واشنطن بوست: منفيون روس ومال ويخوت بإسطنبول ودور تركي ناجح بالمفاوضات

الخميس 31 مارس 2022 09:18 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تركيا باتت في الأسابيع الأخيرة قبلة لرجال الأعمال الروس الذين يهربون من العقوبات الغربية المفروضة على بلادهم، مثلما أصبحت أيضا قبلة للمفاوضين الروس الذين يلتقون نظراءهم الأوكرانيين.

وأشارت إلى أن هناك آلاف الروس الهاربين وصلوا إلى إسطنبول، على أمل الهروب من الأوضاع الاقتصادية والعقوبات وأفعال الرئيس "فلاديمير بوتين"، ومن بينهم فنانون وخبراء برمجيات.

ولفتت الصحيفة إلى أن إسطنبول أيضا استقبلت العديد من المعارضين المنفيين الروس والذين لا يؤيدون هذا الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ إن عقوبة ذلك هو السجن 15 عاما في بلادهم.

ووفق الصحيفة، فإن المنفيين ورجال الأعمال الروس ليسوا هم وحدهم في المدينة، ففي هذا الأسبوع، وصل وفد من المفاوضين الروس الذين قابلوا وفدا من المفاوضين الأوكرانيين في قصر دولمة بهتشه بإسطنبول، والذي كان مقرا إداريا في الفترة العثمانية، ويقع على البوسفور.

والتقى الوفدان عدة مرات في بيلاروسيا، وفي لقاءات عبر الفيديو بدون أي نتيجة، لكن المسؤولين الأتراك الذين قابلوا الوفدين، لاحظوا إشارات عن تقدم ولهجة جديدة من الجانب الروسي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها خفضت من عمليات حصار  كييف، وتقوم بالتركيز على دونباس، ويعتقد المسؤولون الأتراك أن هذه خطوات صغيرة، ورغم ذلك يمكن أن تفتح الباب للقاء ممكن بين "فلاديمير بوتين" و"فولوديمير زيلينسكي" في غضون أسابيع.

وقال الرئيس التركي "رجب  طيب أردوغان"، إن "بوتين" يحتاج إلى "خروج مشرف" ويعتقد مستشاروه أن الفجوة في بعض القضايا تضيق، لكن بعض الأوكرانيين متشككون، ويخشون من أن روسيا تقوم بلعب دور الرجل الطيب لأنها علقت في كييف وبقية أنحاء البلاد، حيث واجهت مقاومة شديدة.

ورأت الصحيفة أن المكون السري في عملية وقف إطلاق النار ربما كان هدفه اتصال تكتيكي مع الولايات المتحدة.

وألمحت إدارة "بايدن" إلى أن نهاية الحرب قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات على روسيا، مع أنها لم تطرح على طاولة المفاوضات.

والمنفيون والمعارضون ليسوا فقط الموجودين في إسطنبول، فهناك الأوليجارش الروس وقواربهم ويخوتهم التي بدأت تظهر، منها يخت مرتبط برئيس الوزراء الروسي "ديمتري ميدفيدف" رسا في مارينا إسطنبول، قريبا من المكان الذي وقعت فيه المعاهدة الروسية- التركية عام 1877- 1878 والتي تخلى فيها العثمانيون عما يعرف اليوم ببلغاريا.

وقال المسؤولون الأتراك، إن "رومان أبراموفيتش" لعب دورا إيجابيا في تنظيم المفاوضات، وعولج بمستشفى تركي بسبب ما يعتقد أنها عملية تسمم مشبوهة.

وفي الوقت نفسه، وصل اثنان من اليخوت الضخمة إلى الشواطئ التركية على البحر المتوسط، ولا شك أن تركيا راغبة بتقديم الدعم والملجأ الآمن للأوليجارش الروس، وقواربهم وأموالهم.

وقال "أردوغان" هذا الأسبوع: "سنبقي أبوابنا مفتوحة لأصحاب رؤوس الأموال الذين يريدون وضع أموالهم في تركيا" بدون أن يخفي رغبة بلاده في استقبال المال الروسي. ومنذ بداية الحرب، تمارس أنقرة لعبة توازن بين روسيا وأوكرانيا، وهي مقامرة غير محسوبة، فتركيا تبيع المسيّرات لأوكرانيا وتحاول الحفاظ على العلاقة غير المريحة مع "بوتين".

ويشعر الروس بأنهم عرضة للخطر، ويخافون من وضع اقتصادهم ويحضرون أنفسهم لأوقات مضطربة، ورغم مأساة أوكرانيا، فالحرب خففت من مأزق تركيا على ما يبدو، ووفرت أموالا للاقتصاد التركي الضعيف، وفرصة جديدة لإصلاح علاقة تركيا مع الغرب، ودورا للرئيس التركي بمنحه مكانا للقاء المتحاربين.

وبحسب الصحيفة، استطاعت تركيا الحفاظ على توازن جيوسياسي حساس، وربما قد تخسر هذا التوازن لو حاول طرف الحصول على نصر، أو تعب الغرب من شبه حيادية تركيا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا المفاوضات يخوت رجال أعمال

بعيدا عن العقوبات.. تركيا ملاذ آمن ليخوت الأوليجارشيين الروس