السعودية وإيران.. سباق تسلح يقابله توسيع للبرنامج الصاروخي

الأربعاء 2 فبراير 2022 06:44 ص

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على كواليس سجال قائم حاليا بين السعودية وإيران في مجال التسلح، مشيرة إلى أن القدرات العسكرية للسعودية تطورت بشكل هائل مقارنة بإيران، ما قد يجبر الأخيرة على الرد عبر توسيع برنامجها الصاروخي.

وأوضحت المجلة الأمريكية، في تقرير لها، أن السعودية تلقت مؤخرا مساعدة صينية في تطوير برنامج للصواريخ الباليستية، وهو ما تدرك إيران أنه "تطور عسكري يمثل تداعيات وخيمة محتملة على وضعها الدفاعي".

ويلفت التقرير إلى الإنفاق العسكري الكبير للمملكة على الأسلحة، والتي تستوردها بشكل رئيسي من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، ما جعلها أكبر مستورد للأسلحة في جميع أنحاء العالم.

وفي الفترة بين عامي 2016 و2020، بلغت حصة السعودية من واردات الأسلحة العالمية 11% مقارنة بـ0.3% فقط لإيران بين عامي 2015 و2020. وفي تلك الفترة، بلغ الإنفاق العسكري السنوي للمملكة ما بين 4 و 8 مرات ما أنفقته إيران.

لكن ليس حجم الترسانة العسكرية هو ما يجعل السعودية متفوقة على إيران، بحسب التقرير، فمن ناحية الجودة أيضا، يتفوق سلاح الجو السعودي على إيران، التي أصبحت خياراتها لحماية مجالها الجوي مقيدة بشدة بسبب العقوبات "ولا تحلم حتى بالحصول على الطائرات الأمريكية والأوروبية وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة التي أغرقت السعودية".

كما جعلت العقوبات من الصعب للغاية على إيران استيراد أو إنتاج قطع الغيار التي تحتاجها للحفاظ على أسطولها القديم من الطائرات العسكرية.

وبينما تكافح إيران لإبقاء أسطولها من الطائرات، تمكنت السعودية بين عامي 2016 و2020 من العمل بثبات على تعزيز قدراتها الهجومية بعيدة المدى بإدخال 91 طائرة مقاتلة من الولايات المتحدة، و15 من المملكة المتحدة إلى سلاحها الجوي، فضلا عن شراء أنظمة دفاع جوي مضادة للصواريخ الباليستية.

ولذا يرى المحلل العسكري البارز "أنتوني كوردسمان" أن "التوازن الجوي في المنطقة يميل بشكل كبير إلى الولايات المتحدة والدول العربية في الخليج العربي"، التي تتمتع "بميزة حاسمة في جودة وكمية الصواريخ".

ويشير "كوردسمان" إلى القيود الكبيرة التي تمنع إيران من تحديث قواتها البرية والبحرية و"نقاط الضعف الرئيسية التي تفسر تركيز إيران على القوات الصاروخية بسبب افتقارها إلى القوة الجوية الحديثة وصواريخ أرض-جو".

ونوه إلى أن إيران "لم تتمكن من الحصول على واردات كبيرة من المقاتلات الحديثة من الولايات المتحدة وأوروبا منذ سقوط الشاه، وبينما سعت إلى الحصول على طائرات مقاتلة متقدمة وصواريخ أرض- جو من روسيا، فإنها لم تحقق سوى نجاح رمزي، ولم تكن مزاعمها بإنتاج بدائل حتى الآن أكثر من دعاية جوفاء".

ورغم أن برنامج إيران الصاروخي يمكن أن يغير ميزان القوة الجوية لصالح طهران، لكنه لا يوفر لها القدر الكافي من الردع العسكري ضد "القوة الجوية المتفوقة" التي تطوقها من السعودية، حسبما يرى "كوردسمان".

وإزاء ذلك، فمن المرجح، وفق التقرير، أن يؤدي تطوير برنامج الصواريخ الباليستية السعودية، القادر على إغراق إيران بعدد كبير من الصواريخ يتم إطلاقها في وقت قصير، إلى زيادة عزم طهران على توسيع برنامجها الصاروخي ورفض الدعوات الغربية لفرض قيود أو حتى إجراء محادثات بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.

جدير بالذكر أن السعودية حلت في الترتيب الـ20 عالميا والخامس إقليميا في تصنيف "جلوبال فاير باور" لعام 2022، لأقوى جيوش العالم.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران البرنامج الصاروخي جلوبال فاير باور

برعاية عراقية.. ترتيبات لجولة خامسة من المفاوضات بين طهران والرياض

حتى الوصول لنتيجة.. رئيسي يؤكد استعداد إيران لمواصلة المحادثات مع السعودية

البنتاجون: الصاروخ الإيراني الجديد تهديد للأمن القومي بالمنطقة