استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

صمت «حزب الله» إزاء ترشيح «فرنجية»

الأحد 6 ديسمبر 2015 03:12 ص

ترشيح رئيس تيار «المستقبل»، «سعد الحريري»، غير المعلن بعد، للنائب «سليمان فرنجية» له دلالاته اللبنانية. وله دلالته الإقليمية أيضاً. يتكامل هذا الترشيح مع حقيقة أن حكم عائلة «الأسد» في سوريا يقترب من نهايته.

لا أحد يعرف كيف ومتى سيتم ذلك. لكن الإجماع الإقليمي والدولي، وقبل ذلك المحلي، لا يدع مجالاً للشك بأن حكم الأسد لم يعد جزءاً من مستقبل المنطقة.

وصول «فرنجية» للرئاسة في هذه الحالة يصب في مصلحة لبنان وبالتالي ينبغي أن يكون في مصلحة 14 و8 آذار. الفراغ السياسي في لبنان في مرحلة انتقالية مضطربة مثل هذه ينطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة إلى لبنان. هكذا تبدو الصورة بالنسبة إلى مسؤول لبناني رفيع، ووثيق الصلة بالحراك الذي يجري في إطار عملية الترشيح التي فاجأت الجميع.

السؤال المحير بالنسبة إلى «ميشال عون» وأنصاره: لماذا النائب «سليمان فرنجية» تحديداً وليس الجنرال؟

كلاهما حليف لـ«حزب الله»، الذراع الإيرانية في الشام. «فرنجية» أقرب إلى الرئيس السوري «بشار الأسد» من الجنرال «عون». الأخير كان العدو الأول للوجود السوري في لبنان، وكان خصماً عنيداً لـ«حزب الله». بعكس ذلك، كان ولا يزال فرنجية يرتبط وعائلته بعلاقة حميمة مع عائلة «الأسد» منذ أيام جده الرئيس الراحل «سليمان فرنجية».

المفترض والحال كذلك من زاوية 14 آذار، ومن الزاوية الإقليمية أيضاً، أن يكون حظ الجنرال في الرئاسة أرجح من حظ النائب «فرنجية». كتلته النيابية الكبيرة، وخلفيته السياسية الصلبة في مناهضة السوريين و«حزب الله»، وما يتمتع به من قاعدة مسيحية عريضة، تجعله كذلك.

لكن شخصية الجنرال ومزاجه الحاد، معطوفاً على مسار الأحداث في المنطقة، كما في لبنان، وتحديداً مستقبل «الأسد» الذي يتجه لأن يكون خلفه وخلف المنطقة، يفرض كما يبدو عكس ذلك.

من هنا تتعارض مفاعيل الخلفية السياسية لكل من الرجلين مع حظه في الاقتراب من القصر الرئاسي. في هذا السياق يبدو الجنرال حتى الآن الأقل حظاً في السباق الرئاسي الذي كرس حياته السياسية له منذ عودته من منفاه الباريسي عام 2005.

في المقابل يبدو «سليمان فرنجية» بتمثيله النيابي المحدود، وبتاريخه السياسي الذي ارتبط بعائلة «الأسد»، واعتمد عليها من دون انقطاع، الأكثر حظاً لأن يخلف جده أخيراً، ولو بعد حين.

هذه مفارقة. والعامل الأهم فيها ليس الفارق في شخصية الرجلين وحسب، وإنما بطبيعة اللعبة السياسية اللبنانية وبحيثية «فرنجية» فيها، ثم بالمآل الذي يتجه إليه التاريخ السياسي لعائلة «الأسد».

اللافت هنا أن وصول الجد لمقعد الرئاسة كان في بداية حكم «حافظ الأسد» وعائلته في سوريا، وأن وصول الحفيد للمقعد نفسه، إذا ما قدر له أن يصل، سيكون في اللحظة التي يدخل فيها حكم «الأسد» عتمة الغروب ويوغل فيها.

كان ميشال عون (هل لا يزال؟) يعوّل على التحالف مع «حزب الله» في التمهيد لوصوله للرئاسة. ومبرره أن تضافر القاعدة المسيحية الواسعة التي يتمتع بها، مع سلاح الحزب وما يتمتع به أيضاً من قاعدة شيعية واسعة، وعلاقة قوية مع سورية، ترجح ذلك. لكن يبدو أن وصول الجنرال للرئاسة ليس هدفاً مشتركاً بالقناعة والقوة نفسها لدى الطرف الآخر في التحالف.

