قال وزير الأوقاف المصري "مختار جمعة"، إن "قضاء حوائج الناس وسد حاجات المجتمع أولى من الحج والعمرة"، وهو ما أثار موجة من الغضب بين ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي عليه، منتقدين عدم حديثه عن إهدار الأموال في الكباري (الجسور) دون النظر إلى أولويات الصحة والتعليم.
وخلال مناقشة مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية للبرلمان) مشكلة الزيادة السكانية، قال "جمعة": "قضاء حوائج الناس، وسد حاجات المجتمع أولى من الحج، فلو لدينا 100 ألف حاج سنويا، وكل حاج يتكلف 10 آلاف دولار نكون محتاجين مليار دولار".
وتساءل بالقول: "هل نوجه المليار دولار للغذاء والدواء أم نوجه الحج نافلة أو حج عمرة نافلة، وأولويات ومقاييس فقه الدولة تختلف عن مقاييس فقه الفرد؟".
كما أشار إلى أن "هناك لجنة تدرس أن تعطى الأولوية لمن لم يسبق له الحج أصلا"، مضيفا: "أخذنا قرارا في وزارة الأوقاف أنه لا حج على نفقة الوزارة".
وأثار حديث "جمعة"، موجة غضب وسخرية واسعة بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوه وتساءلوا عن فقة الدولة، ودورها في تقديم راية صحية وتعليم جيد للمواطنيين، بدلا من إهدار كل الأموال على الطرق والكباري.
كما انتقدوا عدم حديثه عن بناء القصور الرئاسية وشراء طائرات خاصة للرئيس، في ظل تفاقم أزمة الفقر والفقراء في مصر.
ولفت منتقدون آخرون إلى أنه كان أولى بالوزير أن يتحدث عن إهدار مال الدولة في إنتاج المسلسلات والأفلام، بدلا من الحديث عن الحج.
كمل يا مولانا سكت ليه وأولى من الطرق والكبارى وغيرة وغيرة
— مجدى صابر (@vtgTxYYwqnNdIvU) April 10, 2022
اليس قضاء حوائج الناس أولى من القصور الرئاسية والطائرات الرئاسية
— كهربائي تويتر (@styhex2007) April 10, 2022
كنت لسه داخل اقول الله ينور علي اول سطر يعني
— ahmed mokhtar (@amokhtar331) April 10, 2022
فوجئت انه بيتكلم عن الدولة 🤣🤣
أفلح ان صدق 👌
— Aml 💖 Aml (@AmlAml204) April 10, 2022
المهم الفلوس دي متسافرش على صندوق تحيا البيصي 🙂
سد احتاجات المحتاجين اولى الف مرة من انتاج مسلسلات بمليارات تمجد الطاغوت
— Mahmood (@Mahmood93681701) April 9, 2022
وزير الأوقاف اصلا لو قادر كان منع الصلاة والعبادات دا تحسة اصلا كاره للإسلام
— AmalSobhy (@12Edey) April 9, 2022
وأضحى أكثر من نصف الشعب المصري فقراء، يعيشون على المساعدات، وصعدت الديون إلى مستويات غير مسبوقة لتلاحق أجيالاً عدة مقبلة، بينما يدعو الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" المواطنين إلى أن يفخروا بإنجازات على رأسها الجسور.
وخلال حكم "السيسي"، ضخت الحكومة المصرية مبالغ ضخمة على البنية التحتية للبلاد، تجاوزت 1.7 تريليونات جنيه (أي ما يزيد على 100 مليار دولار)، وفق تأكيد وزيرة التخطيط "هالة السعيد"، خلال منتدى أفريقي منتصف العام الماضي.
والرقم الذي ذكرته الوزيرة المصرية، يخالف ما ذكره "السيسي" نفسه، خلال كلمته في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، بمؤتمر "استثمر في أفريقيا"، حين قال إن بلاده أنفقت نحو 4 تريليونات جنيه (255 مليار دولار)، خلال السنوات الماضية، على البنية التحتية.
ويتحدث مراقبون عن أن إدارة الدولة المصرية، لديها مشكلة في تحديد الأولويات، لافتين إلى أنها أنفقت الكثير من الأموال على مشروعات لن يستفيد منها المواطن بشكل مباشر، ولا تتناسب مع ما تردده الحكومة من عدم قدرتها المالية.
ويُذكِر المنتقدون بالمبالغ التي أنفقتها الحكومة المصرية على بناء وتجديد القصور التي لن يسكن فيها المواطن العادي، وكذلك المبالغ المالية التي أنفقتها الدولة المصرية خلال احتفالية إعادة إحياء "طريق الكباش" في الأقصر.