قوات النظام السوري تسيطر على أعلى قمة بجبل التركمان بمساندة روسية

الأحد 6 ديسمبر 2015 05:12 ص

استطاعت قوات النظام السوري، مدعومة بمليشيات عدة، وتحت غطاء جوي روسي، استعادة سيطرتها، أمس السبت، على برج زاهية، أعلى قمة في جبل التركمان بريف اللاذقية، والبعيد نحو خمسة كيلومترات عن الحدود التركية.

وجاء هذا التقدم للنظام بمساندة الطيران الحربي الروسي، الذي شن أكثر من 30 غارة، على قرى جبلي الأكراد والتركمان.

وأوضح مصدر أن معارك شرسة تدور بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، على محوري النبي يونس وقرية عرافيت في جبل الأكراد، وسط قصف مدفعي وصاروخي.

وأكد مصدر في المعارضة المسلحة، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن قوات النظام مدعومة بمليشيات موالية لها، استعادت سيطرتها على برج زاهية في جبل التركمان بريف اللاذقية، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين تابعين لفصائل المعارضة.

وبحسب المصدر، فإن سيطرة النظام على برج زاهية، تشكل كارثة على جبل التركمان، كونه يكشف غالبية القرى المحررة في التركمان، والسيطرة عليه تعني السيطرة على كامل الجبل تقريبا.

ونظرا لأهميته، فقد شهد برج زاهية، أخيرا، معارك كر وفر، كانت آخرها في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حين شن مقاتلو المعارضة هجوما معاكسا، سيطروا خلاله على برج الزاهية وقرية عطرة ونقطة الكعكة الواقعة في نبع المر بجبل التركمان.

من جانبه، لم يوقف النظام محاولاته الحثيثة لاستعادة ما خسره، بمساندة طائرات روسية، شنت مئات الغارات على قرى جبل التركمان، ودفعت بالتالي نحو 1500 مدني للنزوح، الأمر الذي شكل ضغطا على الحكومة التركية، بعدما شهدت تظاهرات عدة، احتجاجا على القصف الروسي وتبعاته.

هذا وتتواصل معركة «كسر العظام» بين النظام السوري والميليشيات الشيعية المدعومة بغطاء جوي روسي وبين المقاتلين التركمان والثوار السوريين المدعومين من تركيا في جبل التركمان في ريف اللاذقية، وسط توقعات بتصاعد الاشتباكات في ظل تنامي الأزمة بين موسكو وأنقرة منذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا نهاية الشهر الماضي.

وتحولت المعركة إلى ما يشبه الحرب بالوكالة بين القوتين الكبيرتين، و باتت ساحة لتصفية الحسابات بين تركيا وروسيا التي تهدف إلى دعم قوات «الأسد» في السيطرة على المنطقة لتوسيع دائرة نفوذ حليفها السوري على الشريط الحدودي مع تركيا التي ترى في ذلك تهديدا كبيرا لأمنها القومي وتدفع بقوة باتجاه منع سقوط هذه المناطق بيد قوات «الأسد».

وتتركز جهود الطرفين على إحكام السيطرة على أعلى قمة في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي (جبل زاهية) الواقعة على بعد خمسة كيلومترات عن الحدود التركية، ويقول خبراء إن السيطرة عليها تعني أن جبل التركمان بما فيها الحدود التركية، ومعبر اليمضية، ومخيمات الحدود ستصبح في مرمى نيران هذه الجهة.

وشن الطيران الروسي خلال أقل من 48 ساعة أكثر من 300 غارة على قرى جبلي الأكراد والتركمان، وترافق القصف الذي شهده ريف اللاذقية في الأيام الثلاثة الماضية مع موجة نزوح كبيرة من الأهالي باتجاه الحدود التركية.

وفي سياق متصل، أعلنت فصائل تابعة لـ«لجيش السوري الحر» وفصائل تركمانية مسلحة مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام السوري خلال صد هجمات متواصلة للنظام الذي يحاول التقدم لإتمام سيطرته على باقي المناطق في جبل التركمان.

