أشادت واشنطن بمشاركة المرأة السعودية لأول مرة في الانتخابات البلدية التي أجريت في المملكة، أمس الأول الأحد، وعدت هذه المشاركة «تاريخية».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «جون كيربي»، إن «مشاركة نساء في الانتخابات تشكل ركيزة مهمة في السعودية نحو عملية انتخابية شاملة تتيح لكل المواطنين أن يكونوا ممثلين في حكومة تمثل كل السعوديين».
وأضاف، في بيان نشر أمس الأحد، أن «إشراك كل المواطنين في الانتخابات وفي إدارة البلاد أمر أساسي لازدهار واستقرار وسلام الأمم»، متابعا: «نحن نشيد بهذه الخطوة التاريخية»، وفقا لوكالة «فرانس برس» للأنباء.
وأعلن رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية السعودية، «عبد اللطيف آل الشيخ»، اليوم، نتائج الانتخابات، لافتا إلى مشاركة 702 ألف و542 ناخباً وناخبة بنسبة 47,4% من إجمالي المقيدين.
وأضاف أن النتائج أظهرت فوز 2106 مرشحين، بينهم 19 امرأة.
وشارك في الانتخابات أكثر من 900 مرشحة تنافسن مع حوالي ستة آلاف رجل على مقاعد 284 مجلسا بلديا.
وخصصت اللجنة العامة للانتخابات البلدية 424 مركزا انتخابيا نسائيا من إجمالي 1263 مركزا بعموم السعودية.
وجاءت مشاركة المرأة في الانتخابات، وهي المرة الأولى لها كناخبة ومرشحة، بقرار صدر عن العاهل السعودي الراحل الملك «عبدالله بن عبد العزيز» في 25 سبتمبر/أيلول عام 2011.
وتثير هذه الخطوة جدلا واسعا داخل المجتمع السعودي؛ فبينما يؤيدها فريق جلهم من أصحاب التيار الليبرالي والعلماني بدعوى أن المشاركة في الانتخابات كناخبة ومرشحة حق من حقوق المرأة، وعماد تقدم أي مجتمع، يرفض هذه الخطوة فريق آخر غالبيته من المنتمين إلى التيار الديني المحافظ على اعتبار أن دخول المرأة إلى البلديات سيعرضها إلى الاختلاط مع الرجال.
يشار إلى أن كثيرا من المشايخ والهيئات الدينية في المملكة يعارضون مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية، وأول معارضة جاءت بفتوى من مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، وقال فيها إن المرأة يجب عليها الاحتجاب عمن ليسوا بمحارم لها، والبعد عن كل ما يسبب لها خطرًا في الحاضر أو المستقبل.