أولوية «حزب الله» في هذا التحالف هي استثمار شعبية الجنرال المسيحية لتأمين غطاء مسيحي لدور الحزب محلياً وإقليمياً. وقد نجح في ذلك، خصوصاً لناحية تغطية دوره في القتال في سورية.

الغريب أن الجنرال لم يأبه أنه لم يحصل في المقابل على أي مكسب سياسي يقترب في حجمه مما حققه «حزب الله». يكتشف الجنرال أن ما عوّل عليه من التحالف مع الحزب قابل لأن يتبخر بسرعة لافتة.

هل أن موقف «حزب الله» بأن مرشحه الوحيد للرئاسة هو «ميشال عون» نهائي؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا يلتزم الصمت لأسابيع الآن حيال ما يبدو أنه ترشيح جاد للنائب «فرنجية» من قبل «الحريري»؟ هل يعتبره فخاً له؟

ربما أن لجوء الحزب لصمت مطبق يعبر عن حالة ارتباك، أو انتظار أن ينقذه «عون» أو «فرنجية» من دون أن يعلن موقفاً قبل ذلك. لكن الحقيقة بحسب مصدر رفيع وعلى معرفة بمجريات الحراك المحيط بهذا الترشيح أن «سليمان فرنجية» توصل إلى تفاهم مع قيادة الحزب بأن يعلن الحزب موافقته على ترشيحه للرئاسة في حال أعلن «سعد الحريري» هذا الترشيح على الملأ.

ربما أن دافع الحزب في هذا التفاهم قناعته بأن حظوظ ترشيح فرنجية أقل مما تبدو عليه، وبالتالي لن يخسر شيئاً من وراء تفاهم غير معلن. لكن ربما أن الحزب لا يزال يساوره قلق من النزعة الاستقلالية للجنرال، وأنها نزعة قد تبرز بعد وصوله إلى قصر الرئاسة. ومن ثم فالتفاهم مع فرنجية هو بمثابة بديل آخر للحظة الأخيرة.

ويبقى من ناحية ثالثة احتمال أن الحزب في الحقيقة يفضل في الظروف الحالية «عون» في قصر بعبدا على «فرنجية». فعون أقرب إلى إيران من خلال الحزب منه للأسد، وهو يعتمد في دوره اللبناني على طهران أكثر مما يعتمد على الأسد. وبما أن حقبة «الأسد» تقترب من نهايتها، فمن الأفضل بالنسبة إلى الحزب أن يكون حليف طهران هو من ينبغي أن يكون في قصر بعبدا، وليس حليف الأسد «فرنجية».

من هذه الزاوية يشير المصدر اللبناني الرفيع إلى احتمال أن تصل معارضة «سمير جعجع» لترشيح «فرنجية» بأن يتخلى عن ترشيح نفسه، وأن يعلن ترشيحه للجنرال «عون» نكاية بـ«سعد الحريري». وإذا ما حصل هذا فإنه سيتسبب بإحراج كبير لـ«حزب الله» بين تأييده المعلن لترشيح «عون»، وتفاهمه غير المعلن مع «فرنجية».

ماذا سيفعل الحزب في هذه الحالة؟ هل ينقلب على «عون» ويتمسك بترشيح «فرنجية»؟

أم يضطر إلى الثبات على موقفه، ويعلن تأييده لـ«القوات» وزعيمها الذي يعتبره من ألد أعدائه، وأنه في يوم ما كان على اتصال بـ(إسرائيل)؟

في كل الأحوال سيكون لموقف الحزب دلالته: إما أن يؤكد عمق انخراطه في المشروع الإيراني، أو ينحاز للبنان والشام مؤكداً استقلاله عن هذا المشروع.

* د. خالد الدخيل أكاديمي وكاتب سعودي

  كلمات مفتاحية

لبنان حزب الله سليمان فرنجية سعد الحريري رئاسة لبنان سمير جعجع إيران السعودية

الرياض تبارك صفقة رئاسة لبنان لـ«فرنجية» حليف «الأسد» والحكومة لـ«الحريري»

«سليمان فرنجية».. صديق «الأسد» الذي قد يصبح رئيسا للبنان

رئيس وزراء لبنان يشيد بدور السعودية في دعم جيش بلاده

النسيج الاجتماعي في لبنان يئن تحت ضغوط الصراعات الإقليمية

أهل الفكر العربي «يناغشون» رئاسة لبنان!

«فرنجية» حليف «الأسد» يعلن ترشحه لرئاسة لبنان

«الحضيف»: استثمارنا السياسي في لبنان لم يكن إلا رهانا على بغال

«الحريري»: الحوار السعودي الإيراني سيؤدي لتهدئة الأوضاع في المنطقة