وفي مؤشر آخر على أهمية المعركة لـ«لأسد» وحليفه الروسي، أعلنت هذه الفصائل أنها قتلت وأصابت عسكريين إيرانيين وآخرين من «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى زجت بها روسيا لحسم المعركة وتحقيق نصر على الأطراف المدعومة من أنقرة التي يواصل الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وصفها بالجماعات الإرهابية متوعدا بالقضاء عليها.

وفي الوقت الذي تقول فيه تركيا إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت أكثر من مرة قوافل شاحنات للمساعدات الإنسانية في ريف حلب ومناطق متاخمة للحدود التركية السورية، تقول موسكو إن الغارات استهدفت قوافل أسلحة ترسلها أنقرة لفصائل من المعارضة السورية لا سيما الفصائل التركمانية التي تقاتل في ريف اللاذقية، لكن صور ومقاطع فيديو أظهرت قوافل مساعدات ومدنيين تمزقت أجسادهم بفعل الغارات الروسية.

وقبل أيام صرح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» لأول مرة بأن بلاده ترسل مساعدات عسكرية للمقاتلين التركمان، وشدد مع رئيس وزراءه «أحمد داود أوغلو» في أكثر من تصريح على أن بلادهم لن تترك التركمان لوحدهم في مواجهة الغارات الروسية وهجوم قوات «الأسد».

وتسود تكهنات حول تطورات سير هذه المعارك، مع ورود أنباء غير مؤكدة عن نية أنقرة إمداد المقاتلين التركمان بأسلحة متطورة وربما صواريخ مضادة للطائرات لتعديل موازين القوى التي تسير لصالح قوات «الأسد» المدعومة بغطاء جوي كثيف وغير مسبوق من الغارات الروسية، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي لمزيد من التدهور في العلاقات الروسية التركية في حال حصوله.

وأعلن فصيل مسلح في الساحل السوري عن امتلاكه لمنظومة دفاع جوي أرض-جو جديدة تم تصنيعها محليا من قبل خبراء عسكريين ومهندسين وضباط منشقين عن نظام «الأسد»، لتتمتع بكامل الصفات التقنية المطلوبة لإسقاط الطائرات العسكرية، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن المنظومة قادرة على إطلاق عدة صواريخ بسرعات كبيرة للمناورة مع الطائرات العسكرية، فضلا عن إمكانية توجيه الصاروخ بعد القذف، ويصل مدى الصاروخ إلى ما يزيد عن ثمانية كيلومترات متمكنا بذلك من إسقاط الطائرات الحربية والمروحية.

وعلى الرغم من إعلان موسكو المتكرر أن قواتها تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، تنفي أنقرة بشدة أن يكون هناك أي تواجد للتنظيم أو لـ«جبهة النصرة» في منطقة جبل التركمان، ويرى مراقبون أن من ضمن أهداف روسيا والنظام السوري في تكثيف جهودهم للسيطرة على هذه المنطقة هو إفشال مخطط أنقرة لإقامة منطقة عازلة على الشريط الحدودي مع سوريا.

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا روسيا قوات الأسد النظام السوري جبل التركمان الدولة الإسلامية جبهة النصرة الجيش الحر

قوات تركمانية في سوريا: مقتل الطيارين الروسيين بعد إسقاط طائرتهما

«الأسد» يتقدم في جبل التركمان باللاذقية بدعم من روسيا وإيران و«حزب الله»

«داود أوغلو» عقب أحداث جبل التركمان: سنرد فورا على أي تهديد لأمن تركيا

مصادر: تدخل إيراني لوقف إطلاق النار بين الأكراد والحشد التركماني في طوزخورماتو

«أردوغان»: المنطقة الآمنة بسوريا ستكون في مناطق العرب والتركمان

عن المواجهة الروسية التركية في سوريا