استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العقوبات الروسية على تركيا .. الكلام عنها أسهل من تطبيقها!

الجمعة 11 ديسمبر 2015 12:12 ص

منذ أسقطت تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية توالت الإجراءات الروسية للانتقام من تركيا اقتصادياً. قرر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وقف الاستيراد من تركيا وطلب من السياح الروس في تركيا العودة إلى بلادهم وأمر المؤسسات السياحية بوقف الرحلات إلى تركيا. وقررت تركيا وقف استيراد الغاز المسال من روسيا. وتسارعت الإجراءات والأوامر السياسية لتعطيل علاقات اقتصادية مهمة بين البلدين شبه المتجاورين اللذين لا يفصل بينهما سوى جورجيا والبحر الأسود.

تنامت التجارة والعلاقات الاستثمارية بين تركيا وروسيا خلال العقدين الماضيين إلى درجة مهمة، كما أن تركيا استمرت بعلاقاتها الاقتصادية مع روسيا، على رغم عضويتها في حلف شمال الأطلسي الذي قررت معظم دوله، الأوروبية والأميركية الشمالية، فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بعد ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم الأوكرانية ودعم المتمردين الانفصاليين في أوكرانيا. ونمت علاقات تجارية واقتصادية بين البلدين خلال السنوات الماضية، خصوصاً منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، يمكن أن يؤدي تعطيلها أو خفض مستواها إلى الإضرار بمصالح كلا الدولتين.

في 2014 بلغت قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا 25.3 مليار دولار في حين كانت واردات روسيا من تركيا 5.3 مليار دولار. ومثلت الهيدروكربونات 16.8 مليار دولار، أي 66% من قيمة الصادرات الروسية إلى تركيا. أما الصادرات التركية فشملت الفواكه والخضار والمنسوجات والمعدات. فهل يمكن روسيا أن تقاطع استيراد الخضروات والفواكه من تركيا في وقت تعاني فيه مقاطعة الاتحاد الأوروبي؟ وهل يمكن أن تتحمل تركيا مقاطعة الغاز الروسي والمواد البترولية؟

ويزور تركيا حوالى 4.4 مليون سائح روسي سنوياً يمثلون 10% من إجمالي عدد السياح. ويقدر إنفاق هؤلاء السياح الروس في تركيا بأربعة مليارات دولار سنوياً. وثمة تساؤلات حول مدى تراجع عدد السياح الروس خلال العام المقبل، إذا التزم الروس بالمقاطعة، وكيف ستتأثر المداخيل السياحية التركية نتيجة لذلك. لكن الجانب الروسي سيتأثر أيضاً، فهناك العشرات من الوكالات السياحية التي تنظم الرحلات إلى تركيا، التي أصبحت مقصداً مهماً للروس.

ولا شك في أن العديد من مؤسسات القطاع الخاص في روسيا ستتضرر من المقاطعة بعد الجهود التي بذلت على مدى تجاوز العقدين من الزمن لتطوير هذه العلاقات الاقتصادية. ولا بد من أن يبذل رجال الأعمال في البلدين جهوداً سياسية لوقف تدهور هذه العلاقات الاقتصادية والتي لا يمكن أياً من البلدين تحمله في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي يمران بها.

وهناك مشاريع مهمة جرى الاتفاق عليها بين البلدين بعد التوقيع عام 2013 على عقود بناء أربعة مفاعلات لتوليد الطاقة بكلفة مقدارها 20 مليار دولار، ووفق هذا الاتفاق تقوم شركة «روساتوم» الروسية، المملوكة من الدولة، بتنفيذ هذا المشروع في تركيا. وجرى الاتفاق على تمديد أنبوب غاز يمر عبر تركيا إلى أوروبا بديلاً عن الأنبوب الذي يعبر أوكرانيا. وعندما ذكر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أن هناك إمكانات لوقف العمل بالمشاريع المشتركة فإن ذلك يعني تدهوراً حقيقياً في العلاقات الاقتصادية.

في مجال الطاقة تحديداً، تستورد تركيا من روسيا 55% من احتياجاتها من الغاز و30% من احتياجاتها من النفط من روسيا. وأي تغيير في العلاقات في مجال النفط والغاز سيفرض على تركيا البحث عن بدائل قد لا تكون موثوقة أو ملائمة. لكن هل يمكن روسيا أن تجد بديلاً للصادرات من النفط والغاز عندما تتوقف هذه الصادرات إلى تركيا؟ يبدو أن هذا الجانب من العلاقات التجارية سيفرض ضغوطاً مهمة على السياسيين في البلدين لمراجعة المواقف الداعية إلى المقاطعة. صحيح أن تركيا قد تتضرر إلى حد ما من المقاطعة نظراً إلى تطور علاقاتها التجارية والاستثمارية مع روسيا، لكن روسيا ستعاني عندما تقرر وقف علاقاتها مع شريك مهم مثل تركيا.

قد يصر «بوتين» على فرض عقوبات اقتصادية على تركيا لكنه في ظل الأوضاع الاقتصادية وتدهور علاقاته مع الغرب ليس في موقع مريح يجعله يتمتع بقدرات واسعة للإضرار بالاقتصاد التركي. ثمة أضرار ستلحق بالعديد من المؤسسات الاقتصادية التركية في قطاعات مهمة، مثل الزراعة والصناعات التحويلية والسياحة، كما أن الأضرار التي قد تنجم عن توقف الصادرات الروسية من النفط والغاز ستكون موجعة، لكن هذه المقاطعة ستؤدي إلى أضرار ماحقة بالاقتصاد الروسي الذي لن يستطيع أن يتحمل المقاطعة مع تركيا في وقت يواجه فيه مقاطعة واسعة النطاق مع أوروبا خصوصاً والغرب عموماً.

  كلمات مفتاحية

العقوبات الروسية تركيا إسقاط مقاتلة روسية سوريا روسيا بوتين أردوغان الأزمة بين تركيا وروسيا

القبض على 4 مواطنين روس خلال قيامهم بتصوير منطقة عسكرية في تركيا

شركة «روساتوم» الروسية توقف بناء مفاعل نووي في تركيا

«ستراتفور»: زمن الأتراك.. لماذا يجب على روسيا أن تعيد تقييم رؤيتها لتركيا؟

«داود أوغلو»: تركيا ستفرض عقوبات ضد روسيا إذا اقتضت الضرورة

«أردوغان»: من يعادي تركيا سيخسر ولن نتأثر بالعقوبات الروسية

هل يمكن لتركيا أن تستبدل واردات الغاز المسال القطرية بالغاز الروسي؟

«ستراتفور»: هل تكون تركمانستان بوابة تركيا لتأمين مصادر الطاقة؟