد، وقدمه على العشرات من أبناء عمومته.

وأضاف التقييم أن «الأمير الشاب قد يثير غضب أفراد العائلة الحاكمة الآخرين، والشعب السعودي بالإصلاحات التي قوم بها، ويفسد علاقات بلاده مع الدول الصديقة والحليفة في المنطقة».

ومنذ تولي الملك «سلمان» الحكم في السعودية، أنشأت الرياض تحالفا عسكريا عربيا في اليمن لتمكين الحكومة الشرعية والتصدي للميليشات الحوثية التي انقلبت على الحكم وكذلك للحد من نفوذ إيران، التي تدعم الحوثيين.

وترى السعودية أن إيران «دولة عدائية توسعية»، وتتهم الحركات الموالية لها مثل «حزب الله» في لبنان والمليشيا الشيعية في العراق، بتأجيج التوتر الطائفي والاضطرابات في المنطقة.

وأشارت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية في تقييمها إلى سعي الرياض وطهران، الدولتين الغريمتين، نحو توجيه الأحداث في لبنان والبحرين والعراق، منبهة إلى «استعداد الرياض المتزايد للتحرك عسكريا وسياسيا لضمان عدم فقدانها النفوذ في المنطقة».

وجاء في التقييم أن «الدبلوماسية الحذرة التي دأب عليها القادة السابقون في العائلة المالكة بدأت تترك مكانها لسياسة الاندفاع والتدخل»، وذكر أن السعودية لا تزال متمسكة بضرورة رحيل رئيس النظام السوري، «بشار الأسد».

وتنفي إيران، الحليف الأساسي لنظام «بشار الأسد»، أي نزعة توسعية لها، وتتهم السعودية بإثارة الاضطرابات في المنطقة، من خلال دعمها للمعارضة السورية، وتدخلها في اليمن.

  كلمات مفتاحية

ألمانيا السعودية دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية السياسة السعودية محمد بن سلمان

المخابرات الألمانية تحذر من اتجاه السياسة السعودية إلى «الاندفاع»

«فورين بوليسي» تختار «محمد بن سلمان» ضمن قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم

السياسة السعودية في اليمن بين رسائل التصعيد والتهدئة

رياح التغيير في السياسة السعودية

الأيديولوجي والبراغماتي في السياسة السعودية

«شتاينماير»: السعودية لاعب رئيسي في محاربة «الدولة الإسلامية»