ليبيا: كيف رضي حفتر عن خصمه باشاغا؟

الجمعة 11 فبراير 2022 03:03 م

ليبيا: كيف رضي حفتر عن خصمه باشاغا؟

سواء نجحت خطة حفتر أم لا فستؤدي لإعادة تقسيم البلاد بين حكومتين وستمنع عمليا حصول انتخابات نهاية السنة الحالية، وستمدد أفق الأزمة الليبية.

لم ينجح حفتر في السيطرة على طرابلس أو اغتيال باشاغا وإعلان رضاه عن باشاغا يحمل فخا للأخير الذي يمكن أن يلجأ لنفوذه العسكري والسياسي لخلق اضطراب غرب ليبيا.

تعرض باشاغا لمحاولة اغتيال عام 2019 بمصراتة بيد قوات حفتر، ونجم عنها إصابات خفيفة، وتزامن مع إعلان حفتر بدء «المعركة الحاسمة» للسيطرة على طرابلس.

*      *      *

رحّب «الجيش الوطني» الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر بتعيين مجلس النواب لوزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا جديدا للوزراء.

يحمل الترحيب المذكور مفارقة كبيرة وذلك بسبب الخصومة السابقة (والمقبلة ربما) بين الطرفين اللذين كانا أقرب لعدوّين وجوديين لفترة طويلة.

بين الرجلين اختلافات عديدة، لكن بينهما تشابهات مهمة.

ولد حفتر في إجدابيا، أقصى الشرق الليبي، عام 1943 (أي أنه أكبر من باشاغا بـ19 سنة) وكان أحد الضباط الذين شاركوا معمر القذافي انقلاب عام 1969، كما كان من بين الضباط الذين شاركوا في إسقاط نظام القذافي بعد ثورة 17 شباط/فبراير 2011.

أما باشاغا فمن مواليد مصراتة، القريبة من العاصمة طرابلس، غرب ليبيا، وتخرج من الكلية الجوية الليبية، وكان أيضا من ضمن الضباط الذين استعادتهم الثورة ليشاركوا في القتال ضد قوات القذافي.

ظهر حفتر في شباط/فبراير 2014 ليعلن حل «المؤتمر الوطني العام» (البرلمان) لأنه مدّد ولايته من جانب واحد، وحث الليبيين على التمرد متبعا ذلك، بعد 3 أشهر، بإطلاق «عملية الكرامة» عبر شن هجوم جوي وبري على فصائل إسلامية في بنغازي (يعتبر حفتر أن أحد مهامه الرئيسية تفكيك جماعة الإخوان في ليبيا) وهجوم بالأسلحة الثقيلة على البرلمان.

في الانتخابات اللاحقة مالت كفّة العلمانيين على الإسلاميين في البرلمان، الذي صار لاحقا، جسما سياسيا تشريعيا خاضعا، إلى حد كبير، لنفوذ حفتر. وعلى المستوى السياسي فقد انقسمت البلاد إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وحكومة غير معترف بها في الشرق، كما انقسمت القوات المسلحة إلى جيشين، أحدهما يتبع للجنرال، والثاني لحكومة طرابلس.

على الضفة المقابلة، كان باشاغا، الذي التحق بالمجلس العسكري لمصراتة بعد الثورة، وبمجلس الشورى في المدينة، أحد المسؤولين عن عمليات «فجر ليبيا» وهو تحالف مجموعات إسلامية تنحدر من مصراتة وغريان والزاوية وصبراتة، ويرى كثيرون أن لها ارتباطا بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وهو ما أهله للترشح لمنصب وزير الدفاع عام 2013، وانتخابه لعضوية مجلس النواب عام 2014، وكلّف عام 2018 بمهام وزير الداخلية.

إحدى النقاط الفاصلة في اشتباك سيرتي حفتر وباشاغا هي محاولة الاغتيال التي تعرض لها الأخير عام 2019 في مدينة مصراتة، وذلك على يد قوات حفتر، ونجم عنها إصابات خفيفة، وتزامن ذلك مع إعلان حفتر عن بدء قواته «المعركة الحاسمة» للسيطرة على العاصمة طرابلس.

المنطق وراء قرار مجلس النواب هو أن ولاية رئيس الوزراء الحالي، عبد الحميد الدبيبة، قد انتهت لعدم حصول انتخابات، ولكن هذا ينطبق أيضا على مجلس النواب، الذي مدّد ولايته هو أيضا.

لم ينجح حفتر في السيطرة على طرابلس (ولا في اغتيال باشاغا) وإعلان رضاه عن باشاغا يحمل فخا للأخير الذي يمكن أن يلجأ لنفوذه العسكري والسياسي لخلق اضطراب في غرب ليبيا، وسواء نجحت هذه الخطة أم لا، فإنها ستؤدي، على الأغلب، إلى إعادة تقسيم البلاد بين حكومتين، وستمنع، عمليا، حصول انتخابات في نهاية السنة الحالية، وستمدد، بالتالي، أفق الأزمة الليبية.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

ليبيا، حفتر، باشاغا، انتخابات، محاولة اغتيال،

بعد اختياره رئيسا للوزراء.. باشاغا يصل طرابلس ويدعو الدبيبة لاحترام الديمقراطية

نيويورك تايمز: حكومة ليبيا الجديدة تعيد الانقسام والفوضى

ليبيا.. الدبيبة يقود مظاهرة في مصراتة ضد حكومة باشاغا ويلمح لمقاومة عسكرية

تحركات مصرية مهدت لاختيار باشاغا لرئاسة حكومة جديدة في ليبيا

حلقة مفرغة.. ليبيا تدخل مرحلة جديدة من الغموض السياسي

ليبيا.. الأعلى للدولة يدافع عن باشاغا وحشود عسكرية دعما للدبيبة