7 سنوات على حرب اليمن.. السعودية تواصل الاعتماد على جماعات الضغط في واشنطن

الثلاثاء 29 مارس 2022 07:40 م

على مدار 7 سنوات، لم ينقطع إنفاق السعودية على جماعات الضغط والمتخصصين في العلاقات العامة في الولايات المتحدة للتغطية على الحقائق المروعة للحرب والحفاظ على تدفق مبيعات الأسلحة.

ووفقا لإيجاز قدمته الدكتورة "أنيل شيلين"، وهي زميلة في أبحاث الشرق الأوسط في معهد "كوينسي"، فقد نفذ التحالف الذي تقوده السعودية أكثر من 24 ألفا و600 غارة جوية منذ بداية الحرب في عام 2015، ما يبرز الطبيعة غير المتكافئة للحرب الجارية في اليمن.

وفي موجزها، تشير "شيلين" إلى أن أكثر من 9 آلاف مدني يمني قتلوا في غارات جوية للتحالف السعودي، مقارنة بـ 59 مدنيا سعوديا قتلوا في هجمات الحوثيين عبر الحدود، ما يدمر الرواية القائلة بأن هذه الحرب مبررة بطريقة أو بأخرى باسم الدفاع عن النفس.

ووجد مشروع بيانات اليمن، وهو منظمة غير ربحية تتعقب البيانات المتعلقة بالحرب في اليمن، أن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ ما يقرب من 700 غارة جوية في فبراير/شباط 2022 وحده. وكانت وتيرة الهجمات الأشهر الماضية أعلى من أي شهر منذ عام 2018.

وفي كثير من الحالات، كانت الغارات الجوية السعودية المسؤولة عن مقتل المدنيين إما مسبوقة أو متبوعة بفعاليات لجماعات الضغط التي تعمل لصالح السعودية، وذلك للترويج لتحسين وتدقيق الاستهداف، أو التزام السعوديين بالسلام، أو الجهود الإنسانية السعودية في اليمن.

وعلى مدى أعوام، حشد اللوبي السعودي جيشا من جماعات الضغط، بما في ذلك أعضاء سابقون في الكونجرس يروجون للحرب باعتبارها مهمة إنسانية.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 2022، على سبيل المثال، وزع "تريب بيرد" من "أوف هيل ستراتيجيز" رسالة إلى مكاتب الكونجرس تشير بأصابع الاتهام إلى المتمردين الحوثيين لتبرير التصعيد. وربط "بيرد" الرسالة بمؤتمر صحفي أدان فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" هجمات الحوثيين لتبرير الرد السعودي الهائل غير المتناسب.

وأكد "بيرد" على أن "الحوثيين المدعومين من إيران مسؤولون عن إطالة معاناة الشعب اليمني"، واختتم الخطاب بتصوير السعودية على أنها "ملتزمة بتحقيق سلام دائم في اليمن".

وبعد يوم واحد فقط، شنت السعودية غارة جوية على مركز احتجاز في صعدة، أسفر عن مقتل 91 مدنيا، بينهم 3 أطفال كانوا يلعبون في حقل قريب.

واللافت أن القنبلة الموجهة بالليزر المستخدمة في ذلك الهجوم من صنع شركة "ريثيون تكنولوجيز" الأمريكية. وبعد أيام قليلة من الهجوم، احتفى الرئيس التنفيذي لشركة "ريثيون" بالتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط في مكالمة حول الأرباح مع المستثمرين، قائلا: "لدينا فرصا كبيرة للمبيعات الدولية".

ولا يخشى فريق جماعات الضغط في "ريثيون" الحديث حول اغتنام هذه الفرص. ووفقا لبياناتها في الربع الرابع في قاعدة بيانات الإفصاح عن جماعات الضغط في مجلس الشيوخ، أنفقت شركة "ريثيون" 2.7 مليون دولار للضغط على الكونجرس بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك الضغط ضد قرار مشترك يرفض البيع المعتمد مسبقا لأسلحة من صنع "ريثيون" إلى السعودية.

ولا تعد هذه حالة شاذة، ففي 12 مارس/آذار 2021 قتلت غارة جوية 18 شخصا في منطقة سكنية بالمقبانة، وبعدها بـ3 أيام فقط وزع "هوجان لوفيلز" رسائل تؤكد "التزام المملكة الثابت بتحقيق السلام في اليمن"، وأرسل السيناتور السابق "نورم كولمان" العديد من هذه الرسائل. وبعد أسابيع قليلة في 7 مايو/أيار 2021، أصابت غارة جوية منطقة سكنية ما أسفر عن مقتل 11 مدنيا في صرواح. وفي 11 مايو/أيار 2021، وزع "هوجان لوفيلز" رسالة قال فيها إن السعودية تدعم "حلا سلميا للنزاع في اليمن". وبعد أسبوع، قتلت غارة جوية على مركز طبي 7 مدنيين آخرين.

وبشكل روتيني، تنشر جماعات الضغط التي تعمل لصالح السعودية معلومات تزعم رغبة المملكة في السلام حتى مع تصاعد الضربات الجوية المميتة. وبينما تعهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بتحويل السعودية إلى دولة "منبوذة"، وافقت إدارته مؤخرا على المزيد من مبيعات الأسلحة للمملكة وحلفائها في التحالف مثل الإمارات.

وتسببت الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في مقتل آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية وإطالة أمد الأزمة الإنسانية الكارثية. ولا يمكن لأي مبلغ من المال أو جماعات الضغط تغيير هذا الواقع.

المصدر | هايدن شميت | ريسبونسيبل ستيتكرافت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حرب اليمن التحالف السعودي الغارات الجوية جماعات الضغط اللوبي السعودي الكونغرس الأمريكي الأسلحة الأمريكية

السعودية: لم نبدأ حرب اليمن والحوثيون رفضوا مقترحين لحل الأزمة

السعودية وأمريكا تؤكدان أهمية وقف اعتداءات الحوثيين في اليمن

الولايات المتحدة والخليج واليمن.. موسم الإحباط وتفكك العلاقات

الوزراء السعودي يثمن الجهود الأممية في التوصل لهدنة باليمن

تحقيقان: مئات العسكريين الأمريكيين السابقين يعملون لدي دول الخليج برواتب خيالية

لا أفق لنهاية الحرب.. مفاوضات السعودية والحوثيين لن تفضي لنتيجة باليمن