ن. تايمز: هكذا دفع غزو أوكرانيا لأكبر تغير بسياسات أمريكا الخارجية منذ 11 سبتمبر

الأحد 13 مارس 2022 01:24 م

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء، الأحد، على انعكاس الغزو الروسي لأوكرانيا على سياسات الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الحرب دفعت إلى أكبر عملية إعادة تفكير في سياسات أمريكا الخارجية منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول/أيلول 2001.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن غزو أوكرانيا بث روحا جديدة وتغييرا في حسابات أمريكا الاستراتيجية مع الحلفاء والخصوم على حد سواء، إذ ربط بين واشنطن وأوروبا بشكل أقوى من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة وعمق العلاقات الأمريكية مع الحلفاء الآسيويين.

كما دفع الغزو الروسي الولايات المتحدة لإعادة تقييم علاقاتها مع بعض المنافسين، مثل الصين وإيران وفنزويلا، وأعاد تنشيط دور واشنطن القيادي في العالم الديمقراطي بعد أشهر فقط من انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بحسب التقرير.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن العدوان الروسي سيعمل على تنشيط كفاح "بايدن" العالمي من أجل الديمقراطية ضد الأنظمة الاستبدادية، وأشارت إلى أن الحرب تفرض إلحاحا على أجندة "بايدن" بشأن تغير المناخ، ما يعزز الحاجة إلى مزيد من الاعتماد على الطاقة النظيفة المتجددة بدلا من الوقود الأحفوري الذي يملأ الخزائن الروسية.

ونوه التقرير إلى أن السياسة الخارجية لواشنطن كانت تمر بالفعل بتحول كبير، مع انتهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق. فقد سعى "بايدن" إلى إعادة بناء التحالفات الأمريكية، "لكنه فعل ذلك إلى حد كبير باسم مواجهة الصين".

وأكدت "نيويورك تايمز" أن الغزو الروسي وسع مهمة "بايدن" بشكل كبير وعاجل، ما مهد الطريق لتحول جيوسياسي من شأنه أن يضع الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة الصين وروسيا إذا شكلوا كتلة مناهضة للغرب، كما خلق حافزًا جديدًا قويًا للولايات المتحدة لإيجاد طرق لإبعاد الرئيس الصيني "شي جين بينج" بعيدًا عن "بوتين"، الذي من المحتمل أن يلجأ إلى بكين بعد العقوبات الغربية عليه.

وفي السياق، قال "بنيامين جيه رودس"، النائب السابق لمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما": "يبدو الأمر وكأننا بالتأكيد في حقبة جديدة. فترة ما بعد 11 سبتمبر/أيلول، والحرب على الإرهاب أصبحت الآن وراءنا. ولسنا متأكدين مما هو التالي".

وقال "كيرت كامبل"، كبير مسؤولي البيت الأبيض بشأن السياسة الآسيوية، في حديث استضافه صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة: "أعتقد أن إحدى نتائج هذه الحرب ستكون التفكير في كيفية تقوية الروابط المؤسسية بين أوروبا ودول المحيط الهادئ".

وأشار إلى أن الحرب على أوكرانيا دفع الولايات المتحدة إلى أن تنظر إلى فنزويلا من زاوية جديدة. فقد سافر كبار مسؤولي إدارة "بايدن" إلى كاراكاس بعد أسبوعين من الغزو الروسي، للمرة الأولى منذ سنوات.

وتخضع فنزويلا، الحليفة لروسيا، لعقوبات أمريكية شديدة منذ سنوات لإضعاف الحكومة القمعية للرئيس "نيكولاس مادورو"، وفي عام 2019، فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" عقوبات إضافية على شركة النفط الحكومية والبنك المركزي وكبار المسؤولين للضغط على "مادورو" للتنحي.

لكن مع تطلع "بايدن" إلى زيادة إمدادات النفط العالمية لخفض الأسعار، يتحدث المسؤولون الأمريكيون إلى حكومة "مادورو" للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية، بحسب "نيويورك تايمز".

أما بالنسبة لإيران، فقد وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، يوم الجمعة الماضي، على وقف محادثات الاتفاق النووي، بسبب رفض الدول الغربية طلبًا من موسكو بضمانات بإعفاء تعاملاتها المستقبلية مع إيران من العقوبات المفروضة على روسيا في الأسابيع الأخيرة.

وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن السياسة الأمريكية تجاه الصين وفنزويلا وإيران يقدم مؤشرا على تغير نوعي سيكون له أثره على النظام العالمي وعلى تفعيل واشنطن لدورها القيادي فيه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة روسيا أوكرانيا أوروبا هجمات 11 سبتمبر فنزويلا النفط الصين إيران

كاميكازي.. أمريكا تدعم أوكرانيا بطائرات انتحارية يمكن حملها بحقيبة الظهر

البنتاجون: لن نشارك مطلقا في حظر الطيران بأوكرانيا

وثيقة سرية: بوش رفض الإقرار بتحذير من هجمات قبل 11 سبتمبر