أزمة أوكرانيا.. 4 خرائط تشرح أسباب الصراع مع روسيا

السبت 19 فبراير 2022 12:05 م

ما هي جذور الصراع بين روسيا وأوكرانيا؟ ولماذا يستمر الضغط على طول الحدود بينهما رغم نفي موسكو أنها تنوي الغزو؟ سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على إجابة السؤالين عبر 4 خرائط، تشرح أسباب الصراع.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن القصف واسع النطاق في شرق أوكرانيا أدى إلى زيادة المخاوف في كييف والعواصم الغربية من أن هجوما روسيا قد يكون وشيكا، مشيرة إلى أن التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا يتعلق بـ"الحدود البرية والنفوذ الاستراتيجي".

وأوضحت أن روسيا تعتبر أن أوكرانيا منطقة عازلة مهمة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بينما ترى كييف أن موسكو معتدية على جزء من أراضيها.

تاريخ مشترك

وتعود الروابط التاريخية بين البلدين إلى القرن التاسع الميلادي، عندما نقلت مجموعة من الأشخاص، يُطلق عليهم الروس، عاصمتهم إلى كييف، وهو إرث طالما استحضره الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عندما جادل بأن أوكرانيا مرتبطة بروسيا.

وفي التاريخ القريب، كانت أوكرانيا جزءا من خارطة الاتحاد السوفييتي حتى أعلنت استقلالها في أغسطس/آب 1991، وهو التاريخ الذي استحضره "بوتين" أيضا في يوليو/تموز الماضي، قائلا: "أنا واثق من أن السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط بالشراكة مع روسيا، معا كنا دائما وسنكون أكثر قوة لأننا شعب واحد".

 

حدود الناتو

وتعد حدود حلف شمال الأطلسي "الناتو" ثاني جذور الصراع، حيث توسعت خارطة الحلف، الذي تأسس عام 1949 للحماية من العدوان السوفييتي، ليشمل 30 دولة، بما في ذلك جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق: ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا.

وتنص معاهدة الحلف على أنه في حالة غزو دولة واحدة أو مهاجمتها من قبل طرف ثالث، فإن جميع الدول في الناتو ستحشد جماعيا للدفاع عنها.

ويطالب الكرملين بضمانات من "ناتو" بعدم انضمام أوكرانيا وجورجيا إليه، بينما تتمسك واشنطن وحلفاؤها بأن "بوتين" لا يملك إنكار هذا الحق لأوكرانيا.

وقد يؤدي انضمام أي من الدولتين للحلف إلى زيادة تواجد الناتو على طول حدود روسيا، ولذا فإن موسكو تعتبر ذلك تهديدا خطيرا للأمن القومي.

 

أجزاء محتلة

المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في خارطة الاتحاد السوفييتي السابق هي ثالث أسباب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، إذ تكشف خارطة تلك المناطق أن بعضا منها داخل حدود أوكرانيا، وتعتبرها روسيا جزءا لا يتجزأ من كيانها.

ففي عام 2014، ضمت القوات العسكرية الروسية شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، كما سيطر الانفصاليون، المدعومون من موسكو، على المناطق الصناعية الشرقية في دونيتسك ولوهانسك، والواقعة على الحدود الروسية. وأودى الصراع الدائر في شرق أوكرانيا بحياة 14000 شخص.

ووفقا لتعداد عام 2001، حدد أكثر من 50% من السكان في شبه جزيرة القرم ودونيتسك اللغة الروسية باعتبارها لغتهم الأم. ويدعي "بوتين" أنه يدافع عن حقوق المتحدثين بالروسية في تلك المناطق.

واحتدم الصراع، الأسبوع الماضي، في منطقة دونباس، التي تشمل دونيتسك ولوهانسك، شرقي أوكرانيا، وأحصت بعثة مراقبة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ما يقرب من 600 انتهاك لوقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي.

وإزاء ذلك، حذر مسؤولون غربيون من أن روسيا قد تستخدم التطورات في المنطقة كذريعة للغزو.

 

مناطق انفصالية

فيروس الانفصاليين تغذى على "الصراعات المجمدة" بخارطة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، وتحديدا في جمهوريات الاتحاد السابق مثل أذربيجان ومولدوفا وجورجيا، التي يُنظر إليها على أنها جزء من استراتيجية الكرملين الأكبر لمد النفوذ والتهرب من العقوبات.

وسبق أن كشف تحقيق أجرته "واشنطن بوست" عام 2018 أن المسؤولين في شرق أوكرانيا، الخاضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، يقومون بتحويل الأموال إلى منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية، المدعومة من روسيا، في جورجيا، حيث يتم تحويل الأموال بعد ذلك إلى روسيا، ثم تستخدم موسكو الأموال لدفع ثمن البضائع التي يتم شحنها مباشرة إلى شرق أوكرانيا.

وفي ترانسنيستريا، انشق الانفصاليون الموالون لروسيا عن مولدوفا عام 1991، بزعم أنهم يتشابهون مع أوكرانيا وروسيا أكثر من ارتباطهم بجمهورية مولدوفا المشكلة حديثا، والتي كانت أكثر ارتباطا برومانيا.

كما انفصلت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية فعليًا عن جورجيا بمساعدة روسية، حيث أعلنا الاستقلال في أوائل التسعينات وبقيتا مرتبطتين استراتيجيًا بالكرملين.

وفي أذربيجان، أصبح إقليم "ناجورنو قره باغ"، وهو منطقة عرقية أرمنية داخل الحدود المعترف بها دوليا للبلد، منطقة متنازع عليها مع أرمينيا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي واستقلال البلدين.

وفي سبتمبر/أيلول 2020، تسبب النزاع العسكري حول الإقليمي في قُتل آلاف الجنود وشردت قرى بأكملها في صراع دموي استمر 6 أسابيع، وانتهى بوساطة روسية.

 

وبلغ التوتر أشده في شرق أوكرانيا مع تسجيل اشتباكات وطلب انفصاليين موالين لروسيا، شرقي البلاد، إجلاء مدنيين نحو الأراضي الروسية في حين نددت الولايات المتحدة بـ"سيناريو" يقوم على الاستفزازات لتبرير تدخل عسكري روسي.

وحذر مسؤول كبير في البيت الأبيض، الجمعة، من أن العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة وشركاؤها على موسكو، إذا ما قرر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" غزو أوكرانيا، ستجعل من روسيا دولة "منبوذة".

وكررت روسيا، الجمعة، تصريحاتها مجددا أنها أجرت انسحابات جديدة لقواتها من الحدود مع أوكرانيا وهي معلومات تشكك بها كييف والدول الغربية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا الناتو الاتحاد السوفيتي دونيتسك لوهانسيك

هاريس وجونسون يهددان روسيا بعقوبات صارمة غير مسبوقة إذا غزت أوكرانيا

قتيلان وقذائف وخروقات.. هل أطلق الانفصاليون شرارة حرب روسيا على أوكرانيا؟

أزمة أوكرانيا.. جهود دبلوماسية مكثفة لمنع الحرب بعد التصعيد بين الانفصاليين وكييف

انفصاليو أوكرانيا يعلنون مقتل مدنيين بقصف من كييف