أمريكا تتهم بوتين بالعزوف عن الدبلوماسية.. والغرب يهدد بعقوبات جديدة

الجمعة 11 مارس 2022 09:01 م

اتهمت الولايات المتحدة روسيا بالعزوف عن الدبلوماسية في أزمة أوكرانيا، وسط مساع لإقناع الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين"، للعودة إلى المفاوضات من أجل إنهاء هذه الحرب في أوكرانيا.

يأتي ذلك، قبل أن يجدد الغرب تهديداته بفرض المزيد من العقوبات على موسكو، مع دخول الحرب في أوكرانيا أسبوعها الثالث.

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي "كامالا هاريس"، أثناء زيارتها لرومانيا، الجمعة، إن الرئيس الروسي لا يبدي أي إشارة تدل على رغبته في الانخراط في الدبلوماسية.

وأبدت "هاريس"، دعمها للجهود التي تبذلها رومانيا في مساعدة اللاجئين القادمين من أوكرانيا.

وجددت التزام الولايات المتحدة بحماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال جولة تقوم بها في البلدان الواقعة في الجبهة الشرقية للحلف.

وقالت إن أي هجوم يستهدف المدنيين في أوكرانيا "يعد جريمة حرب".

وبوخارست، هي ثاني محطة لـ"هاريس"، في رحلة تستغرق 3 أيام، في أوروبا الشرقية.

يأتي ذلك، رغم تأكيد "بوتين" في اجتماع مع رئيس روسيا البيضاء "ألكسندر لوكاشينكو"، إحراز بعض التقدم في محادثات موسكو مع كييف.

في الوقت الذي قال فيه الكرملين إن الصراع في أوكرانيا سينتهي عندما يتخذ الغرب إجراءات لمعالجة مخاوف روسيا.

وأضاف "بوتين"، أن العقوبات الغربية لن تعرقل التقدم الروسي وأن روسيا ستخرج أقوى (من الأزمة الأوكرانية).

ثم ذكر أن المحادثات مع أوكرانيا تتواصل "عمليا على أساس يومي"، مضيفا: "هناك بعض التحولات الإيجابية كما أخبرني مفاوضونا".

والخميس، التقى وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" مع نظيره الأوكراني "دميترو كوليبا"، في تركيا، في أول محادثات رفيعة المستوى بين البلدين منذ بدء الصراع. لكن لم يتم إحراز تقدم.

من جانبها، هددت مجموعة الدول السبع الكبار، الجمعة، باتخاذ خطوات لتجريد روسيا مما يسمى وضع "الدولة الأولى بالرعاية"، مما سيترتب عليه إلغاء مزايا عضويتها في منظمة التجارة العالمية.

وقالت دول المجموعة، في بيان مشترك، أصدره البيت الأبيض: "نرحب بالتحضيرات الجارية لبيان يصدره تحالف عريض من أعضاء منظمة التجارة العالمية، بما في ذلك مجموعة السبع، لإعلان إلغاء وضع روسيا كدولة أولى بالرعاية".

كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي سيعلق المعاملة التفضيلية التي تحظى بها موسكو على الصعيدين التجاري والاقتصادي، مع التضييق على استخدامها للأصول المشفرة رقميا.

ولفتت إلى أن تم الاتفاق على حظر تصدير سلع الرفاهية من الاتحاد الأوروبي لروسيا، ومنع استيراد منتجات الحديد والصلب.

ترقى هذه الإجراءات الجديدة لأن تكون رابع جولة من العقوبات ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في مجموعة السبع.

وقالت المسؤولة الأوروبية: "سنتخذ غدا مجموعة رابعة من الإجراءات لزيادة عزلة روسيا واستنزاف الموارد التي تستخدمها لتمويل هذه الحرب الهمجية".

وبالاشتراك مع حلفاء غربيين آخرين مثل الولايات المتحدة سيلغي الاتحاد وضع "الدولة الأولى بالرعاية" الذي تتمتع به روسيا.

وسيمهد هذا الإجراء الطريق أمام الاتحاد لحظر البضائع الروسية أو فرض تعريفات جمركية عقابية عليها ويضع روسيا على قدم المساواة مع كوريا الشمالية أو إيران.

وقالت "فون دير لاين": "من غير الممكن أن تنتهك روسيا القانون الدولي بشكل صارخ وتتوقع في الوقت نفسه الاستفادة من امتيازات عضويتها في النظام الاقتصادي الدولي".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، الجمعة، إن زعماء الاتحاد الأوروبي سارعوا إلى تبني الجولة الأولى من العقوبات على روسيا منذ تدخلها العسكري في أوكرانيا، وإنهم "مستعدون لفعل المزيد إذا لزم الأمر".

ولفت "ماكرون"، إلى وجود محاولات لإقناع الرئيس الروسي للعودة إلى المفاوضات من أجل إنهاء هذه الحرب الدائرة.

وأكد بمؤتمر صحفي في ختام قمة للاتحاد الأوروبي التي استمرت ليومين في مدينة "فرساي" الفرنسية، أن الاتحاد مستعد لتبني عقوبات جديدة، وأن "كل الخيارات مطروحة".

وأضاف أن قادة الاتحاد الأوروبي بعثوا برسالة واضحة إلى أوكرانيا مفادها أن "الطريق إلى أوروبا مفتوح أمامها"، مؤكداً أن أوروبا ستساعد أوكرانيا في إعادة بناء ما دمرته روسيا خلال الحرب.

وحذر "ماكرون"، روسيا من أنها ستواجه المزيد من العقوبات الاقتصادية الكبيرة، إذا واصل الكرملين حربه على أوكرانيا.

وقال: "إذا استمرت الأمور بالتصعيد العسكري، فسنقوم بفرض مزيد من العقوبات، بما في ذلك عقوبات شديدة"، وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا "حتى النهاية".

وذكر أن ‏التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا يعد منعطفا تاريخيا خطيرا، وأن الأوروبيين واضحون ومتحدون في تنديدهم بالعملية العسكرية.

ولفت إلى أن فرنسا خططت لإنهاء الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية في 2027، مؤكدا على أن بلاده بدأت العمل على الاستقلال في مجال الطاقة.

كما صرح بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستحدث اضطرابا في سلاسل إمداد الغذاء في أوروبا وأفريقيا، محذرا من وقوع مجاعة في أفريقيا خلال 12 شهر.

وفي وقت سابق الجمعة، قال رئيس المجلس الأوروبي "تشارلز ميشيل"، إن اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي "ناقش استراتيجيات لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر قوة واستقلالية وأكثر سيادة".

وأعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية "جوزيب بوريل"، الجمعة، أن التكتل اقترح مضاعفة تمويل أوكرانيا عسكريا عبر تقديم مبلغ إضافي قدره 500 مليون يورو لمواجهة التدخل الروسي.

وتأتي القمة كجزء من أعمال الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وتهدف إلى إرساء أسس أوروبا "السيادية" بعد صدمة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا الذي كشف نقاط ضعفها.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، في مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص، وأثار مخاوف من حدوث مواجهة أوسع نطاقا بين روسيا والولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوتين الدبلوماسية غزو أوكرانيا أوكرانيا روسيا عقوبات غربية

ردا على العقوبات.. روسيا تعلن انسحابها من المجلس الأوروبي

وزيرة الخارجية البريطانية: نعمل مع الحلفاء لضمان فشل بوتين في أوكرانيا

باريس: بوتين لم يبد استعدادا لإنهاء الحرب خلال اتصاله بماكرون وشولتس