هل تستطيع قطر إنقاذ أوروبا من شتاء بارد حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا؟

السبت 5 فبراير 2022 06:32 م

اعتبر موقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني أن أي سيناريو للحرب بين أوكرانيا وروسيا سيعرض أمن الطاقة الأوروبي للخطر، وتساءلت هل ستستطيع قطر تزويد أوروبا بالغاز حال وقعت هذه الحرب.

ولا تزال إمدادات الطاقة الحالية في المنطقة غير كافية، حيث تملأ 38% فقط من سعة التخزين في أوروبا، وفقًا لـ "Gas Infrastructure Europe"، لكن النقص مقارنة بفصول الشتاء السابقة يتقلص، وتتراجع الأسعار عن مستويات قياسية.

على هذه الخلفية، دعا الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أمير قطر إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع لبحث تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال بشكل كافٍ.

وفي حديثه إلى جانب الزعيم القطري الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، الإثنين، صنف "بايدن" قطر "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو"، مما وضعها في موقع رفيع بين شركاء الأمن الأمريكيين غير الأعضاء في الناتو.

وهو ما سيكون على ما يبدو وضعًا مستحقًا إذا قامت قطر بمعالجة احتياجات أمن الطاقة في أوروبا في وقت الأزمة.

وكحل قصير الأجل، سيحتاج بعض مشتري الغاز الطبيعي المسال القطري طويل الأجل إلى الاستعداد لتحويل الشحنات إلى أوروبا.

وتفضل الدوحة أن تأتي أي طلبات تحويل مباشرة من الولايات المتحدة إلى المشترين.

وبالمثل، فإن السعي للحصول على دعم قطر للإمدادات المستقبلية، حال تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، يعد خطوة جغرافية اقتصادية رئيسية للتخفيف في أعقاب العدوان الروسي على أوكرانيا.

وقال وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري "سعد الكعبي" لرويترز "لم تجر مناقشات.. هذا لم يحدث".

ووفقًا لتقرير المجلس الأطلسي، تبيع قطر معظم الغاز الطبيعي المسال إلى آسيا بموجب عقود طويلة الأجل مرتبطة بمؤشر نفطي، لذلك هناك سؤال هل ستتواصل قطر مع عملائها الآسيويين بشأن تحويل إمدادات الغاز إلى أوروبا؟ في الوقت الحالي يبدو هذا غير مرجح، ويمكن لمعظم الأوروبيين توقع زيادة محدودة للغاز من الدولة الخليجية.

وأوضح "الكعبي" أنه بالفعل إذا قطعت روسيا إمداداتها إلى أوروبا، فلن تتمكن دولة واحدة من سد الفجوة.

ورغم أزمة الطاقة المتفاقمة في أوروبا، تستعد ألمانيا لفرض عقوبات على روسيا.

في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، ستضطر ألمانيا إلى وقف خط أنابيب نورد ستريم 2، في سياق استراتيجية العقوبات السياسية أو العسكرية للاتحاد الأوروبي.

وسيؤدي هذا السيناريو إلى زيادة حدة أزمة الطاقة في أوروبا. ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي ليس سوى صاحب مصلحة واحدة في مشروع نورد ستريم الذي تم توقيعه خلال فترة رئيس الوزراء الألمانية السابقة "أنجيلا ميركل"، وعلى هذا النحو يمكن لروسيا المساومة مع الأطراف الأخرى لحماية مصالحها.

واعتبر "ميدل إيست مونيتور" أن تكتيكات "بوتين" لتسليح الغاز وأخطاء أوروبا الخرقاء فيما يتعلق بأسعار الطاقة يمكن أن تضر بأمن الطاقة في أوروبا.

وستحتاج الولايات المتحدة وأوروبا إلى إقناع عملاء الغاز الطبيعي المسال القطري بإعادة توجيه بعض الإمدادات إلى أوروبا، حيث تعتمد أي صفقة يتم إبرامها بين الأمير وإدارة "بايدن" على استعداد الدول العميلة لإعادة التوجيه، فضلاً عن توافر الغاز الطبيعي المسال غير المخصص.

في النهاية، سيتعين على الولايات المتحدة تعويض قطر وعملائها.

قد يكون هذا صعبًا ، لكنه ممكن إلى حد ما ، حيث قامت قطر بإعادة توجيه إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال في عام 2011 ، مع إعطاء الأولوية لليابان بعد كارثة تسونامي في ذلك العام.

وقد تكون قادرة على الحفاظ على دفء بعض أجزاء أوروبا إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بحسب الموقع.

المصدر | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر الغاز أوكرانيا روسيا أوروبا

بايدن وماكرون يبحثان التهديد الروسي لأوكرانيا

3 تداعيات للصراع العسكري بين أوكرانيا وروسيا على منطقة الشرق الأوسط

بعد تركيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا.. قطر تنضم لخط الوساطة في الأزمة الأوكرانية