رسائل روسية متناقضة.. سحب قوات من القرم وإرسال أخرى لسوريا

الأربعاء 16 فبراير 2022 10:44 ص

"سحب قوات من القرم وإرسال أخرى لسوريا، تأكيد على عدم وجود نيه لغزو أوكرانيا وتلويح بإمكانية ضم جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك".. رسائل من روسيا خلال الساعات الأخيرة عدها الاتحاد الأوروبي "متناقضة".

فقد أكدت روسيا، الأربعاء، انتهاء مناوراتها العسكرية في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014، وبدء سحب القوات المشاركة فيها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن "وحدات إقليم الجنوب العسكري أنهت تمارينها التكتيكية في القرم، وتعود عبر السكك الحديد إلى ثكناتها الأصلية".

أيضا، أكدت بيلاروسيا، الأربعاء، أنّ جميع الجنود الروس المتواجدين على أراضيها في إطار المناورات العسكرية الواسعة النطاق، سيغادرون البلاد مع الانتهاء المرتقب لهذه التدريبات، في 20 فبراير/شباط الجاري.

وقال وزير الخارجية البيلاروسي "فلاديمير ماكي"، في مؤتمر صحفي: "لن يبقى جندي روسي واحد، ولا قطعة واحدة من المعدات (العسكرية) في بيلاروسيا بعد إجراء المناورات مع روسيا".

إرسال قوات لسوريا

وفي مقابل هذا السحب للقوات، أعلنت روسيا، الثلاثاء، تعزيز قواتها العسكرية في سوريا للمشاركة في مناورات واسعة في منطقة شرقي البحر المتوسط.

إذ نشرت موسكو في قاعدتها الجوية بسوريا المعروفة باسم "حميميم" مقاتلات من طراز "ميج 31 كيه"، وصواريخ "كينزال" الأسرع من الصوت، وقاذفات قنابل طويلة المدى من طراز "توبولوف تي. يو. 22 – إم" الاستراتيجية، حسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء.

وستشارك الطائرات المقاتلة في مناورات بشرق المتوسط في إطار تصاعد النشاط العسكري الروسي وسط مواجهة مع الغرب بخصوص أوكرانيا والأمن في أوروبا.

وفي هذا الصدد، سافر وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" إلى سوريا لتفقد المناورات البحرية، التي ستشارك فيها 15 سفينة حربية و30 طائرة في شرق البحر المتوسط.

في السياق ذاته، أرسلت روسيا رسالة طمأنة للغرب بأنه لن يكون هناك غزو من قبلها لأوكرانيا. 

وقال ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي "فلاديمير تشيجوف"، للصحفيين الأربعاء، إنه "لن يكون هناك غزو لأوكرانيا اليوم ولا تصعيد خلال الأسبوع أو الشهر المقبلين"‎.

تلويح بضم لوهانسك ودونيتسك

وفي المقابل، لوحت روسيا بإمكانية إقدامها على ضم جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك من أوكرانيا.

فقد صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف"، للصحفيين الأربعاء، بأن الكرملين "يوافق على أن الاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك لا يتعارض مع اتفاقيات مينسك" حول أوكرانيا.

والثلاثاء، صوت مجلس الدوما لصالح مشروع مقترح للاعتراف بجمهوريتي لوهانسك ودونيتسك، وأعلن أن سيرسل المشروع للرئيس "فلاديمير بوتين" للمصادقة عليه.

ويحذر مراقبون من أن اعتراف "بوتين" بضم بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك قد يعني عمليا تخليا من روسيا على اتفاقات "مينسك"، ويهدد بتأزيم الأوضاع.

لكن الخطوة، وفق هؤلاء المراقبين، قد تمثل بالنسبة لـ"بوتين" ترضية مقبولة وحفظا لماء وجهه في ظل ما يبدو أنه تراجع عن مخطط لغزو أوكرانيا تحت الضغط الغربي. 

وفي تطور آخر مقلق للغرب بشأن نوايا روسيا، تعرضت مواقع أوكرانية، بينها وزارة الدفاع، خلال الساعات الأخيرة، لهجمات إلكترونية يُعتقد أن موسكو تقف وراءها، رغم نفي الأخيرة لذلك.

إذ أعلنت أوكرانيا عن هجمات إلكترونية طالت مواقع وزارة الدفاع ومصرف الادخار الحكومي "أوشاد بنك" و"بريفات24"، وهما من أكبر مؤسسات الدولة المالية.

"رسائل متناقضة"

هذه التطورات الملاحقة عدها الاتحاد الأوروبي "رسائل متناقضة" من روسيا.

فقد اعتبرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي "أورسولا فون دير لاين"، في مؤتمر صحفي الأربعاء، أن روسيا" أعطت رسائل متناقضة والناتو لم ير ما يدل على سحب القوات الروسية".

على النحو ذاته، قال الأمين العام لحلف "الناتو"، "ينس ستولتنبرج"، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إنه لا يرى إشارات حول خفض التصعيد الروسي حتى الآن"، مشيرا إلى أن روسيا تستمر بحشد قوات قرب أوكرانيا.

وأوضح أنّ روسيا تقوم دائما بعملية نشر وإعادة نشر لقواتها، وهذا لا يعني انسحابها.

وأضاف: "سنواصل إرسال رسالة واضحة جدا إلى روسيا مفادها بأننا مستعدون للحوار، لكننا مستعدون كذلك للأسوأ".

لكنه اعتبر أن الرسائل من موسكو حول الدبلوماسية توفر أرضية "لتفاهم حذر".

"إجراءات ملموسة"

وفي مقابل "الرسائل المتناقضة"، طالب قادة العالم الغربي روسيا بـ"إجراءات ملموسة" على الأرض تظهر تراجعا عن مخطط غزو أوكرانيا.

إذ دعا رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشال" روسيا إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة" تظهر تراجع التصعيد بشأن أوكرانيا "الذي يهدد السلام والأمن في أوروبا".

وقال "ميشال"، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج: "هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق. لا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قوات".

فيما قال وزير الدفاع البريطاني، "بن والاس"، لشبكة "سكاي نيوز" الأربعاء، إنه "يجب الحكم على روسيا من خلال أفعالها عندما يتعلق الأمر بتخفيف التوتر على الحدود الأوكرانية".

وأضاف: "سنصدق ما تقوله روسيا لكننا سنحكم عليهم بناء على أفعالهم"، معتبرا أنّ بريطانيا لم تر حتى الآن أي دليل على أن موسكو تسحب قواتها من مواقع بالقرب من الحدود الأوكرانية. 

ولا يزال قادة الدول الغربية يتخوفون من احتمال شن هجوم روسي على أوكرانيا.

وحذر الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الثلاثاء، من أن هجوما تشنه موسكو لا يزال ممكنا جدا.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

روسيا أوكرانيا بايدن بوتين

مرتزقة روس بمهام تجسس يكثفون تواجدهم بأوكرانيا

روسيا تعلن إحباط "عمل إرهابي" في القرم

تركيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تنقل قوات من روسيا إلى سوريا