كشفت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع دول منتجة للغاز مثل قطر ومصر وليبيا ونيجيريا لتأمين إمدادات الغاز لأوروبا، حال اندلع صراع بشأن أوكرانيا، لا سيما مع التصعيد الروسي.

وقالت الوكالة إن "البيت الأبيض تحدث مع منتجي الغاز لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم زيادة الإنتاج في حالات الطوارئ، ومن بينهم قطر ونيجيريا ومصر وليبيا".

ولفتت "بلومبرج" إلى أن الولايات المتحدة تواصلت وحلفاءها الأوروبيين أيضا مع العديد من مستوردي الغاز الطبيعي الرئيسيين في آسيا، بما في ذلك الصين، بشأن إرسال الفائض من وقودهم إلى أوروبا إذا اندلع صراع بشأن أوكرانيا، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة.

وأضافت المصادر أن إدارة الرئيس "جو بايدن" تحدثت كذلك إلى مسؤولين في اليابان وكوريا الجنوبية والهند.

وذكر مصدران مطلعان أن التعامل مع الصين كان محدودًا.

ووفق الوكالة، فإن الولايات المتحدة "تحاول ضمان عدم نفاد الطاقة في أوروبا في حالة غزو روسيا لأوكرانيا"، وهو أمر نفاه الرئيس فلاديمير بوتين مرارًا وتكرارًا.

وتشعر أوروبا والولايات المتحدة، بحسب الوكالة، "بالقلق من احتمال رد موسكو على أي عقوبات إضافية ضدها في حال نشوب حرب من خلال تقليص تدفق الغاز إلى أوروبا التي تحصل على نحو 40% من إمداداتها من روسيا".

ووفق الوكالة، فإنه على عكس النفط، فإن "سوق الغاز العالمي لديه طاقة احتياطية قليلة ولم يقل أي منتج إنه يمكنه ضخ المزيد في وقت قصير.

وقال وزير الطاقة في قطر، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، إن الكميات التي ستحتاجها أوروبا لا يمكن أن توفرها دولته بمفردها.

ولم ترد وزارات الطاقة في نيجيريا ومصر وليبيا والهند والصين على الفور على طلبات للتعليق أرسلتها لها "بلومبرج".

وتشهد أوروبا الشرقية توترا ناجما عن حشد روسي قرب الحدود الأوكرانية، قابله حشد عسكري لقوات حلف شمال الأطلسي، وتنديدات بفرض عقوبات على موسكو في حال اجتياحها أوكرانيا.

ومؤخرا، عقد "بايدن" اجتماعا مع فريقه للأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، بعد يوم من لقاء وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" مع نظيره الأمريكي "أنتوني بلينكين" في جنيف.

وأعلن البيت الأبيض آنذاك، في بيان، أن "بايدن اطلع على الوضع الحالي للعمليات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وناقش الجهود المستمرة لتهدئة الموقف بالدبلوماسية ومجموعة إجراءات الردع التي يتم تنسيقها عن كثب مع الحلفاء، بما في ذلك عمليات التسليم الجارية للمساعدة الأمنية لأوكرانيا".

وشددت الإدارة الأمريكية أن "بايدن أكد مرة أخرى أنه في حالة غزو روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ستفرض عواقب سريعة وخطيرة على روسيا".