منافسة إيرانية إماراتية.. من يهدد هوية رئيس العراق القادم؟

السبت 29 يناير 2022 03:51 م

تشهد الجلسة الثانية للبرلمان العراقي الجديد، المُخصصة لاختيار رئيس الجمهورية في 8 فبراير/شباط المقبل، منافسة إماراتية إيرانية شرسة.

ووفق أعراف النظام السياسي العراقي منذ الغزو الأمريكي عام 2003، فإن الأكراد العراقيين هم من يحتفظون بمنصب رئاسة الجمهورية.

ويهيمن على إقليم كردستان العراق، المتمتع بالحكم الذاتي داخل الدولة العراقية، حزبان كبيران، هما: "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة عائلة "بارزاني"، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة عائلة "طالباني".

ويتقاسم الحزبان الكرديان الحكم داخل إقليم كردستان العراق، كما يتقاسمان المناصب في الحكومة المركزية ببغداد.

وبواسطة اتفاق تم التوصل إليه في عام 2005، مُنح منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني الكردستاني، فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على بعض الحقائب الوزارية الأخرى، منها وزارة المالية، بالإضافة إلى منصب رئاسة إقليم كردستان.

وجرت العادة في السنوات الماضية، بأن يذهب وفد كردي موحد من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى العاصمة العراقية بغداد؛ لعرض اسم المرشح الكردي لمنصب رئيس الجمهورية، والذي تم التوافق عليه من قِبل الحزبين.

لكن هذه المرة كانت الأمور مختلفة، ففي اليومين الماضيين، ذهب وفدان منفصلان للحزبين الكرديين إلى العاصمة العراقية بغداد؛ للحصول على دعم السُّنة والشيعة لمرشحين منفصلين لكل من الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

وطوال السنوات الماضية، حاولت إيران الحفاظ على علاقة متساوية مع كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، لكن في نهاية الأمر، كان الميزان الإيراني يميل في أغلب الأوقات إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي تربطه علاقات جيدة للغاية مع الجمهورية الإسلامية.

لذلك، وبعد زيارة "مسرور بارزاني"، رئيس حكومة إقليم كردستان، لأبوظبي، خشيت إيران من حصول الحزب الديمقراطي الكردستاني على دعم خليجي من شأنه أن يقوي موقف مرشح الحزب "هوشيار زيباري" لتولى منصب رئيس العراق، كما حدث مع القادة السُّنة العراقيين.

ويعد "زيباري" مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لرئاسة العراق، وسبق أن تقلد منصب وزير المالية في حكومة "حيدر العبادي" السابقة (2014-2018)، وسبق أن أُقيل من قِبل البرلمان العراقي فى عام 2016، بتهم فساد مالي.

على الجهة المقابلة، يرفض الاتحاد الوطني الكردستاني محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يسيطر على نصيب الأسد من السلطة في حكومة إقليم كردستان العراق، الانقلاب على اتفاق عام 2005، رافضا ترشيح "زيباري" لمنصب رئيس العراق.

وبدلا من ذلك، يرغب الاتحاد الوطني الكردستاني في تمديد ولاية "برهم صالح"، الرئيس الحالي للعراق الذي تولى منصبه بعد الانتخابات البرلمانية لعام 2018، لفترة ثانية.

بالعودة إلى قلق طهران من سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني على منصب رئيس العراق، بمساعدة خليجية، زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال "إسماعيل قاآني"، خلال الأيام القليلة الماضية، العاصمة العراقية بغداد، والتقى هناك الوفد الكردي الذي يمثل الاتحاد الوطني الكردستاني، المنافس الأكبر للحزب الديمقراطي الكردستاني، سواء داخل إقليم كردستان العراق، أو في الحكومة المركزية ببغداد.

وحسب مصدر كردي تابع للاتحاد الوطني الكردستاني، ومُطَّلع على اجتماع "قاآني" بقادة الحزب، فإن الجنرال الإيراني جاء خصوصاً لتحذير الاتحاد الوطني الكردستاني من محاولات ورغبة الحزب الديمقراطي الكردستاني في السيطرة على رئاسة العراق.

وقال السياسي الكردي: "شدد قاآني على ضرورة عدم السماح للحزب الديمقراطي الكردستاني بالنجاح في مساعيه للحصول على منصب رئيس العراق المقبل، كما أكد لقادة الاتحاد الوطني الكردستاني، أن القيادة العليا في طهران تدعم الاتحاد الوطني الكردستاني وتقف وراء مرشحه، برهم صالح".

يشار إلى أن الإمارات لعبت دوراً مهما، إلى جانب تركيا، في إصلاح الخلافات بين قطبَي السياسة السُّنية العراقية، "محمد الحلبوسي" زعيم تحالف تقدُّم ورئيس البرلمان الحالي، ورجل الأعمال السني "خميس الخنجر"، رئيس تحالف العزم، بعد خلافات واسعة النطاق بينهما، وصلت إلى حد التطاول اللفظي من قِبل "الحلبوسي" على "الخنجر"، قبل الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

لكن على ما يبدو، فإن قادة الاتحاد الوطني الكردستاني غير متفائلين، حيث يقول مسؤول في المكتب السياسي للحزب: "زيباري متهم بالفساد، وتاريخه أمام برهم صالح، يقوّي موقف الرئيس الحالي، لكن في الوقت نفسه، هناك مخاوف داخل الاتحاد الوطني الكردستاني من نجاح زيباري في الفوز بالمنصب؛ لتحالف حزبه مع السُّنة والشيعة".

ويشير الصراع الكردي بين الحزبين المهيمنين على إقليم كردستان العراق، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إلى انقسام كبير داخل "البيت الكردي" العراقي، في وقت يمر "البيت الشيعي" العراقي، بأزمة مشابهة.

هذه الصراعات، سواء داخل المكون الكردي أو المكون الشيعي، تنذر بمزيد من التعقيدات التي ستحيط بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، التي من الممكن أن يتأخر تشكيلها عدة أشهر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

رئاسة العراق برلمان العراق الإمارات إيران الأكراد

رئيس الوزراء العراقي يصل الإمارات لبحث التعاون الثنائي (صور)